الإسماعيلي

الإسماعيليالكاتب والناشر حسين عثمان

الرأى22-2-2022 | 16:12

صحيح أنني من مواليد حي السيدة زينب بالقاهرة، إلا أن جذوري تمتد إلى محافظة الإسماعيلية، وهو ما يجعلني أحن لكل من أو ما ينتمي لبلدي الحبيب، أو يتماس معه بأي حالٍ من الأحوال، ومنها كتاب الناقد الرياضي الكبير حسن المستكاوي، احتفالًا بمرور مائة عام على إنشاء النادي الإسماعيلي، تأسس في وزارة الشئون الاجتماعية بتاريخ 20 مارس 1921 باسم جمعية نهضة الشباب المصري بالإسماعيلية، كانت وزارة الشئون الاجتماعية تدير الحركة الرياضية في مصر في عشرينيات القرن الماضي، أنتمي لقلة قليلة جدًا تعشق الإسماعيلي وتشجع الأهلي، أتمنى فوز الإسماعيلي دائمًا وخاصة أمام الأهلي، لكنه قليلًا ما يحدث.

"مائة العام تأتي مرة واحدة في عمر البشر، لكنها تتكرر في عمر الكيانات والمؤسسات والدول، وقد تأسس الإسماعيلي باسم جمعية نهضة الشباب المصري بالإسماعيلية، في مدينة فريدة في تاريخها وفي موقعها، معظمها في إفريقيا وبعضها في آسيا، مدينة وُلِدَت وسط مظاهر الفخامة والثراء والبهجة وفي أجواء احتفالية، وهي في الوقت ذاته، مدينة فُرِضَ عليها وعلى أهلها النضال الوطني ومقاومة الاحتلال، لموقعها الجغرافي المُطِل على قناة السويس حيث تقع معسكرات الجيش الإنجليزي".. استهلال جاذب يبدأ به "المستكاوي" مقدمة كتابه الوثيقة، والذي يضم قائمة مراجع تحتوي على 30 مصدرًا، تؤكد أن وراءه جهد بحثي هائل، وبالقطع عشق للدراويش لم ينكره يومًا "المستكاوي".

يحكي "المستكاوي" أن فكرة الكتاب تعود إلى ما قبل صدوره بثلاث سنوات، حين زاره في مكتبه صديق طفولته عاشق الدراويش المحاسب شريف حمودة، وقد ترجم عشقه هذا إلى مشروع توثيق يؤكد "المستكاوي" أنه لا مثيل له لتاريخ الإسماعيلي ولنجومه، وأبطاله وبطولاته، فجمع كل ما يمكن عن النادي ليكون نواة متحف يليق بالإسماعيلي، وهذا التوثيق الفريد للإسماعيلي ينفرد به "حمودة" متقدمًا على كثير من الأندية المصرية الأخرى، وفي إطار مشروع شريف حمودة جاء كتاب "الإسماعيلي.. قصة كفاح عمرها مائة عام" حيث وقع اختيار "حمودة" على "المستكاوي" لصياغة الكتاب، لأنه يعلم أن الدراويش حالة خاصة، عاشت في وجدان "المستكاوي" منذ مطلع الستينيات.

عشرة فصول يصول فيها حسن المستكاوي ويجول بأسلوبه الشيق ومعلوماته الثرية، فلا تجد أمامك إلا عرضًا متفردًا كعروض سيرك الدراويش وقتما يفتح أبوابه، ومنها نعرف لماذا يُطْلَق على الإسماعيلية "باريس الصغرى"، ارتباط الإسماعيلي بمشروع النهضة المصرية، مؤسس النادي وقصة الشعار وتأثير كرة التنس، وقائع يوم الافتتاح الرسمي وكلمة مرتضى أفندي مرسي، كيف تطورت كرة القدم في مصر، لماذا الإسماعيلي برازيل الكرة المصرية، حكاية "أبو جريشة" في مدينة تفيض بالمواهب، حدوتة لاعب كان بطلًا على طريق الأسطورة، وقائع يوم لم تنم فيه الإسماعيلية، ومشهد فوز الإسماعيلي بكأس إفريقيا كأول فريق مصري يحصد كأس البطولة في حضور 120 ألف متفرج بستاد القاهرة.

"هذا كتاب عن الإسماعيلي، وتاريخ النادي جزء من تاريخ الإسماعيلية، والتاريخ لا يُصاغ بالهوى ولا يُكْتَب بالمشاعر، وإنما بالوثائق، وبالدقة، وبالحقائق، وبالنظرة العميقة لكرة القدم، وللعلاقة بين المُشَجع وبين ناديه، وفي تاريخ الإسماعيلي لحظة مجد لا تُنْسَى يوم فاز الفريق ببطولة الدوري لأول مرة عام 1967، ولكن الدراويش كانوا وراء لحظة مجد أقوى وأشمل امتدت إلى الكرة المصرية، وإلى عموم الشعب المصري، وذلك يوم فازوا ببطولة إفريقيا في 9 يناير 1970، فكان هذا الانتصار شعاع أمل وسط ظلام نكسة يونية".. هكذا لخص حسن المستكاوي رسالة كتابه الهام، وبقدر ما يملأ صفحاته من شغف، بقدر ما يترك في قارئه من أثر، خاصة وأنه يجدد قيمة الكتابة الرياضية.

أضف تعليق

رسائل الرئيس للمصريين

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2