«اختيارات موفقة وتعبر عن الدولة المدنية بكل عناصرها».. هكذا عبرت الكاتبة الصحفية الدكتورة فاطمة سيد أحمد، عضو الهيئة الوطنية للصحافة، عن النماذج التى تم اختيارها لتكرمهن السيدة انتصار السيسي قرينة الرئيس، فى احتفالية «المرأة المصرية.. أيقونة النجاح»، والتى كانت د. فاطمة إحداهن.
كما أكدت أن اختيار اثنتين، من المكرمات فى تلك الاحتفالية، من الصحفيات، يعد إعلاء لقيمة الصحافة وتقديرا من القيادة السياسية لما حققه الإعلام فى معركة الوعى التى تخوضها الدولة المصرية.
وتحدثت د. فاطمة خلال حوارها مع "بوابة دار المعارف - مجلة أكتوبر" عن ملف الصحافة الورقية القومية، ومستقبلها، وعما إذا كانت مواقع التواصل الاجتماعى منافسًا للصحافة أو الإعلام البديل كما يروج البعض.
ما إحساسك بتكريم السيدة انتصار السيسي لكِ ضمن احتفال «المرأة المصرية.. أيقونة النجاح»؟
علمت بخبر التكريم قبلها بـ 48 ساعة، وعندما تم إبلاغي، بكيت من الفرحة، وانتابتنى حالة من السعادة، وما زلت فى محراب سعادتي، الذى دخلته منذ التكريم وحتى الآن، ولا تسعفنى الكلمات لأعبر عما جال بخاطرى ووجدانى منذ تلك اللحظة.
طبيعتك المهنية تغلب عليك فى كثير من المواقف، فكيف ترى الصحفية فاطمة سيد أحمد هذا التكريم؟
أراه تجسيدًا لمعنى الدولة المدنية، فأكثر شيء يعبر عن الدولة المدنية، هو اهتمام القيادة السياسية بالثقافة والفنون والآداب، والتى تعبر عن أدوات التطور المدنى فى تلك الدولة.
وقد تضمنت اختيارات المكرمات، نماذج تعبر عن مفهوم الدولة المدنية، فوجدنا فنانات (والفن ينقل للناس نبض الدولة المدنية ويجسد صوت الشارع) وصحفيات (والإعلام يخوض معركة الوعى المجتمعي) ورائدات فى المجتمع الأهلى (والعمل المدنى يلامس أحلام وهموم وآلام البسطاء ويقترب كثيرا منهم) وفتيات صغيرات مبدعات (تقدمن أفكارًا إبداعية تفوق أعمارهن، وبالطبع لن يجدن من يدعمهن فى تحقيق أفكارهن فى هذه السن، إلا قيادة تثق فى أهمية احتضان الشباب).
كانت هناك ابتسامة كبيرة تملأ وجهك خلال حوارك مع السيدة انتصار السيسي قرينة رئيس الجمهورية هل كانت بسبب سعادتك بالتكريم فقط؟
فى الحقيقة الابتسامة ملأت قلبى قبل أن تظهر على وجههى منذ اللحظات الأولى للقائى مع السيدة انتصار السيسي، وقبل صعودى للتكريم، فغالبية المكرمات كما لاحظ الجميع، كن من كبيرات السن، يتم تكريمهن لمشوار طويل من الجد والاجتهاد فى ميادين عملهن، وعندما دخلت علينا قرينة الرئيس كان على وجهها ابتسامة ودودة نقلت لنا حب الحياة، بمجرد أن رأيناها، فالسيدة الأولى لها حضور «يخليك تحب الحياة وتنسى همومك وآلامك وتشعر كأنك عدت شابًا» وهو ما جعلنا نتحرك بحماس وحيوية خلال التقاط الصورة التذكارية مع قرينة الرئيس قبل التكريم.
وعند صعودى للتكريم، أحسست بـ «حب الحياة» يسرى فى عروقى مرة أخرى، وابتسمت لى السيدة الأولى بابتسامتها المحببة لمن يراها، فكانت تلك الابتسامة المليئة بالحب والحيوية التى ارتسمت على وجهي، وازداد إعجابى بقرينة الرئيس وحرصها و «روحها الحلوة» عندما قلت لها: «اتشرفت بتكريم حضرتك ليا»، فردت ببساطة ووجه بشوش: «وأنا اتشرفت بيكي».
ما دلالة تكريم الكاتبتين الصحفيتان د. فاطمة وسكينة فؤاد ضمن احتفالات يوم المرأة؟
كل امرأة أو فتاة من المكرمات تجسد نموذجا للعطاء فى مجالها المهنى والإنساني، وتكريم اثنتين من النماذج الصحفية النسائية، يعد إعلاء لقيمة الصحافة فى الدولة المدنية والجمهورية الجديدة، التى دشنها الرئيس السيسي.
ومنذ سنوات، لم يتم تكريم العناصر النسائية فى الصحافة المصرية وهن كثيرات، فجاء التكريم ليؤكد أن الجمهورية الجديدة حريصة على تكريم الرواد من الرجال والنساء والشباب والفتيات فى كل المجالات، لتؤكد للجميع أن من يجتهد ويخدم وطنه بإخلاص فى ميدان عمله، ستقر له الدولة ممثلة فى قيادتها السياسية بالتقدير والتكريم، اعترافًا بما قدمه لوطنه.
وأتمنى أن تكون فى الاحتفالات والمناسبات القادمة، مكرمات أخريات من زميلاتي، فنحن – صحفيين وصحفيات – جيش يناضل بالكلمة فى سبيل الوطن فى معركة الوعي، ونحتاج – مثل الجيوش العسكرية – لرفع روحنا المعنوية، وتكريمى كان حافزا لرفع روحى المعنوية ودافعًا لى لتقديم المزيد، وبالتأكيد فتكريم صحفيات أخريات سيكون بمثابة رفع للروح المعنوية لـ «جيش الكلمة».
تحدثت عن معركة الوعي فهل نجح الإعلام وفى القلب منه الصحافة القومية فى تلك المهمة، أم ما زالت المعركة مستمرة؟
بالطبع حققنا جزءًا كبيرًا من المهمة الموكلة لنا كصحافة قومية فى معركة الوعي، وبالطبع ما زالت المعركة مستمرة، فهناك الجديد كل يوم مما يستحق إبرازه من إنجازات أو كشفه من مؤامرات، وشائعات.
والدولة أقرت بهذا النجاح الذى حققته الصحافة القومية والإعلام المصرى فى معركة الوعي، فقد كان الرئيس السيسي، يقر سابقا بعدم رضاه عن أداء الإعلام، ولكنه مؤخرًا أعرب عن تقديره لدور الإعلام فى معركة الوعي.
بمناسبة الحديث عن الصحافة القومية ما مستقبل الصحافة الورقية؟
لا يمكن الاستغناء عن الصحافة القومية الورقية، فهى تعد من أهم الوثائق لما تقوم به الدولة، وتوثق للتاريخ، وللأجيال القادمة، ما شهده المجتمع المصرى من تغيرات على كافة الأصعدة.
ولكن لا بد أن نعترف أن هناك تطورات حدثت فى تكنولوجيا الصحافة، أنتجت لنا الصحافة الإلكترونية ولا بد أن تواكب الصحافة القومية تلك التطورات التكنولوجية، فيتم إعادة النظر والتقييم لها وانتقاء الإصدارات الأكثر تأثيرًا والمتميزة فى الصحافة الورقية، ودعمها من الدولة لتستعيد رونقها، ويعود لدينا «جرايد الناس بتابعها وتنتظر صدورها ولها زخم وتأثير فى الشارع».
هل يمكن أن تكون السوشيال ميديا المنافس للصحافة أو الإعلام البديل كما يروج البعض؟
لا يمكن بالطبع أن نقارن بين مواقع التواصل الاجتماعي وبين الصحافة فالإعلام له أصول ومبادئ مهنية، تحكم ما ينشر بها من أخبار ومعلومات، وهو ما لا تعترف به السوشيال ميديا، فمن يكتب بها يمزج المعلومة، بالرأي، بالخيال، بالشائعات المغرضة، دون أى ضوابط أو مهنية، وبالتالى هى مجرد كلمات لا تعبر سوى عن كاتبها ولا يمكن تسميتها بخبر أو نحصل منها على معلومة موثقة.