أكد حلف شمال الأطلسي"الناتو" رفضه طلب كييف إنشاء منطقة حظر طيران في أوكرانيا، بسبب مخاطر وتحديات لوجستية لاتخاذ مثل هذه الخطوة، وفق تقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين وخبراء عسكريين أن "إنشاء منطقة حظر طيران فوق أوكرانيا، قد يؤدي إلى دخول الناتو في صراع مفتوح مع روسيا".
وأشاروا إلى أن "فرض منطقة حظر طيران تتطلب توفير عدة مئات من الطائرات، ليس للقيام بدوريات في المنطقة، ولكن لدعم الحفاظ على منطقة حظر الطيران، والتنسيق مع القوات الجوية لدول متعددة".
وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرج بعد اجتماع طارئ لوزراء خارجية الحلف، أمس الجمعة، إن أعضاء الناتو اتفقوا على عدم تشغيل طائرات فوق أوكرانيا أو إرسال قوات إلى هناك، بحسب الصحيفة.
وأضاف أن " الناتو لا يسعى لخوض حرب مع روسيا"، وقال "لن نكون جزءا من الصراع".
ووفق تقرير بثته وكالة فرانس برس، أوضح ستولتنبرج أن "الطريقة الوحيدة لفرض حظر جوي هي إرسال مقاتلات تابعة للناتو إلى المجال الجوي الأوكراني، ومن ثم فرض حظر للطيران عبر إسقاط الطائرات الروسية".
وتابع "إذا قمنا بذلك، سينتهي الأمر بنا في وضع قد يفضي إلى حرب شاملة في أوروبا، تتورط فيها العديد من الدول الأخرى وتتسبب بمعاناة إنسانية أكبر بكثير. لهذا السبب نتخذ هذا القرار المؤلم".
وحذر أمين عام الناتو من أن "الأيام المقبلة ستكون أسوأ على الأرجح مع مزيد من القتلى والمعاناة والدمار فيما تجلب القوات المسلحة الروسية أسلحتها الأثقل وتواصل هجماتها في أنحاء البلاد".
ولفت إلى أن الناتو "سنواصل القيام بكل ما يمكن لحماية كل شبر من أراضي الدول الأعضاء في الحلف والدفاع عنها. الناتو تحالف دفاعي. تتمثل مهمته الجوهرية في إبقاء دولنا الثلاثين في أمان"، وأشار "لسنا جزءا من هذا النزاع وتقع على عاتقنا مسؤولية ضمان عدم تصاعده واتساع رقعته ليتجاوز أوكرانيا".
وذكر تقرير الصحيفة أن مسؤولين في البنتاجون حذروا من المخاطر المرتبطة بمنطقة حظر الطيران، رغم أن استمرار السماح لروسيا بتنفيذ عمليتها العسكرية في أوكرانيا سيؤدي إلى ارتفاع أعداد الضحايا المدنيين.
وكان وزير الخارجية الأوكرانية، دميترو كوليبا قد تحدث خلال اجتماع الناتو عبر الفيديو من كييف.
وكتب في تغريدة لاحقا "رسالتي هي: تحركوا الآن قبل فوات الأوان. لا تسمحوا للرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتحويل أوكرانيا إلى سوريا. نحن على استعداد للقتال. وسنواصل القتال. لكن نحتاج إلى شركاء لمساعدتنا عبر خطوات ملموسة وحازمة وسريعة فورا".
وأفادت كييف أنه في حال لم تكن لدى الحلف الرغبة في إغلاق الأجواء الأوكرانية فعلى الحلفاء تزويد أوكرانيا بطائرات حربية وأنظمة دفاع جوي تساعدها في صد الهجمات الجوية الروسية.
وسارع الناتو لإرسال آلاف العسكريين إلى شرق أوروبا ونشروا لأول مرة قوة الرد السريع ووضعوا 130 طائرة مقاتلة وأكثر من 200 قطعة بحرية في حال تأهب.
ودان الناتو عمليات القصف الروسية التي أصابت المحطة النووية في زابوريجيا بجنوب أوكرانيا، داعيا إلى وضع حد للحرب.
وقال أمين عام الناتو ستولتنبرج في اليوم التاسع من الغزو الروسي ل أوكرانيا إن "الهجوم على محطة نووية يدل على الطابع المتهور لهذه الحرب وضرورة وضع حد لها".