أكد وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة المبعوث الخاص للإمارات للتغير المناخي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، ضرورة تفعيل اقتصاديات وآليات تمويل العمل المناخي للمساهمة في تعزيز الأمن العالمي، داعيا المجتمع الدولي إلى معالجة التحديات المرتبطة ب التغير المناخي والتي تؤدي إلى توترات جيوسياسية تزعزع الاستقرار وتهدد الأمن والسلم الدوليين.
وأوضحت وكالة أنباء الإمارات (وام) أن ذلك جاء خلال كلمته خلال ترؤسه للاجتماع الذي نظمته الإمارات على المستوى الوزاري لمجلس الأمن، والذي ركز على الدور المهم لاقتصاديات العمل المناخي في تعزيز الأمن العالمي، حيث نوه بأن تجربة الإمارات في تمويل العمل المناخي تؤكد أن العالم يستطيع أن يوجه التمويل إلى القطاعات ذات الأولوية مثل الأمن الغذائي والمائي، خاصة إذا ما تم النظر إلى العمل المناخي كأحد أدوات تحقيق الأمن العالمي.
وأشار الجابر إلى أن الإمارات قدمت نماذج مبتكرة في تمويل العمل المناخي بما في ذلك مبادرة "الابتكار الزراعي للمناخ" التي أطلقتها الإمارات العام الماضي بمشاركة 38 دولة لتوسيع نطاق الاستثمارات في مختلف مجالات الابتكار الزراعي، بما يشمل البذور المقاومة للجفاف، وتقنية الزراعة العمودية، والنظم الموفرة للمياه، وغيرها، مؤكدا ضرورة تبني منهجية شاملة تُركز على التمكين الاقتصادي للمرأة ودمجها، وضمان مساهمة تمويل العمل المناخي في تحقيق التنمية المستدامة المتوازنة.
وقال الجابر "على الرغم من أن تمويل العمل المناخي يُعد من أهم متطلبات إدارة مخاطر تأثيرات تغير المناخ، إلا أن المجتمع الدولي لم يفِ حتى الآن الوفاء بتعهداته التي قدمها منذ أكثر من عقدٍ من الزمان، والمتمثلة بتوفير تمويل بقيمة 100 مليار دولار سنويًا لدعم العمل المناخي في البلدان النامية، يضاف إلى ذلك أن العديد من الدول المتأثرة بارتفاع مستوى منسوب مياه البحر تؤكد بأن حجم التمويل الذي تم تحديده لمساعدتها لن يكون كافياً بمفرده للحد من مخاطر تأثيرات تغير المناخ"، مجددا التزام بلاده بمساعدة الدول الأكثر عرضة لتأثيرات تغير المناخ.
وأضاف الوزير الإماراتي أن الدورة الـ 26 لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ /COP26/ توصلت لتوصيات جديدة يمكن البناء عليها لتعزيز تنفيذ التزامات الدول فيما يتعلق بالعمل المناخي من خلال الإجراءات التي وحدت جهود 90% من الاقتصاد العالمي في مسار تنموي نحو الحياد الكربوني، داعيا إلى إجراء تغيير تدريجي مماثل بشأن التكيف مع تأثيرات تغير المناخ، خاصةً في المجتمعات الأكثر عرضة لها، مشيرا إلى أهمية توفير تمويل كاف لجهود مكافحة تغير المناخ، وضرورة مضاعفة الجهود لدعم الدول النامية.
ودعا الجابر - في ختام كلمته - دول العالم إلى تحقيق المواءمة بين أهداف الأمن العالمي واستراتيجيات المناخ بشكلٍ أكبر، خاصة في الدول الأكثر عرضة لتداعيات تغير المناخ لتسريع النمو الاقتصادي المستدام.