تسبب الغزو الروسى ل أوكرانيا فى إحداث هلع كبير فى صفوف الطلاب الأجانب ومن بينهم عرب وعائلاتهم، حيث دعت دول كثيرة مواطنيها إلى مغادرة أوكرانيا حفاظا على سلامتهم، لكن بعض هؤلاء الطلبة وجدوا صعوبة كبيرة فى تحقيق ذلك.
وبحسب "بى بى سى"، تعد الجالية الهندية هى أكبر جالية طلابية فى أوكرانيا، تليها المغربية ثم النيجيرية فالجزائرية، كأكبر أربع جاليات طلابية، بحسب موقع وزارة التعليم الأوكرانية. ومن بين آلاف الطلبة من دولة كالمغرب، تمكن حتى الآن عدد قليل يقدر بالعشرات من مغادرة أوكرانيا.
ويبلغ عدد الطلاب الأجانب فى أوكرانيا حوالى 75 ألفا من مختلف الجنسيات، بينهم 8233 طالبا مغربيا حسب إحصائيات عام 2021.
ويواجه الطلاب خطر توقف الرحلات الجوية من أوكرانيا بسبب العمليات العسكرية الروسية ضدها.
وقد ارتفعت أسعار تذاكر الطيران بشكل جنونى، وبات سعر التذكرة الآن حوالى 1600 يورو من أوكرانيا إلى بعض الدول العربية ومن المتوقع أن يتصاعد هذا الرقم مع استمرار العمليات العسكرية.
كما أن عدد الرحلات الجوية المتوفرة باتجاه الدول العربية قليل جدا، كما أن اختبارات الخلو من كورونا التى تطلبها بعض الدول قد تزيد الأمور تعقيدا فى حال السفر غير المباشر من أوكرانيا إلى الوطن الأم وهو أمر متوقع.
وما يزيد من تخوف الطلاب الأجانب فى هذه الظروف، أن المواطنين الأوكرانيين والأوروبيين يمكنهم مغادرة البلاد بوسائل نقل مختلفة نحو بلدان مجاورة، بينما لن يتمكن الطلاب الأجانب من العودة إلى بلادهم إلا عبر الطائرات.
وفى ظل هذه الأجواء المشحونة، تعانى بعض الجاليات العربية من انعدام التواصل المباشر مع سفارة بلادها ومن بينها الجالية التونسية إذ تتواصل مع السفارة التونسية فى موسكو لأنها المسئولة عن اوكرانيا أيضا. ومع اندلاع الحرب من المتوقع أن يواجه عمل هذه السفارة صعوبة إضافية.
من جانبها قالت جمعية الجالية التونسية ب أوكرانيا إن الراغبين فى مغادرة البلاد بعد الهجوم الروسى سيتم إجلاؤهم عبر بولندا.
وذكرت الجمعية أنّ عدد طالبى الإجلاء بلغ أكثر من مائتين وخمسين، معظمهم من الطلاّب.
ولم توضح الجمعية كيفية نقلهم من أوكرانيا إلى بولندا، فى الوقت الذى أعلنت فيه كييف الأحكام العرفية.
وقد نصحت دول مثل ألمانيا وهولندا والولايات المتحدة والمغرب وغيرها رعاياها بمغادرة أوكرانيا خلال الأيام القليلة الماضية خوفا على سلامتهم.
فى المقابل، اختارت بعض الجامعات الأوكرانية التصدى لمغادرة طلابها بتكذيب كل الشائعات بشأن الغزو الروسى، و تحميل الطلاب مسئولية قرار مغادرة أوكرانيا.
وتعد أوكرانيا وجهة دراسية مفضلة بالنسبة للطلاب العرب لدراسة الطب والصيدلة والهندسة المعمارية وغيرها.
يذكر أن ليس كل العرب المقيمين فى أوكرانيا هم من الطلبة، فهناك العرب المقيمين منذ سنوات طويلة والذين قدموا إلى أوكرانيا غالبا للدراسة، سواء فى العهد السوفييتى أو حتى بعد تفككه، وهؤلاء استقروا هناك وكونوا عائلات، وحصلوا إما على الإقامة الدائمة أو الجنسية.