امتلك مثلما يمتلك كل مسلم، قلبًا غيورًا على دينى واشترك مع كل المسلمين فى تسليمهم الكامل والمكتمل بكل ثوابت الدين الإسلامى الحنيف، وإيمانهم المطلق القائم والمبنى على التفكير والتدبر بكل حوادثه وأخباره ورسائله، دون أدنى تشكيك أو ظن.
وأعترف أننى فيما أثير مؤخرًا حول قضية ضرب الزوجات وأخذها فرصة للتطاول على الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، وفيما أثير حول معجزة "المعراج" أصابنى هم وحزن كبيران من كثرة اللغط واللغو والخلط والخوض فى العام والخاص وإشعال الحرائق وإثارة الفتن هنا وهناك، بتصوير الواقع على غير حقيقته، وإدخال الدين فى خضم صراعات يجب أن يكون بعيدًا عنها "مقدسًا مصونًا".
إن الأمر قد زاد خبيثه وطفى على السطح الأسوأ والغث وسقط خبيثه فى قاع سحيق لا ترى له أثرا.
من هم هؤلاء المشعلون للحرائق؟ ولماذا هذه الحرائق المستعرة ولا تتوقف؟ ومن الذى فتش ونقب دون مناسبة أو ضرورة فى تصريح قديم ل شيخ الأزهر حول ضرب الزوجات، واجتزأ منه ما يريد، ومن الذى أطلق سهام النقد والتجريح ليوسع دائرة الاشتعال ويتصدر السجال والجدال التريند ويصير حديث العامة هنا وهناك فيظهر المجتمع المصرى المتدين بلا رابط أو ضابط.. بلا هوية أو هدف، هشًا ضعيفًا قد تذروه أى ريح حتى وإن لم تكن صرصرًا.. ومن ذلك الذى لم يرضيه أن هدأت ريح "ضرب الزوجة" فراح ينفخ فى نارٍ أخرى لتهب فتنة جديدة تضرب الأجواء وتشعللها، متخذًا من الحديث عن معجزة "المعراج" ذريعة لإطلاق "فتنه الجديدة" رغم أن حديث إبراهيم عيسى عن "المعراج" سبقه حديث مشابه ليوسف زيدان ولم يحدث ما حدث من هوجه على السوشيال ميديا بهذه الطريقة، ما قاله عيسى عن "المعراج" مرفوضًا شكلا وموضوعًا لا أقبله ولا يقبله أى مسلم.
ولكن السؤال.. لماذا هببنا هذه الهبة على حديث عيسى ولم نفعلها مع زيدان؟ والحديثان قديمان – ومرفوضان طبعا كل الرفض، لأنهما فى علم هما ليس من أهله فليس لهما ولا يخول لأحدهما أن يتحدث فى الدين مادام ليس من أهله، وليس من حق أحدهما – أو أى أحد آخر – أن ينال أو يمس ثوابت الدين أو يسيء إلى رموزه، ولكن الذى يجب أن نلتفت له فى هذه "الهوجة" هو سبب تحريكها ومن يحركها وأى هدف تقصد وتريد.
أعتقد – ومعظم هذا الاعتقاد إيمان – أن هناك من يريدون أن يظل الوطن فى سجال وجدال وانشغال لتتشتت جهوده وتفتيت تماسكه وإلهائه عن هدفه الأهم وهو تحقيق النجاح فى مخططات ومشاريع التنمية والتطوير وتثبيت أركان الجمهورية الجديدة، فتشوا وابحثوا عن مشعلى الحرائق والفتن ستجدوهم وراء أى سجال وجدال واختلاف وتراشق، متسترين ومتدثرين بعباءة الدين، والدين منهم براء.
ستجدونهم دون شك واضحين ومعروفين وستجدونهم هذه الأيام أيضا خلف شاشاتهم يرهبون الناس ويرعبونهم مما يحدث فى أوكرانيا بدعوات عن تخزين الطعام والأموال مصورين دولتنا دولة هشة لن تقوى على تحمل تبعات وتأثيرات هذه الحرب، رغم أن العالم كله سيتأثر إلا أنهم سيحاولون أن يظهروا مصر وكأنها البلد الأفشل والأضعف، ليتحقق فى النهاية هدفهم ومنيتهم الكبرى بأنهم الأفضل والأنسب لإدارة مصر لأنهم وقتها سوف يتصدون للمتطاولين على الدين، وسوف يصونون للمرأة مكانتها وسوف يحققون للدولة أقوى وأعتى اقتصاد وجيش يجعلها دولة قوية لا تتأثر بأى شىء يحدث حولها.
هذا هدفهم، إفساد ما تم من نجاح وإلهاء الشعب والدولة عن جهودهم ليقدموا أنفسهم بديلا، خبتم وخاب مسعاكم.
وحفظ الله الجيش.. حفظ الله الوطن