ماهر فهمى يكتب: أنا والسادات عن قرب.. عندما صالحنى وأبى

ماهر فهمى يكتب: أنا والسادات عن قرب.. عندما صالحنى وأبىماهر فهمى يكتب: أنا والسادات عن قرب.. عندما صالحنى وأبى

*سلايد رئيسى29-12-2017 | 17:40

وكنت قد قررت اعتزال السباحة .. وأن أستمر فى كرة الماء كحارس مرمى .. وكانت تغوينى فكرة الإدارة فعملت سكرتيرا مساعدا لألعاب الماء .. وكانت كل الأعمال الإدارية تطوعية .. ووالدى كان يعتبر هذا منى هروبًا لعدم قدرتى على المنافسة .. وكان حزيناً جداً فقلت له : السباحة لعبة رقمية ورقمى لا يتقدم .. والسباحة فى مصر بعيدة عن الأرقام العالمية والأوليمبية فلماذا التمسك بهذا الوهم .. فغضب غضبا كبيرا وقال : انت جبان .. ولاتملك روح التحدى

وفى يوم ما حدث عجز فى سباح صدر لتتابع4×100 متنوع .. والأهلى كان مشتركا بفريقى تتابع فى هذا السباق .. وكان الفريق الثانى فى حارة 8 لأن ترتيب الحارات بالأرقام .. واحتساب النقط حتى المركز الثامن .. وهذه النقطة تجعل الأهلى يحصل على كأس السباحة .. فالفريق الأول الأقوى هو الأهم .. ولكن هذه النقطة هى الأعز .. ونزلت وسبحت لنحصل على نقطة المركز الثامن لأن الجدول الفنلندى فى احتساب النقط حسب الأرقام لم يطبق بعد .. وسبحت وعند خروجى وجدت مصطفى عبيد وهو مهندس كبير فى وزارة الصناعة ويحرر السباحة لجريدة الجمهورية .. يلتقطنى بحالتى وبالمايوه وضعت فوقه شورت وشبشب حمام .. ودفع بى فى سيارة أجرة .. ودفع لى المشوار ذهابًا وعودة .. وقال : اذهب إلى جريدة الجمهورية فى شارع نجيب الريحانى ومعك هذه الأوراق التى بها نتائج البطولة .. واعطها للأستاذ عبد الرحمن فهمى رئيس القسم الرياضى .. وأنا فى الطريق طاف بفكرى الذى رجع للوراء أيام مدرسة المنيرة الابتدائية .. عندما كنت أصدر مجلة الفصل وهى مجلة حائط .. وكان مثلى الأعلى فى ذلك أستاذينا مصطفى وعلى أمين .. وكان أستاذ اللغة العربية يحكى لنا أنهما كانا تلميذين بنفس المدرسة .. وكانا يصدران مجلة ويطبعناها بالبالوظة ..

الحلم يتحقق

فرشق فى حلمى الصغير أن أكون مثلهما .. وأصبح صحفيا مشهورا .. وعندما نزلت فى شارع نجيب الريحانى عارى الجسم شبه حافى القدمين .. وجدت حولى مظاهرة تزفنى حتى باب الجريدة .. وفزع رجال الاستقبال فى الجريدة .. ولم يعيرونى اهتماما .. وبعد إلحاح اتصلوا بعبده فهمى كما كانوا ينادونه .. فسمحوا لى بالصعود إليه .. وعندما وصلت إلى الأستاذ كان منشغلا ومنكبا على مراجعة بعض المواد وقال منزعجا : من أنت قلت : شغل مصطفى عبيد .. فقال باندهاش : كيف تأتى وأنت على هذه الحال .. حكيت له ماحدث وقلت له : أعطنى ورقة وقلم لأخدمك قال لى : أنت تخدمنى .. قلت له : متشوف قال : خد يا لمض الأوراق وآدى القلم فكتبت بعض الأخبار من النادى الاهلى فجأة ابتسم .. وقبل الأخبار وراجعها وأرسلها للمطبعة ونشرت .. ثم قال لى ابقى تعالى كل يوم لابس هدومك ومعك أخبار .. فكانت فرحتى بالدنيا

امسك صحفى

وفى يوم وأنا داخل الأسانسير بجريدة الجمهورية وجدت حركة غير عادية ..

ودخل بخطوات رشيقة أنور السادات وكان مديرا عاما للجمهورية ومعه فوزى عبد الحافظ سكرتيره ووالدى وفوجىء والدى بوجودى ، واحتراما لأنور السادات  لم يسأ لنى عن سبب وجودى .. ولما ذهبت للمنزل وجدته فى شدة الغضب .. وعرف أننى أعمل مع عبد الرحمن فهمى فقال : عاوز تبقى جورنالجى وقالها بشىء من السخرية ممزوجة بالحدة .. فقلت : أمنيتى وحلمى .. فقال خد شهادتك الجامعية أولا وكنت طالبا بكلية الآداب جامعة القاهرة قسم التاريخ .. فقلت : هذا العمل لا يعطلنى عن الدراسة .. فقال : أنت ناجح ومعك مادتين .. وشكلك كدة هتاخد السنة فى سنتين فقلت : سأوفق بين دراستى وعملى .. فقال : استبينا مادمت أنت رجل وبتعمل أعطانى حقيبة فيها ملابسى وقال لى : الرجل لا يذهب إلى أعمامه أو أخواله بل يعتمد على نفسه .. وطردنى .

وبالصدفة وأنا أذهب للنادى كالعادة لأتدرب كحارس مرمى لفريق الأهلى .. وكان الأهلى يشترك فى الدورى العام بثلاث فرق .. وكانت لوائح البطولة تسمح بذلك .. وأمارس فى نفس الوقت عملى كسكرتير عام مساعد متطوعا .. قال أحد أعضاء فريق الشمس لوالدى ابنك هذا مجتهد ونشط .. فما كان من أبى إلا انتقادى بشدة .. وحكى قصة طردى من المنزل

السادات نصرنى 

وهنا ظهر الغضب على وجه السادات .. وقال لأبى : ابنك هذا سيكون له شأن لأنه يبحث عن ذاته بطريقة سليمة .. وإذا كان رسب فى مادتين ملحوقة .. وفى نفس الوقت وجد نفسه فى الإدارة الرياضية والصحافة .. وهنا قال : يامحمود ابنك يرجع البيت ولا تتركه للشارع.

وكنت قد أنهيت تدريبى ونزلت لغرفة الملابس .. وكان السادات لتوه على وشك المغادرة التفت إلى وقال : أنا زعلان منك لأنك تهمل فى دراستك .. وكل خطوات كهذه لن تكتمل إلا بعد إكمال دراستك

ونادى أبى قائلا : يا محمود ابنك لما بيعتذر لك وبيوعدك انه سيهتم بدراسته إلى جانب عمله كصحفى .. وقال لى : قبل أبوك .. فقبلت أنا السادات ووالدى معا .. وشعرت بالامتنان لهذا الرجل الذى أقنع والدى بوجهة نظرى

وفعلا عملت بكل جهدى على أن لا أرسب سنة واحدة .. وعلم السادات بنجاحى فهنأنى ..

وقال لأبى شفت الولد طلع راجل .. ويا ابنى الصحافة طريقها وعر وتحتاج مجهود فائق .. وكنت قد انتقلت من الجمهورية لأخبار اليوم وفى يوم قال لى : لا تتبع مدرسة اخبط باب الوزير برجلك وادخل لتقوم بعملك .. وهذه كانت مقولة مشهورة لأستاذنا مصطفى أمين .. والسادات كان معارضا لهذه المدرسة .. فوعدته بأن أدخل البيوت من أبوابها .. فقال : على بركة الله

    أضف تعليق

    إعلان آراك 2