قالت د. حنان وجدي، الخبير الاقتصاي، إن الأزمة الأوكرانية أدت بالفعل إلى ارتفاع أسعار الغاز والنفط، والمعادن، والذهب بشكل ملحوظ نتيجة لاستمرار هذا الصراع بينهم.
وأضافت وجدى في تصريحات خاصة لـ"دار المعارف" أن أسعار النفط بلغت إلى أعلى مستوياتها بالفعل عند حوالى 90 دولاراً للبرميل و 125 دولاراً، مع ارتفاع أسعار الغاز.
وأكدت الخبير الاقتصادي، على أنه لا تجاهل بأن روسيا تسيطر على إمدادات الغاز الأوروبي، كما أنها من أكبر الدول لمنتجى الغاز بشكل مباشر، حيث تستحوذ على 35% من الغاز الطبيعى الأوروبي، و 30% من نفط أوروبا، والضرر الذي يؤثر على حجم إنتاجها سوف يؤثر بشكل مباشر على زيادة الأسعار فى العالم أجمع، مشيرة إلى أنه من الممكن أن تستغل ذلك كسلاح للحرب ضد أوكرانيا، والدول الأوروبية، مما قد يعيد تشكيل الأسهم والغاز والطاقة والمعادن عالميا، وبالتالى سوف يؤثر على أسعار جميع السلع والمنتجات والمعادن، والعملات المختلفة، وبالتالى ارتفاع تكالف وأسعار صناعة السيارات والإلكترونيات ومواد البناء وبالتالى ارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية.
وأوضحت الخبير الاقتصادي، أن روسيا تعد أكبر منتج للقمح في العالم، و أوكرانيا في المراكز الخمسة الأولى، مما يؤثر على الإنتاج الكبير من الشعير والذرة وعباد الشمس وبذور اللفت ونقص اليوريا والفوسفات، وسيؤدي إلى ارتفاع أسعار مكونات الأسمدة, وأيضا سوف تتأثر سلاسل التوريد التصنيعية، حيث تقدر حصة روسيا من صادرات النيكل العالمية إلى حوالى 49 % ، والبلاديوم بنحو 42 %، والألمنيوم بنسبة 26%، والبلاتين بنسبة 13 %، والصَلب بنحو 7 %، والنحاس بنسبة 4 %، فمن المتوقع أيضا أن تتأثر السلع الاستهلاكية الرئيسية.
وأشارت إلى أن المعادن تعد ملاذ أمن بالنسبة للمستثمرين للشراء، والذهب أيضا لأنه على مستوى الاستثمار فسوف يلجأ إليه المستثمرين فى حالة الحرب للحفاظ على أموالهم الأمر الذى سوف يساعد فى ارتفاع الذهب والمعادن عالميا.
وأكدت أنه على مستوى أسواق المال، سوف يهرب المستثمرين إلى أسواق المال الآمنة على سبيل المثال لا الحصر"السندوات وأذون الخزانة الحكومية"، مما يؤدي إلى ارتفاع أسعارها، وبالتالى ارتفاع أسعار الفايدة، ومن ثم ارتفاع معدلات التضخم وخاصة السلع الاستهلاكية.