قال الشيخ مكرم عبد اللطيف، الإمام والخطيب بوزارة الأوقاف ينبغي للرجل ألا يستعمل الطلاق كلّما حدث بينه وبين أهله نزاع، وذلك لما يترتب على الطلاق من عواقب وخيمة وعليه:
أولا: ينبغي للرجل ألا يستعمل الطلاق كلّما حدث بينه وبين أهله نزاع، وذلك لما يترتب على الطلاق من عواقب وخيمة. وكثير من الرجال يتهاونون بشأن الطلاق فكلما حصل نزاع بينه وبين أهله حلف بالطلاق، وكلما اختلف مع أصحابه حلف بالطلاق، وهكذا.
وأضاف أن هذا نوع تلاعب بكتاب الله تعالى، وإذا كان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اعتبر من يطلق امرأته ثلاثاً جميعاً متلاعباً بكتاب الله تعالى، فكيف بمن اتخذ الطلاق ديدنه، فكلما أراد منع زوجته من شيء أو حثها على فعل شيء حلف ب الطلاق ؟!
واستشهد بما روى عن الإمام النسائي (3401) عن مَحْمُود بْن لَبِيدٍ رضي الله تعالى عنه قَالَ أُخْبِرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ رَجُلٍ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ ثَلاثَ تَطْلِيقَاتٍ جَمِيعًا؟ فَقَامَ غَضْبَان ثُمَّ قَالَ: «أَيُلْعَبُ بِكِتَابِ اللَّهِ وَأَنَا بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ ؟! حَتَّى قَامَ رَجُلٌ وَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلا أَقْتُلُهُ؟»
ثانيا : كثرة الحلف ب الطلاق دليل على السفه:
وأوضح أن هؤلاء السفهاء الذين يطلقون ألسنتهم ب الطلاق في كل هين وعظيم، هؤلاء مخالفون لما أرشد إليه النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في قوله : «مَنْ كَانَ حَالِفًا فَلْيَحْلِفْ بِاللَّهِ أَوْ لِيَصْمُتْ» رواه البخاري (2679) ، فإذا أراد المؤمن أن يحلف فليحلف بالله عز وجل، ولا ينبغي أيضاً أن يكثر من الحلف لقول الله تعالى: {وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ} [المائدة:89]. ومن جملة ما فسرت به الآية أن المعنى: لا تكثروا الحلف بالله سبحانه. أمّا أن يحلفوا ب الطلاق مثل: عليّ الطلاق أن تفعل كذا، أو عليّ الطلاق ألا تفعل، أو إن فعلت فامرأتي طالق، أو إن لم تفعل فامرأتي طالق وما أشبه ذلك من الصيغ، فإن هذا خلاف ما أرشد إليه النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "
ثالثا: عواقب الطلاق على الرجل والمرأة والمجتمع
وتابع: وخلاف على أن الطلاق صدمة قوية تحدث شرخ وتصدع في كيان الأسرة التى تعد مكون اساسى من مكونات المجتمع وبالتالى فإن الطلاق لا يؤثر سلبا فقط على الازواج بل يؤثر فى الاسرة والابناء والمجتمع ككل .
تأثير الطلاق على الرجل:
يشعر الرجل مع حدوث الطلاق بنوع من الصدمة والتذبذب فى القرارات خاصة إذا كان لديه ابناء ،وذلك لانه ان ظل الأبناء مع الأب بعد الطلاق وزواجه من أخرى قد تحدث مشكلات كبيرة بين الأبناء وزوجة الاب لانها تكون دخيلة على الأبناء ولا تستطيع فهمهم ، ف الطلاق له كثير من الآثار السلبية سواء العقلية او العاطفية أو الاجتماعية على الرجل ومنها:
الأضرار المالية:
الطلاق له تبعات مالية من نفقة ومصروفات حضانة الاولاد وغيرها من الأعباء المالية التى تستمر طوال حياته حتى ولو تزوج بأخرى.
الأضرار النفسية:
قد يصيب الرجل بعض الآثار النفسية السيئة بعد الطلاق مثل الاكتئاب والانعزال واليأس والإحباط وتخلق عنده نوع من الشك وانعدام الثقة فى الآخرين وفقدان التوازن الاجتماعى نتيجة فقدان الاستقرار الاسرى ،كما يشعر بأنه رجل غير مرغوب فيه بل ومشكوك فيه ويثبت هذا الأمر عندما يقرر بأن يتزوج بأخرى.
تأثير الطلاق على المرأة..
وأشار الشيخ عبد اللطيف إلى أن الطلاق يتسبب فى مشكلات كثيرة للمرأة أكثر من الرجل خاصة ان كانت صغيرة فى السن ولديها ابناء ،فتصبح شاردة وتعيسة بشأن أبنائها وحياتها الفارغة ، كما ان المجتمع يزيد من أعباء المرأة المطلقة بالنظرة السيئة التى يفرضها المجتمع على المرأة المطلقة بأنه تصبح امرأة مشكوك فى سلوكها وأخلاقها فمجتمعاتنا الشرقية توصم المرأة المطلقة وكأنها عار ، بالإضافة إلى العبء المالى لها لانها لا تجد مصدر دخل اذا كانت غير عاملة ،اما اذا كانت عاملة فلا تتركها السن او أعين من حولها فالمرأة بعد الطلاق هى المتضرر الاكبر.