ضرب الحبيب

ضرب الحبيبسارة حامد

الرأى20-2-2022 | 10:00

بالأمس القريب ازدانت الأرض بلون أحمر قرمزي بهت على حياتنا لـ ٢٤ ساعة احتفالا بعيد الحب، تجلت تبعاته في تبادل هدايا مسلفنة و إتص أَثره في الورود، ضنّت المشاعر أو كانت مؤقتة وليدة ساعتها تكفي لمدة يوم واحد في العام.

وبعدها بساعات تبدّل حب 13 عاماً إلى صفعات على وجه عروس الإسماعيلية التي غام ظل راجلها عنها ووهن سندها المستقبلي كما يصفه المجتمع، آذاها أمام المارة عياناً مع بشائر حياتهم الزوجية، و لسان حال الحب يقول: أفاك أثيم، وبصوت هنيدي "الحب ولع في الدرة".

مداومتها في الزيجة رغم ما تم لم يذهلني!!.. تكهنته، فالفتاة التي أيفعت يردد على مسامعها عبارة تصفها بـ"مكسورة الجناح" عليها أن ترضخ أمام "سبع البرمبة"..وحقاً لم أفهم معنى "سبع البرمبة" سوى أني وعيت عليه يكرر على آذاني، أعي أبعاده التي تمنح الرجال القِوامة المتسلطة وحق الهيمنة والتحكم وإستعراض قواهم على المرأة حتى وإن كان "نطعاً" وهذه الكلمة تعني لغوياً – فراش من جلد يُفرش تحت المحكوم عليه بالقتل- ومن لا يملك سوى صوت جهير يحجب نقص عقله وقلة حيلته.. أما تعبير "مكسورة الجناح" أدركه جيداً كوني نشأت في صعيد مصر، فهناك ستر المرأة يعني زواجها فقط وأن تكون في "ضل راجل"، ومهما بلغت من العلم والمكانة يظل ينقصها مَن يُرمم ويداوي جناحها المكسور.

رفقاً بالقوارير يا معشر الرجال وكذا رقةً و ليناً وملاطفة وملاينة ببعولتكن، فكلاكما يتكئ على شطره وفلقة منه، وكما قال شاعر جاهلي: النساء هن الدواهي والدوا هُن.. لا طيب للعيش بلا هن والبلا هن..فأجابت: والرجال هم المرهم والمُر هُم..لا طيب للعيش بلا هُم والبلا هم.

فالحب ميثاق غليط في طياته التفاهم والإحتواء، و أن يستعيضا عن ما ينقصهما ببعضهما، واستدعى ذهني رواية " ذكريات من منزل الأموات "لـ دوستويفسكي، تناول فيها حالة نفسية لاحظها لدى السجناء أثناء مكوثه معهم فترة سجنه، و هي حالة يبدو أنه متيقن أنها في السجناء و في غيرهم نظراً لاعترافه أن من هم خارج أسوار السجن ليس شرطاً أن يكونوا أفضل ممن هم بداخله، وقد لاحظ أن بعض السجناء يفتعلون الشجار عمداً، ليس لعدائية فيهم، و لا لأن الموقف يستحق الشجار أساساً و لكنهم يتشاجرون لما ينتج بعد الشجار أي قيام كثير من الأشخاص بمحاولة تهدئتهم و الحديث معهم و ملاطفتهم و لو بكلمة لينهوا المشاجرة.

و في تلك اللحظات يجد هؤلاء الأشخاص قيمة لذواتهم، و كلمة ترفع من قدرهم فيكون لذلك بالغ الأثر في نفوسهم، هم ليسوا أشراراً كما يتصورهم الناس، هم عطشى اهتمام بهم، و متلهفون لأي كلمة ترفع من قدرهم، و يموتون شوقاً لفرصة تجعل الناس يخاطبونهم بشيء من الإحترام ..هنا يستنتج دوستويفسكي أن أسوأ البشر يمكن أن يعود ليصبح إنساناً سوياً إذا ما وجد من يحبه، من يستوعبه، من يفهمه، من يقدره، و يحترمه.

أضف تعليق

رسائل الرئيس للمصريين

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2