يرجع أصل تسمية صلاة التراويح بهذا الاسم إلى ما كان يُؤدّيه المسلمون في مكّة المكرّمة؛ إذ كانوا يُؤدّون أربع ركعاتٍ من صلاة القيام في رمضان، ثمّ يأخذون قِسطًا من الراحة، ويطوفون بالكعبة المُشرَّفة، ثمّ يُؤدّون أربع ركعاتٍ أُخرى، ثمّ يطوفون مرّةً أخرى بالبيت.
والتراويح في اللغة: جمع ترويحة، وهي مُشتَقّةٌ من المُراوحة، على وزن مفاعلةٌ، من الفعل الرباعيّ (راوح)، يُقال: راوح فلان بين قوائم الفرس؛ أي أنّه رفع أحدها؛ ليستريح الفرس من القيام، ويُراد بالترويحة: الجلسة التي يستريح الناس بها، وقد أُطلِق على صلاة القيام في شهر رمضان صلاة التراويح؛ لأنّها تشتمل على جلسة استراحة بين الركعات؛ إذ يستريح المُصلّون فيها بعد أداء أربع ركعاتٍ، قبل إتمام صلاتهم، وقد عرَّف البرجنديّ الترويحة بأنّها: الراحة لمرّةٍ واحدةٍ.
التراويح في الاصطلاح الشرعيّ: تُطلَق كلمة التراويح في الشرع على صلاة القيام التي يُؤدّيها المسلمون في ليالي شهر رمضان، وتُؤدّى ركعتَين ركعتَين، على اختلافٍ بين العلماء في عدد ركعاتها، وغير ذلك من المسائل المُتعلِّقة بها.
ذكر الإمام الكاساني في كتابه بدائع الصنائع أنّه يُسَنّ للمسلم في الاستراحة بين ركعات صلاة التراويح التسبيح، والتهليل، والتكبير، والصلاة على النبيّ محمدٍ -صلّى الله عليه وسلّم-، والدعاء؛ استدلالًا بما رُوِي عن السَّلف الصالح -رضي الله عنهم-، بينما ذهب علماء آخرون، ومنهم ابن حجر الهيثميّ إلى القول بأنّ الذِّكر في الاستراحة بين ركعات صلاة التراويح بِدْعةٌ لا أصل لها في السنّة النبويّة، أو فِعل السَّلف الصالح.