خبير اقتصادي يوضح كيف استعدت روسيا لعقوبة الاستبعاد من نظام «سويفت» المالي العالمي

خبير اقتصادي يوضح كيف استعدت روسيا لعقوبة الاستبعاد من نظام «سويفت» المالي العالمي محمد عبد الوهاب المحلل الاقتصادي

اقتصاد وبنوك26-2-2022 | 15:42

أوضح محمد عبد الوهاب، المحلل الاقتصادي والمستشار المالي للاتحاد العربي للتطوير والتنمية التابع لمجلس الوحدة الاقتصادية التابع لجامعة الدول العربية، المقصود بنظام سويفت الذي تهدد أوروبا بحذف روسيا منه بعد حرب الأخيرة على أوكرانيا.

قائلاً: نظام الدفع المالي الإلكتروني العالمى (سويفت) هو نظام تشفير أو ترميز استحدث في عام 1973 ليحل فى الاستخدام محل نظام التلكس المعمول به في البنوك وقتها لتسهيل حركة التدفقات النقدية العالمية ولجعلها أكثر سهولة وأمان، واستخدم النظام رسميا في عام 1977 والمقر الرسمي له جمعية الاتصالات المالية العالمية بين البنوك في، بروكسل ومنذ ذلك الوقت أصبح سويفت بمثابة العمود الفقري للنظام المالي العالمي، حيث وصل عدد المستخدمين يوميا للنظام قرابة 42 مليون مستخدم عبر 11 ألف مؤسسة مالية تغطى جميع دول العالم .


وأشار إلى أن النظام مستخدم للربط بين البنوك والمؤسسات المالية داخل حدود الدولة وخارجها، حيث لا تستطيع إجراء أي عمليات تحويل أموال بدون الحصول على كود السويفت المكون مابين 8الى 11 رقم من اليسار 4 خانات تمثل رمز المؤسسة المالية ثم خانتان اسم الدولة وخانتان اسم المدينة ثم اسم البنك او رمز الفرع ، والتلويح بالطرد منه يعنى الحرمان من آلية التداول العالمية للأموال، متابعا: "تم التلويح سابقا باستخدام آلية الطرد خارج ذلك النظام كنوع من الردع الاقتصادي القاسي فى 2014 أثناء حرب القرم وتم استخدامه فعليا خلال الفترة ما بين 2012 و2016 كعقوبة على إيران" .


وأكد عبد الوهاب، أنه إذا ما استخدمت القوى الكبرى تلك العقوبة الاقتصادية ستضع الحكومة الروسية واقتصادها في مأزق وسوف تصيبه بالشلل خاصة وأنه يأتي في المرتبة الثانية من حيث عدد مستخدمي النظام عبر 300 مؤسسة مالية بعد الولايات المتحدة الأمريكية، مستطردًا: لكن هذا التصور يكون صحيحا في حالة أن روسيا لم تنتبه لذلك ولم تستعد.


وتابع : لكن اعتقد أن موسكو استعدت لتلك العقوبة، إذ أطلق البنك المركزي الروسي نظام مشابه لذلك فى 2014 عرف باسم SPFS النظام بشكل فعلى وتم الإعلان أن عدد الدول المشاركة فى النظام والتي تتعامل من خلاله بلغت 23 دولة من الدول الحليفة صاحبة المصالح المشتركة هذا إلى جانب إطلاق الصين الحليف الاستراتيجي لرويا نظامها فى عام 2015 وهو يعرف باسم CIPS وتم الإعلان عن الربط الفعلى بين النظامين فى 2019 هذا إلى جانب إعلان روسيا عن دخولها سوق العملات الرقمية.


وتوقع عبد الوهاب أن روسيا استعدت وحلفائها بشكل جيد للمعركة الاقتصادية التي دوما ما تلوح بها أمريكا والدول الأوروبية، مشددا على أن النظام الاقتصادي العالمي سوف يشهد تغيرا كبيرا في المرحلة المقبلة، ولن تفلح أمريكا الضعيفة صاحبة اليد المرتعشة وأوروبا العجوز لن تفلح صرخاتهم في مواجهة موجة التغيير القوى تلك ووجب عليهم الاستعداد للنظام العالمي الجديد ووجب علينا أن نحدد على أى طرف يجب أن نكون وفق مصالحنا وأهدافنا الاستراتيجية.

أضف تعليق

تدمير المجتمعات من الداخل

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2