دوار عمدة سكان العالم يعيش على الدماء

دوار عمدة سكان العالم يعيش على الدماءحسين خيرى

الرأى1-3-2022 | 13:00

بلد القلب الطيب، ودوار عمدة سكان العالم، وواحة الحمائم التي تحتضن مفاوضات السلام، يزيح أحد أبنائها برقع الحياء عنها، ويفضح زيف سويسرا ودعمها المباشر لهتلر ونظامه النازي فترة الحرب العالمية الثانية، وابنها عالِم الاجتماع السويسري "جون ريجلر" ينشر وقائع الفضيحة فى كتابه "سويسرا.. الذهب والموتى"، والمشرف على "لجنة بيرجييه" بالتعاون مع خبراء مستقلين والمكلفة بتقصي دور سويسرا أثناء الحرب، ويتفق معه باحثون فى أن رفاهية سويسرا وتقدمها جاء على دماء وثروات ضحايا الرايخ الثالث الألماني، والكاشف لهذا هجوم هتلر على عدة دول أوروبية وسيطرته على مساحات شاسعة من أوروبا دون المساس بسويسرا، علما بأن ألمانيا كانت لديها خطة لضربها، وحجبها النازي بسبب مساعداتها بالخامات والمواد الصناعية اللازمة لصناعة السلاح الألماني، وتوج الدعم السويسري لألمانيا التحويل النقدي من بنك التسويات الدولية فى بيرن للنظام النازي.

ويفضح كذلك الدور السويسري الخبيث الكتاب الأشهر "أحجار على رقعة الشطرنج" لمؤلفه وليم جاي كار الضابط البحري الأمريكي، الذي شارك فى الحربين العالميتين، وفند بالتفصيل أن واضعي سياسة حيادية سويسرا فريق من قادة ومفكرين وأباطرة مال المؤمنين بالفكر الصهيوني، ومن مفارقات سرية سياستها البنكية أنها تحجز أموال موديعها بعد وفاتهم، وتصر على رفض ردها إلى مصدرها.

ودليل آخر طرحه الباحث السويسري ريجلر فى كتابه عن قيام ممارسات دولية بالضغط ضد البنوك السويسرية حول قضية أموال ضحايا النظام النازي، وأسفرت عن عجز الخبراء المصرفيين فى كشف جميع جوانب القضية، تجنبًا لفضح تورطها مع النظام النازي، وبعد مرور سنوات أفرجت فقط عن مليار دولار من جملة مئات المليارات، وأضاف أن الصحف السويسرية لم تنتقد العلاقات السويسرية مع النازي رغم علمها بخفاياها، وكانت تحتوي سويسرا على أضخم شبكة سراديب تحت الأرض، وتتخطى الحواجز الطبيعية، وتم إنشاؤها خلال الحرب العالمية الثانية، وتطورت تحصينات بنيتها التحتية لتواجه اندلاع أي حرب نووية، والآن يُستخدم أغلبها كمزار سياحي.

وقال مؤرخو الحرب العالمية الثانية إن سويسرا كانت ملعبا للتجسس لطرفى الصراع من دول المحور والحلفاء، وتداول كل من قيادة ورجال الطرفين كميات كبيرة من الذهب فى البنوك السويسرية، وفى عام 1942 أنشأت أمريكا أول جهاز استخبارات أمريكي فى أوروبا، ورصد تعاطفًا للنازية لضباط من ذوي الرتب العليا فى الجيش السويسري.

وفى وقتنا المعاصر تحاول دول محاكاة سياسة الحياد على غرار سويسرا، وتنافسها فى استضافة مفاوضات السلام، ودول أخرى تتسابق فى فتح مصارفها لعملاء من شتى دول العالم وتفرض قوانين شبه صارمة على سرية ودائعها، ولعل ما تخفيه الحجرات المغلقة يخرج إلى النور فى حينه.

أضف تعليق

وكلاء الخراب

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2