قرر مجموعة من الشباب تحت اسم فريق "إيسوس"، القيام بعرض مسرحى يتحدث عن الاحتلال الإنجليزى فى مصر، لإلقاء الضوء على بعض القضايا التى كان وما زال يعانى منها المجتمع.
وقال فيكتور فايز، أحد أعضاء الفريق ومخرج المسرحية إنه فريق مسرحى كنسى تابع لـ مذبح الشهيد جورجيوس بالحافظية، ويجمع بين الأفراد الموهوبين فى التمثيل لأجل تشجيعهم وتنمية تلك الموهبة لديهم من قبل قادة يتمتعون بالخبرة تجاه فن الإخراج والتمثيل والتأليف.
وأشار المخرج فيكتور فايز إلى بداية فكرتها، قائلاً: "فكرنا فى تقديم مسرحية مختلفة سواء فى زمنها أو حبكتها الدرامية أو ملابسها وديكوراتها".
وقال عن قصتها إنها تتحدث عن القاهرة خلال فترة الأربعينات وقت الاحتلال الإنجليزى، حيث كانت تعانى الفتيات والسيدات وقتها بسبب تعرضهن للاغتصاب من قبل قوات الاحتلال الإنجليزى، بالإضافة إلى انتشار بيوت "الدعارة" التى كانت تعمل بتراخيص آنذاك.
وأكمل فيكتور حديثه عن المسرحية، قائلا إنه كان هناك شخص من سكان الحارة قديما يعمل بالخارج حتى قرر زيارة مصر لأجل حضور حفل زفاف أحد أصدقائه، ووقتها تقابل صدفة مع فتاة من أحد "بيوت الدعارة" وأحبها وأراد الزواج منها ولكن عارضه الكثير سواء أصدقاءه أو سكان الحارة.
وأضاف، قائلاً: "فى وقت تفاجئ سكان الحارة بانتشار جرائم قتل كثير من الفتيات توفوا جميعا بنفس الطريقة"، واستكمل حديثه مشيرا إلى أنه بعد البحث وإجراء التحريات تم الكشف أن هناك واحدا من سكان الحارة كان يعانى من مشاكل نفسية نتيجة تعرض شقيقته ووالدته للاغتصاب ولم يتمكن من إنقاذهم، الأمر الذى جعل أهل منطقته يوبخونه ببعض الكلمات حتى قرر تشجيعهن على الانتحار، ومنذ ذلك الوقت بدأ يتقرب من أى فتاة تعرضت للاغتصاب منذ صغرها والضغط عليها نفسيا وتهديدها حتى تلجأ للانتحار لتجنب الفضيحة وذلك بعد سرقته لملفات خاصة بهن عند طبيبة أمراض نفسية.مسرحية عزيزة
أما عن مدة تدريب الفريق على عرض "عزيزة" لفت أنهم فى بداية شهر 11 الماضى بدأ "إيسوس" فتح باب الاختبارات أمام الهواة، ثم بعدها تم توزيع الأدوار، حتى استمرت فترة التدريب لمدة 4 شهور، مع الالتزام بكافة الإجراءات الاحترازية للوقاية من كورونا.
وأوضح فايز أن "إيسوس" تميز بروحه الشبابية، فتم توزيع المهام على كل أفراد الفريق الذى قام بإنجازها فى الوقت المحدد، مضيفا أن العرض تميز أيضا بروح المحبة السائدة بين فريق العمل، لذا خرجت عزيزة للجمهور بصورة أبهرت جميع الحاضرين.
أما عن أهم المشاكل التى واجهها الفريق هى كيفية تنفيذ الفكرة بطريقة سهلة وبسيطة حتى تصل بوضوح للجمهور وخصوصا أنها من الأفكار الجريئة التى قدمها الفريق الكنسى.مسرحية عزيزة
تلقت مسرحية "عزيزة" الكثير من ردود الأفعال الإيجابية، بعد إبهار الحاضرين بطريقة عرضها سواء من خلال الديكورات أو الملابس أو الماكياج أو الموسيقى.
وعلق فيكتور، قائلا: "كنا متوقعين النجاح ده لأن أول مرة الفريق يعمل حاجة من الزمن ده وبالملابس والأغانى دى".
واقترح وجدى فتح الله، أحد مسؤولى الفريق، بتخصيص إيرادات المسرحية للتبرع لعلاج مرضى الإدمان، ونالت الفكرة إعجاب جميع أعضاء الفريق، لكونها من الأشياء المجهولة لدى البعض، وبتلك المبالغ التى تم جمعها شارك الفريق فى المساهمة لعلاج المدمنين وتعافيهم.
"عزيزة" من تأليف جون نادر وكيرلس جميل، ومن إخراج فيكتور فايز، وديكور فادى سليمان، ومكياج بيشوى نادر، وغناء مارك ميشيل، وإشراف عام عادل لطفى ووجدى فتح الله، كما شارك فى التمثيل عدد من الشباب الموهوبين منهم: فريد فايز، فادى فايز، مريم رفعت، أمير هشام، كلارا ناجى، مينا سليمان، أمل كرم، رفقة محب، مارتينا عادل، ماريان جميل وآخرون.