كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" أن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، كان يعلم عن خطط روسيا بغزو أوكرانيا منذ أكتوبر الماضي بعد أن حصلت واشنطن على معلومات استخباراتية بهذا الشأن، لافتة إلى أن بايدن اتخذ سلسلة من الإجراءات طوال الأسابيع الماضية للتعامل مع موسكو.
وأبلغ كبار مسؤولو المخابرات والجيش، الرئيس بايدن، بخطط موسكو من خلال الموجز اليومي بالمكتب البيضاوي في أكتوبر الماضي، حيث قدموا صورا الأقمار الصناعية للقوات الروسية وهي تتقدم بشكل منهجي نحو الحدود الأوكرانية.
ولفتت الصحيفة إلى أن بايدن أرسل رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، ويليام ج. بيرنز، إلى موسكو لتوجيه رسالة للرئيس الروسي، فلادمير بوتين، مفادها "نحن نعلم ما تخطط للقيام به".
على مدار ثلاثة أشهر ونصف، اتخذ بايدن ثلاثة قرارات حاسمة حول كيفية التعامل مع الاستفزازات الروسية بشأن أوكرانيا، وفقا لما نشرته الصحيفة الأمريكية استنادا لمقابلات مع أكثر من 10 مسؤولين كبار بالإدارة وغيرهم ممن طلبوا عدم الكشف عن هويتهم للإفصاح عن تلك الاجتماعات السرية التي عقدها مسؤولو المخابرات مع الرئيس.
وقال مسؤولون إن بايدن وافق في وقت مبكر على توصية لتبادل المعلومات الاستخباراتية مع الحلفاء على نطاق أوسع بكثير مما كان معتادا بهدف تجنب الخلافات حول العقوبات الاقتصادية القاسية التي من المحتمل أن تصدرها واشنطن بحق موسكو.
كما أعطى بايدن، بحسب الصحيفة، الضوء الأخضر لحملة إعلامية غير مسبوقة ضد بوتين. وبدعم من كبار مسؤولي المخابرات - ومع وعد بحماية "مصادر وأساليب" وكالات الاستخبارات - سمح الرئيس بنشر بعض المعلومات السرية بهدف منع بوتين من استخدام إنكاره المعتاد لتقسيم خصومه.
ومطلع هذا العام، عندما كان يواصل بوتين حشد القوات على الحدود الأوكرانية، وافق الرئيس بايدن على إرسال المزيد من الأسلحة لأوكرانيا، بما في ذلك صواريخ جافلين المضادة للدبابات، ونشر المزيد من القوات في دول أخرى بأوروبا الشرقية لإظهار التضامن مع كييف وطمأنة الحلفاء المتوترين على الجانب الشرقي لحلف الناتو.
ومع تبادل الولايات المتحدة المزيد من المعلومات الاستخباراتية مع الحلفاء، أصبحت المواقف أكثر تشددا ضد روسيا.
وقال المدير العام لجهاز الاستخبارات الخارجية الإستوني، ميك ماران، "وفقا لتقديرنا، في نهاية الصيف، من المحتمل أن يكون بوتين قد أعطى تعليمات للاستعداد لخيارات عسكرية ضد أوكرانيا".
وتابع: "في خريف 2021، اكتشفنا موقف الرئيس بوتين: لقد شعر أن الغرب كان ضعيفا وأن قضية أوكرانيا بحاجة إلى الإصلاح".
وأضاف أن الجدول الزمني لشن هجوم ضد أوكرانيا ربما تم تأجيله من بوتين بسبب التماسك غير المتوقع بين الحلفاء، والأحد، بعد ما يقرب من أربعة أشهر من تلك الاجتماعات السرية، جمع بايدن فريق الأمن القومي مرة أخرى عقب التحشيد الروسي الهائل بالقرب من الحدود الأوكرانية.
وتحولت المناقشة في الاجتماع الأخير إلى أسئلة جديدة: ما إذا كان سيتم إرسال المزيد من القوات إلى دول الناتو. وكيف يتم دعم المقاومة الأوكرانية عندما تغزو روسيا البلاد، إضافة إلى كيفية التعامل مع تدفق اللاجئين وإدارة العواقب الاقتصادية للعقوبات ضد روسيا على أوروبا والولايات المتحدة.