قال الكاتب السياسي سيمون جنكنز إن هدف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المعلن هو نزع السلاح في أوكرانيا وترسيخ سيادة روسيا الفعلية على إقليم دونباس الواقع شرق أوكرانيا إلا أن الواقع يشير إلى أن الصراع الحالي ليس مجرد نزاع على الحدود أو حركة انفصالية وإنما هجوم منسق وواسع النطاق من جانب قوة عظمى على دولة من دول الجوار.
وأشار الكاتب - في مقال له بصحيفة (الجارديان) البريطانية - إلى أن أصدقاء أوكرانيا والمتعاطفين مع أزمتها الحالية مع روسيا قد أسرفوا في تقديم "الدعم المعنوي" لأوكرانيا. وتؤكد حقائق التاريخ أن دول أوروبا الغربية رحبت ترحيبا حارا منذ عام 1989 بانضمام الجمهوريات السابقة للاتحاد السوفيتي إليها مما اعتبره كثير من المراقبين والمحللين خطوة على الطريق الخطأ حيث أدى توسيع عضوية حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي وقبول أعضاء جدد من الدول الواقعة على الحدود مع روسيا إلى زيادة إحساس موسكو بتهديد أمنها إلا أن ما حدث كان قد حدث.
ولكن الأمر بالنسبة ل أوكرانيا وكذلك جورجيا مختلف إلى حد بعيد.. حيث أن انضمام هاتين الدولتين إلى أي تحالف غربي يمثل مخاطرة غير مأمونة العواقب ولقد أثبت بوتين بقراره الأخير بشن عملية عسكرية في أوكرانيا صحة هذا التحليل.
ولفت إلى أن البعض ينظر للهجوم العسكري على أوكرانيا على أنه نوع من العدوان الذي يضرب عرض الحائط بجميع التحالفات والمعاهدات ولكن على الرغم من إبداء الغرب كرما مبالغ فيه في تقديم الدعم المعنوي ل أوكرانيا والذي قد يصل إلى تقديم بعض المعونات الإنسانية، إلا أن الدول الغربية مازالت ترى أن حلف شمال الأطلسي ليس ملزم بالانخراط في حرب للدفاع عن قضية أوكرانيا. ويوضح الكاتب أن إرسال قوات تابعة لحلف شمال الأطلسي للمشاركة في حرب مع روسيا في أوكرانيا سوف يؤدي بكل تأكيد إلى تصعيد الموقف على نحو سوف تكون نتيجته الحتمية الدمار وإزهاق العديد من الأرواح.
وأوضح الكاتب أن كل حرب لها خصوصيتها وأن أوكرانيا ليست مثل أفغانستان أو كوبا أو سوريا.. مشيرا إلى أن الأزمة الحالية ليست توترا في العلاقات بين روسيا والغرب ولكنها توتر في العلاقات بين روسيا و أوكرانيا وقد كان من الممكن أن يكون هناك حل لهذه الأزمة من خلال اتفاقية مينسك الموقعة عام 2015 بين كييف وموسكو والتي تمنح إقليم دونباس حق الحكم الذاتي إلا أن فشل الطرفين في تنفيذ الاتفاق أدى لهذا الانهيار الحالي الذي تشهده العلاقات بين الطرفين ولكنه في نفس الوقت لا يمكن أن يكون مبررا لإشعال الحرب في أجزاء أخرى من أوروبا.