أكد مرصد الأزهر لمكافحة التطرف أن نحو 2,500 صهيونيًّا اقتحموا ساحات «الأقصى» خلال شهر فبراير الماضي، تحت حراسة أمنية مشددة من قِبَل شرطة الاحتلال.
وأوضح المرصد أن من أبرز الانتهاكات خلال فبراير الماضي وقع يوم 24، عندما اقتحمت مجموعاتٌ من الشخصيات وضباط الاحتلال وعددٌ من المستوطنين المتطرفين ساحات الأقصى، ونفّذت جولة استفزازية حتى وصلت إلى محراب المصلى ومنبر "نور الدين زنكي"، وتزامن ذلك مع منع قوات الاحتلال دخول المُصلين إلى الأقصى لإفساح المجال أمام المستوطنين وتمكينهم من تدنيس الأقصى.
وأضاف أن من جملة الاستفزازات، أدّى مرشدٌ صهيوني تابع لمنظمة "بيادينو" المتطرفة، يوم 16 فبراير، طقوسًا علنية بشكلٍ متعمدٍ أمام حراس الأقصى المبارك، وهو ما وثّقته المنظمة في مقطع فيديو ومطالبة الكنيست الصهيوني بالسماح بأداء الصلاة العلنية كحقٍ للمستوطنين المقتحمين داخل الأقصى المبارك.
وحذّر مرصد الأزهر من دعوات التحريض الواسعة التي أطلقتها منظمات الهيكل المزعوم، وعلى رأسها منظمة "بيادينو"، لتكثيف الاقتحامات خلال الأعياد الصهيونية، والتي ستتقاطع مع بداية شهر رمضان المعظم، وهي المناسبات التي تتعمد منظمات الهيكل إثبات السيادة الصهيونية فيها داخل الأقصى، ما يُنذر بتصعيدٍ كبيرٍ داخل ساحات الأقصى المبارك، ومن المتوقع أن يمتد مداه إلى جميع محافظات الوطن الفلسطيني المُحتل.
وسلّط المرصد الضوء على تجدد أطماع الاحتلال في الاستيلاء على مصلى باب الرحمة، بعد ما اقتحمت قوة من مخابرات الكيان الصهيوني، في الـ 6 من فبراير لمكتب لجنة زكاة وصدقات بيت المقدس، القائم في الخلوة العلوية الموجودة فوق سطح مصلى باب الرحمة، وصادرت ملفات وحواسيب، في حدثٍ يُعيد إلى الأذهان إغلاق سلطات الاحتلال لمصلى "باب الرحمة" عام 2003م، وهو ما يُحذّر مرصد الأزهر من حدوثه.
وردًا على تلك الاستفزازات الصهيونية، شهد شهر فبراير المُنصرم مُشاركات حاشدة في حملة "الفجر العظيم" من جميع أرجاء فلسطين المحتلة، رغم عراقيل الاحتلال ومحاولاته المستميتة للحيلولة دون وصول المُصلين إلى البلدة القديمة والأقصى المبارك، وأسفرت الحملة عن أداء أكثر من 200,000 ألف مصلٍ صلوات الجُمَع في رحاب الأقصى، إضافة إلى إحياء قرابة 90,000 فلسطيني لذكرى الإسراء والمعراج داخل الأقصى.
وجدد مرصد الأزهر رفضه لجميع محاولات الكيان الصهيوني للمساس بأولى القبلتين، مطالبًا الهيئات الدولية المعنية بالحفاظ على حرمة المقدسات الإسلامية، مؤكدا أن القضية الفلسطينية بحاجة إلى جهود المخلصين من أبناء العالم العربي والإسلامي، وأن التوعية بالقضية الفلسطينية وفضح انتهاكات وممارسات الكيان الصهيوني ضد المقدسات الإسلامية من أهم الأمور التي يجب ترسيخها في عقول النشء والشباب؛ لحمل لواء تلك القضية الأكثر عدلًا على وجه البسيطة.