قالت الكاتبة أمي جونيا في مقال لها بمجلة "التايم الأمريكية" إن العقوبات الاقتصادية التي فرضها العديد من دول العالم علي روسيا علي خلفية اجتياح القوات الروسية لأوكرانيا أواخر الشهر الماضي تسببت في حالة من العزلة الاقتصادية لروسيا.
وتشير الكاتبة إلي أن العقوبات علي روسيا شملت البنوك ومؤسسات أخري إلي جانب كبار رجال الأعمال وعدد من المسؤلين الروس والمقربين من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مما يعني عدم قدرة البنك المركزي الروسي علي استخدام الاحتياطي النقدي الدولي لديه إلي جانب إغلاق المجال الجوي الغربي أمام الطيران الروسي كذلك سيتم وضع قيود صارمة علي البضائع والخدمات التي تستوردها المؤسسات والشركات الروسية من الولايات المتحدة .
وأعربت الكاتبة عن اعتقادها أنه ربما يكون الإجراء الأكثر صرامة هو العقوبات المفروضة علي البنوك الروسية وحرمانها من التعامل مع نظام "سويفت" العالمي والذي يربط ما يقرب من 11000 مؤسسة مالية في ما يزيد علي 200 دولة ويعمل علي تسهيل حركة التجارة العالمية والتحويلات المالية حول العالم بما يوفر الوقت والتكلفة للمتعاملين من خلال هذا النظام.
ولكن فرض العقوبات علي هذا النحو ضد البنوك الروسية يعني عزلها تمام عن النظام المصرفي الدولي ويعوق حركتها في التعامل علي الصعيد العالمي.
ويري الخبراء أن هذه العقوبات قد يكون لها عواقب لم تكن في الحسبان حيث أن الإجراءات التي اتخذتها الدول الغربية قد تدفع روسيا إلي التقارب مع الصين علي المستوي الاقتصادي وهو تحالف قد يمثل تهديداً للمصالح الاقتصادية الأمريكية وقدرة الدولار الأمريكي علي بسط نفوذه علي النظام المالي العالمي.
ويقول إسوار براساد من جامعة كورنيل الأمريكية والرئيس السابق لإدارة الصين في صندوق النقد الدولي إن حرمان نظام اقتصادي مثل النظام الروسي، الذي يعتمد إلي حد بعيد علي عوائد صادراته والتجارة الدولية، من التعامل مع النظام المصرفي الدولي يمثل ضربة مؤلمة له.
وفي الوقت نفسه فالعلاقات الحالية بين روسيا والصين علي المستوي الاقتصادي والدبلوماسي قوية ومتميزة حيث احتلت روسيا العام الماضي المرتبة الثانية في قائمة الدول المصدرة للبترول الخام للصين بينما تحتل الصين المرتبة الأولي في قائمة الدول التي تستورد الفحم من روسيا.
ويقول ستيف هانك البروفسور بجامعة جونز هوبكنز الأمريكية إن روسيا كانت تسعي قبل اجتياح القوات الروسية للأراضي الأوكرانية إلي تعزيز علاقاتها التجارية مع الصين مؤكداً أن حرمان روسيا من التعامل مع نظام سويفت العالمي لن يحسم نتيجة الصراع الدائر حالياً ولكنه بطبيعة الحال سوف يؤدي إلي تعزيز العلاقات بين روسيا والصين علي الصعيد التجاري.
ويحذر مراقبون من أنه يجب علي الصين أن تتعامل مع روسيا علي نحو لايؤثر علي علاقاتها بالدول الغربية ولا يشكل تهديداً لتعاملات الصين نفسها مع النظام المالي العالمي.