تنتظر الأمة الإسلامية ليلة النصف من شعبان لأنها من الليالي الجليلة التي يحب المسلمون نفحاتها، والتي تفوح منها ليالي رمضان العطرة، ويعيش المسلمون ليلة النصف من شعبان يدعون ويرجون أن يعفر الله ويتجاوز عن سيئاتهم، كما يدعون الله في ليلة النصف من شعبان بأن يبارك في أيامهم وأن يجعل ثوابت أيامهم الطاعة والصلاح.
حثنا النبي صلى الله عليه وسلم على اغتنام الأيام المباركة، وأي وسيلة قد تقرب العبد من ربه، وأحد هذه الطرق هي قيام ليلة النصف من شعبان، لأن هذه الليلة تتميز بأهميتها وفضلها اللذان يفوقان باقي أيام شهر شعبان ولياليه، كما تتخطي أهمية ليلة النصف من شعبان بعض الليالي في الأشهر الأخرى، لدرجة أن بعض الفقهاء جعل ليلة النصف من شعبان في مكانة تتساوى مع ليلة القدر.
كما جاء في قيام الليل النصف من شعبان عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (قام رسول الله صلى الله عليه وسلم من الليل يصلي، فأطال السجود حتى ظننت أنه قد قبض، فلما رأيت قمت حتى حركت إبهامه فتحرك فرجعت، فما رفع إلى رأسه من السجود وفرغ من صلاته، قال: يا عائشة أظننت أن النبي قد خاس به؟ قلت: لا والله، يا رسول الله، ولكنني ظننت أنك قبضن لطول سجودك، فقال، أتدرين أي ليلة هذه؟ قلت الله ورسوله أعلم، قال: هذه ليلة النصف من شعبان، إن الله عز وجل يطلع على عباده في ليلة النصف من شعبان فيغفر للمستغفرين ويرحم المسترحمين ويؤخر أهل الحقد كما هم)، وهذا يوضح فضل قيام ليلة النصف من شعبان، وما لها من أجر وثواب كبيرين عند الله.
كما ورد عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يطلع الله إلى جميع خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن)، فليس هناك أفضل من أن يطلع الله علينا ونحن سجود بين يديه سبحانه وتعالى