(١)
لاحظت أننى لم أقدم خلال الأجزاء الستة الماضية سيرة وظيفية، ولو مختصرة للرئيس السيسي.. وحسب موسوعة "ويكيبيديا" اسمه بالكامل عبد الفتاح سعيد حسين خليل السيسي، من مواليد 19 نوفمبر 1954، تخرج فى الكلية الحربية عام 1977، وخدم فى سلاح المشاة، وعين قائدًا للمنطقة الشمالية العسكرية، وتولى منصب مدير إدارة المخابرات الحربية والاستطلاع، ثم شغل بعد ذلك منصب القائد العام للقوات المسلحة المصرية ووزير الدفاع الرابع والأربعين منذ 12 أغسطس 2012 حتى استقالته فى 26 مارس 2014 للترشح للرئاسة. أدى اليمين الدستورية لولايته الرئاسية الأولى لمدة أربع سنوات أمام المحكمة الدستورية فى 8 يونيو 2014، بينما أدى اليمين الدستورية لولايته الثانية أمام مجلس النواب فى 2 يونيو 2018.
(2)
هو ابن حي الجمالية بمدينة القاهرة، والده كان تاجرا (صاحب محل بازار)، ما يعنى أنه ولد وشب، وكبر وسط الناس، وتشبّع بمعرفة أحوالهم فى حى من أعرق أحياء القاهرة، ويتداول بعض رواد "السوشيال ميديا" صورة لطفل صغير، يمسك بيد الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، وصحبة الصورة تعليق يشير إلى أن الطفل هو الرئيس الحالى عبد الفتاح السيسي، وإن كنت لا أظن ذلك، فليس فى سيرة الرجل ما يشير إلى نبوءات الرئاسة والزعامة، لكن كان للشاب والرجل، بالتأكيد أحلام شخصية وعامة، لنفسه ولوطنه، ويزيد عليها الرئيس السيسي أحلاما للعالمية أو الإنسانية، أفصح عنها فى أكثر من مناسبة. وقال الرئيس السيسي فى إحدى المناسبات إنه حلم قبل توليه مسئولية الحكم بالتخلص من العشوائيات، وعندما تولى وبإرادة صلبة كالفولاذ عمل على تحويل الحلم إلى حقيقة، إزالة عشوائيات المدن بكل درجاتها، من تلك التى تمثل خطورة بالغة على حياة الإنسان، إلى التى تشوه وجه مصر التى علمت العالم، التشييد البناء، وتركت آثارًا مبهرة فى العمارة، فرعونية، ورومانية، وقبطية وإسلامية، من الأهرامات والمعابد إلى المساجد والأسبلة، والكنائس، وقصور القاهرة الخديوية، وغيرها.. ومن مكافحة فقر المكان، إلى مكافحة فقر البشر، والأخذ بيد الفقراء، والمعوزين، والمحتاجين، فعمل على اقتحام مشاكل الفئات الأكثر فقرا، بالتشجيع على العمل، وخلق فرصه، بالتوسع فى القروض الصغيرة والمتوسطة، ورعاية المشاريع القائمة عليها، وفى تجاه آخر، التوسع فى بسط مظلة التأمين الاجتماعى، وتم إطلاق عدد من المبادرات، أهمها "حياة كريمة" التى شجع فيها المجتمع المدنى للانضمام للدولة، لتحسين جودة الحياة لملايين المصريين، وخاصة فى الريف، وقراه الأكثر فقرا، والعشوائيات، والمثال يغنى عن المقال، فلا يمكن أن نكذب أنفسنا، وآلاف البيوت تشيّد، للفقراء، أو يتم إصلاح جدران منشأة، وتثقيفها، ودهانها، وتوصيل المرافق لها، إلى آخره.
(3)
حلم السيسي أن يحول كل الأحلام المؤجلة إلى واقع، فانطلق يستكمل مشروع المتحف المصرى الجديد، ليقدم آثار مصر للعالم كما تستحق، ويدشن البدء فى العاصمة الإدارية الجديدة، وكانت طلبا ملحا، ومدن الجيل الرابع والخامس الجديدة، والعمل على إنشاء دلتا جديدة، تزيد المساحة المأهولة من مصر إلى الضعف، وعمل على تحديث الطرق والمواصلات، بإطلاق المواصلات السريعة التى تختصر الزمن، ويتمتع فيها المسافر بأكثر سُبل الأمان، الراحة، مما هو موجود، القطار السريع، والمونوريل، وبقية المراحل لمترو الأنفاق، حلم ببيئة نظيفة، وهواء أقل تلوثا، فى القاهرة التى كانت تعد من أكثر مدن العالم تلوثا، فعمل على تشجيع كل ما من شأنه تقليل الانبعاثات الضارة، والتحول إلى مصادر الطاقة الخضراء، والجديدة والمتجددة، لكسب الصحة وتقليل الإنفاق.
(4)
حلم بمصر أجمل بشبابها، ورجالها، ونسائها فشرع يحاول ما استطاع اقتحام الظواهر الاجتماعية التى تهدد سلام وأمن الإنسان، من التطرف الناتج عن فهم خاطئ للدين، وتعاليمه، إلى العمل على تقليل نسبة الطلاق التى صارت مزعجة بشدة للمجتمع، وخاصة بين الشباب حديث الزواج، عن طريق تأهيل المقبلين على الزواج، ونشر الثقافة الدينية، السليمة التى أرادها الله دستورا لهذه العلاقة السامية، ولنا فى مبادرة "مودّة" أسوة حسنة.. وللحديث بقية.