الأسابيع القليلة الماضية، كانت وقتًا مزدحمًا للغاية بالنسبة للشمس، إذ تعرضت لسلسلة من الانفجارات العملاقة التي أدت إلى اندفاع البلازما عبر الفضاء، وما وصلنا من هذا الآثر حتى الآن، قذف كتلي إكليلي قوي، وتوهج شمسي اندلع من الجانب البعيد من الشمس، وأتى في 15 فبراير قبل منتصف الليل بقليل.
نظرًا لأن التوهج والقذف الكتلي، جرى توجيههما بعيدًا عن الأرض، فلم يحدث وقتها أيًا من التأثيرات المرتبطة بعاصفة مغنطيسية أرضية، التي تحدث عندما تصطدم الإشعاعات الشمسية بالغلاف الجوي للأرض، وقد تسبب انقطاعات في الاتصالات وتقلبات شبكة الطاقة والشفق القطبي، لكن تصاعد النشاط مؤخرا يشير إلى أن مثل هذه العواصف قد تصل إلينا في المستقبل القريب.
قال عالم الفلك جانوي زاهو من مجموعة علماء الشمس في جامعة ستانفورد «تشهد ثاني منطقة نشطة على الجانب البعيد من الشمس منذ سبتمبر 2017، مجموعة من النشاطات المتزايدة مؤخرا، وإذا ظلت هذه المنطقة ضخمة أثناء دورانها في الجانب المواجه للأرض من الشمس، فيمكن أن تعطينا بعض التوهجات المثيرة».
وفقًا لـ SpaceWeatherLive، الذي يتتبع النشاط الشمسي، حدثت انفجارات في الشمس كل يوم في شهر فبراير، وبعض الأيام شهدت انفجارات متعددة، ويتضمن ذلك 3 من ثاني أقوى أنواع التوهج، في 12 و14 و15 فبراير.
بينما تبدو الشمس متسقة جدًا بالنسبة لنا هنا على الأرض على أساس يومي، فإنها في الواقع تمر عبر دورات نشاط مدتها 11 عامًا، بحد أدنى وحد أقصى محدد بوضوح، وتعتمد هذه الدورة على المجال المغناطيسي للشمس، والذي يتقلب كل 11 عامًا، حيث يتبدل مكان القطبين المغناطيسيين الشمالي والجنوبي.