السؤال عن ذوق جمهور السينما فى وقت الأفراح قادني إلى تأمل أفلام فترة ما بعد انتصار أكتوبر.
فى عام 1974 والقلوب مفعمة بالفخر وحب البطولة اتجه ذوق الجمهور تجاه أفلام الحركة الخاصة برياضة الكاراتيه ( لم تكن هذه الرياضة من الرياضات المنتشرة فى مصر وقتها) ، متابع فيلم الرصاصة لا تزال فى جيبى يتذكر أن الفيلم احتوى مشهد تجمع أهل القرية لمتابعة تنافس رياضي بين شباب القرية .. كانت الرياضة المتنافسين فيها المصارعة.. تلك كانت رياضة التعارك المنتشرة بين الشباب وقتها.. أول فيلم مصري تضمنت أحداثه عروض رياضة الكاراتيه .. هو فيلم (الأبطال)، وكان آخر فيلم سينما ظهر فيه النجم أحمد رمزى متشاركا فى البطولة مع فريد شوقي.
وفى سينما عام 1974.. الشهور التالية لمعارك أكتوبر (فترة كانت فيها البيوت المصرية تمتلئ بالزغاريد بين الوقت والآخر مع عودة جندي ( من عيالها) من أرض المعركة أجازة (لأول مرة) والذهاب إلى السينما .. فسحة مؤكد سوف يتشارك فيها الأصدقاء بينهم جنود عائدون من الحرب.. قدمت السينما فيلمين عن راقصتين ( من صاحبات التاريخ فى الفن ) هما بديعة مصابنى وبمبة كشر .
وفى سوريا، تابع الجمهور السورى فيلم بدوى (فاتنة الصحراء) لا نغفل الفيلم السورى (فرسان التحرير)، جرى تصويره بعد توقف العمليات فى حرب أكتوبر بشهور قليلة، وتابعه الجمهور السورى فى دور العرض السورية لأيام قبل أن يصدر قرار بمنع عرضه ورفع نسخه من كل دور العرض بعد شكوى من أن الفيلم ركز على فصيل فى الجيش السورى وأهمل الآخرين !
للفرحة يد تصنع مزاجا خاصا لكنه فى وقت الانتصارات الحربية لا يغادر هذا الذوق الميل ناحية تبجيل القوة.