أكدت د. هالة السعيد، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية حرص الدولة خلال الأعوام السبعة الاخيرة على استمرار الطفرة المُحققة في الاستثمارات العامة لتحسين جودة حياة المواطنين والارتقاء بمستوى الخدمات وتحفيز النمو الاقتصادي الشامل والمستدام، حيث بلغ الإجمالي التراكمي للاستثمارات العامة خلال الفترة 14/2015 - 21/2022 نحو 3,6 تريليون جنيه(230 مليار دولار).
وكشفت عن ارتفع نصيب الفرد من الاستثمارات العامة في العام الجاري 21/2022 بنسبة 440% مقارنة بعام 14/2015 (8828 جنيه في 21/2022 مقارنة 1631 جنيه في 14/2015)، كما بلغ جملة الانفاق على المشروعات والجاري تنفيذها في مصر في الأعوام السبعة الأخيرة 400 مليار دولار، موضحة أن تلك الإصلاحات عززت قدرة الدولة المصرية على التحرّك السريع والمدروس لمواجهة الأزمة، ومنحها ما يُسمّى بالحيّز المالي (Fiscal Space) لاتخاذ العديد من الإجراءات الاقتصادية (المالية والنقدية). تَميّزت هذه الإجراءات بقدرٍ كبير من الشمول؛ وتضمّنَت إتاحة 100 مليار جنيه (2% من الناتج المحلي الإجمالي) مخصّصات الخطة الشاملة للتعامل مع الأزمة وتحسين معيشة المواطنين.
ولفتت إلي أن جهود الدولة لمساندة العمالة المُنتظمة وغير المُنتظمة، وتقديم الدعم للقطاعات الرئيسية المتضرّرة من جرّاء الأزمة، وأهمها: قطاع الصحة، والسياحة الذي يُعد أكثر القطاعات تضررًا من الأزمة، وقطاع الصناعة والمشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصِغَر، وأن مبادرة حياة كريمة كنموذج حي للتنمية المستدامة، حيث تم إطلاق المرحلة التمهيدية من المُبادرة في يناير 2019، واستهدفت 375 قرية، وأسهمت المُبادرة في خَفض معدلات الفقر في بعض القرى بنسبة 11 نقطة مئوية، كما نَتَج عنها تحسُّن معدل إتاحة الخدمات الأساسية بحوالي 50 نقطة مئوية في بعض القرى، كما أسهمت المبادرة في التخفيف من حِدَّة تأثيرات فيروس كورونا على حياة 4,5 مليون مواطن. واستكمالاً للنجاح المُحقق في المرحلة التمهيدية، تم إطلاق المرحلة الأولى من المبادرة في إطار المشروع القومي لتنمية الريف المصري، لتستهدف كل قرى الريف المصري (نحو 4500 قرية يعيش بها أكثر من نِصف سكان مصر - 58 مليون مواطن).
ونبهت إلي أن مبادرة حياة كريمة حولت القري إلى تجمّعات ريفية مُستدامة تتوافر بها جميع الاحتياجات التنموية خلال ثلاث سنوات، وبتكلفة إجمالية تبلغ نحو 800 مليار جنيه (نحو 52 مليار دولار)، بما يُعزِّز جهود الدولة لتوطين أهداف التنمية المستدامة ، التي تُعد أحد الركائز الأساسية لرؤية مصر 2030.
ولفتت الوزيرة إلي أنه من المؤشرات التي تدلل على نجاح المبادرة مساهمتها الفاعلة في خفض معدلات الفقر وتوفير الخدمات في القرى التي تغطيها المبادرة، وقد تكلل هذا النجاح بإدراج الأمم المتحدة مبادرة "حياة كريمة" ضمن أفضل الممارسات الدولية" SDGs Good Practices.
جاء ذلك خلال الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الاستدامة والتحولات الاقتصادية بالأقصر، الذي نظمة اتحاد الصناعات وجمعية الاورمان الفترة2-5 مارس الجاري، الذي شارك في جلسته الاففتاحية كل من الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب و الرياضة، والسفيرة نبيلة مكرم، وزيرة الهجرة، ونيفين القباج، وزيرة التضامن الاجتماعي، ونيفين جامع، وزيرة التجارة والصناعة، ود. محمد معيط، وزير المالية، ود. رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي، وحسام قباني، رئيس جمعية الأورمان، والمهندس محمد السويدي، رئيس إتحاد الصناعات، وروبرتو سواريز، الأمين العام للمنظمة الدولية لأصحاب العمل.