المرأة والدراما.. محلك سر!

المرأة والدراما.. محلك سر!محمد رفعت

الرأى14-3-2022 | 17:27

ارتبطت السينما المصرية منذ بداياتها الأولى بالمرأة، والتي كان لها دور كبير جدًا فيها من خلال أسماء خالدة لرائدات السينما فى مصر، مثل بهيجة حافظ وعزيزة أمير وفاطمة رشدي وآسيا داغر، واللائي وضعن السينما المصرية فى مقدمة سينمات العالم، وساهمن فى كل فروعها من تمثيل وإخراج وإنتاج، ورغم ذلك فإن هذا لم ينعكس كثيرًا على صورة المرأة نفسها فى الأفلام التي ظهرت كتابعة للرجل، أو من خلال قصص حب رومانسية تحاول أن تتحدى الفروق الطبقية وحواجز الفقر بين الرجل والمرأة أو الصراعات العائلية والقبلية، كما هو الحال فى القصص التي تستوحي "تيمة" روميو وجولييت أو قيس وليلى.

ومع بداية الخمسينيات من القرن الماضي، بدأت السينما المصرية تتبنى اتجاهًا أكثر إنصافًا للمرأة من خلال أفلام تتحدث عن حقوقها فى العمل وإثبات الذات مثل "الأفوكاتو فاطمة" و"الأستاذة مديحة" وغيرها، وتناقش موضوع مدى تقبل الرجل الشرقي لأن تكون زوجته أنجح أو أكثر ثراءً منه أو حتى مديرته فى العمل، كما شاهدنا فى الفيلم الرائع "مراتي مدير عام"، بطولة شادية وصلاح ذو الفقار وإخراج عز الدين ذو الفقار والذي غلف هذا الصراع بإطار كوميدي خفيف وممتع.
وفى فترة الستينيات، قدمت السينما المصرية أفلاما تناصر المرأة وتحاول تغيير الصورة النمطية المعروفة عنها مثل فيلم "أنا حرة"، المأخوذ عن رواية للكاتب الكبير الراحل إحسان عبدالقدوس، والذى لعبت بطولته الفنانة لبنى عبد العزيز وكان من أوائل الأعمال الفنية التي تناقش حق المرأة فى العمل والمشاركة الفعلية فى النضال السياسي.
وكذلك فيلم "الباب المفتوح" المأخوذ عن قصة حياة الدكتورة لطيفة الزيات، والذي يقدم نموذج الرجل الشرقي الذي ينظر إلى المرأة نظرة دونية ويعتقد أنها يجب أن تظل تابعة له، رغم مستواه العلمي الرفيع وكونه أستاذًا فى الجامعة، وهو الدور الذي مثله العملاق الراحل محمود مرسي، فى مقابل نظرة التقدير والاحترام التي كان ينظرها البطل الآخر صالح سليم للبطلة سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة.
ومع ظهور الدراما التليفزيونية عادت المرأة من جديد إلى صورة المرأة التابعة للرجل أو المرأة الغيورة أو المتسلطة، فيما عدا استثناءات قليلة مثل شخصية "فاطمة تعلبة"، والتي أدتها ببراعة الفنانة القديرة هدى سلطان فى مسلسل "الوتد"، المأخوذ عن رواية للكاتب الكبير خيري شلبي، والأعمال الدرامية الخالدة التي أنصف فيها الكاتب الراحل أسامة أنور عكاشة المرأة، سواء كانت المرأة المكافحة مثل الشخصية التي جسدتها الفنانة عفاف شعيب فى "الشهد والدموع"، أو المديرة التربوية الناجحة فاتن حمامة فى "ضمير أبلة حكمت"، أو صاحبة المبادئ سميرة أحمد فى "امرأة من زمن الحب".

أضف تعليق