دخل الشاعر الرقيق إبراهيم ناجي حياة الممثلة السينمائية زوزو حمدي الحكيم شاهرًا قلبه.. وقلمه.. لم تكن زوزو هي أولى ملهماته.. ولم تكن آخرهن.. لم تكن أول حب يدق قلبه.. ولم تكن أيضًا آخر حب.. لكنها كانت أعظم حب فى حياته!
الفارق بين عمريهما تجاوز سبعة عشر عامًا؟
كلاهما ينتمي إلى شهر ديسمبر.. برجهما واحد.. وقلبهما عاشقان.. قلبها لم يفتح أبوابه من قبل.. وقلبه لم يكن يومًا منغلقًا.. أحب الفنانة زينب صدقي.. فنظم فى غرامها قصيدة وداع المريض.. وأحب الراقصة سامية جمال فكانت قصيدة "بالله مالي ومالك".. ووقع فى غرام الممثلة زوزو ماضي فألف قصيدته صخرة المكس.. ثم عشق الشاعرة أماني فريد فكانت قصيدة "أمل"، وأحب العازفة الموسيقية أنعام، فنظم قصيدة "صولة الحسن"!
كان الشاعر إبراهيم ناجي يتعيش من مرتبه كطبيب ويعيش على قصائده كشاعر.. بزغ نجمه بعد أن ترجم لأول مرة أشعار شكسبير وبودلير وديموسيهو لامارتين، ذاع صيته بعد أن أصدر ديوانه الأول "زوراء الغمام"، ثم "ليالي القاهرة" ومن بعدهما ديوان "فى معبد الليالي" و"الطائر الجريح".
أصبح الطبيب الشاعر نجمًا فوق صفحات الجرائد والمجلات.. وبين سطور دواوين الشعر وداخل صالونات الفكر والأدب.. وبدأت تهفو إليه فنانات كثيرات.. وبدأ قلبه يتسع لحبهن واحدة بعد الأخرى.. كان يرى فى كل واحدة منهن جمالاً تنفرد به عن غيرها.. لكن حكايته مع الفنانة زوزو حمدي الحكيم التي كانت ترعب المشاهدين من خلال دور السفاحة "سكينة" فى الفيلم الشهير، كانت غير كل الحكايات.
أحبها بعنف منذ النظرة الأولى.. زارته زوزو فى عيادته.. وأدمنت الزيارات.. وكتب ناجي لها خلف روشتة الدواء بعد شهر واحد من ترددها عليه وقال: يا حبيبا زرت يوما.. أيكه.. طائر الشوق مغنى.. ألمي.
وتمر الأعوام.. والحب الكبير.. يعصف بقلب الشاعر الرقيق.. وينساب نغمًا فى رسائله إلى ملهمته الفنانة زوزو حمدي الحكيم حتى يفترقا يومًا.. ومازالت قصيدة الأطلال بلا نهاية.. أبيات عنده.. وأبيات عندها.. إلى أن جاء يوم صنعت فيه الصدفة لقاءً خاطفا بين ناجي وزوزو داخل أحد محال الزهور.. كان هو مع زوجته وكانت هي مع ابنتها!.. لم يتبادلا كلمة واحدة.. كل منهما عاد إلى بيته.. زوزو لا يبرح خاطرها طيف زوجة ناجي، و ناجي يحترق ويكتب الأبيات التي أجلها القدر حتى كان هذا اللقاء.. أمسك سماعة التليفون وراح ينشدها لزوزو الحكيم:
يا حبيبي.. كل شيء بقضاء
ما بأيدينا.. خلقنا تعساء
ربما تجمعنا أقدارنا ذات يوم
بعدما.. عز اللقاء
فإذا أنكر خل.. خله
وتلاقينا لقاء الغرباء
ومضى كل إلى غايته.. لا تقل شئنا.. فإن الحظ شاء!