قال وزير المالية الألماني كريستيان ليندنر إن بلاده تخشى أن ترد روسيا على العقوبات الغربية المُحتمل فرضها ضدها في حالة نشوب حرب مع أوكرانيا بقطع إمدادات الغاز، وهي خطوة قد تعطل أكبر اقتصاد في أوروبا.
وقال ليندنر (في لقاء أجراه مع صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية اليوم الأحد) إن روسيا كانت دائمًا موردًا موثوقًا للغاز الطبيعي لألمانيا، حتى في ذروة الحرب الباردة، لكن هذا الواقع قد يتغير إذا غزت روسيا أوكرانيا وعاقب الغرب موسكو بحزمة عقوبات قاسية.
وأضاف:" إذا نظرت إلى الحرب الباردة، فمهما حدث بين الناتو وحلف وارسو، لم يكن هناك أبدًا وضع أدت فيه التوترات السياسية إلى الإضرار بالتعاون في قطاع الطاقة بين البلدين، ولكن قد تكون الأمور مختلفة في هذه المرة".
من جانبها، قالت الولايات المتحدة هذا الأسبوع إن روسيا قد تكون مستعدة لغزو أوكرانيا في غضون عدة أيام، بعد حشد ما يقدر بنحو 150 ألف جندي على الحدود الأوكرانية، فيما حذر الغرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من عواقب اقتصادية وخيمة إذا هاجم جارته الغربية ،وهددت ألمانيا بأن يشمل ذلك وقف خط أنابيب غاز "نورد ستريم 2" الذي ينقل الغاز الروسي مباشرة إلى أوروبا تحت بحر البلطيق.
ويخشى البعض، حسبما أبرزت الصحيفة عبر موقعها الرسمي، أن يستجيب الكرملين لمثل هذه العقوبات بخفض أو حتى وقف تدفق الغاز إلى أوروبا، التي تعتمد على روسيا بنسبة 40 في المائة من غازها. وتشير ملاحظات ليندنر إلى أن مثل هذا السيناريو يتم التعامل معه بجدية في برلين.
وأوضحت الصحيفة أيضا أن التوترات المتزايدة بشأن أوكرانيا تزامنت مع ارتفاع أسعار الغاز داخل أوروبا، وسط عمليات تسليم أقل من المتوقع من جانب روسيا وزيادة في الطلب من جانب الاقتصادات الخارجة من جائحة كوفيد-19، واعتقد بعض الخبراء أن روسيا أعاقت الإمدادات للسوق الفوري واستنفدت عمدا مرافق تخزين الغاز في أوروبا قبل ارتفاع الطلب في فصل الشتاء، مما خفض من المخزونات الأوروبية إلى أدنى مستوى موسمي لها منذ أكثر من عقد.
وقالت أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، في مؤتمر ميونيخ للأمن يوم أمس السبت:" تحاول جازبروم، وهي شركة روسية مملوكة للدولة، عمداً تخزين الغاز وتسليم أقل قدر ممكن، بينما ترتفع الأسعار والطلب بشكل كبير جدًا، وهذا سلوك غريب جدًا بالنسبة لشركة ما".