علي جمعة: هذه القاعدة توضح معاني التسليم والرضا وفهم مراد الله

علي جمعة: هذه القاعدة توضح معاني التسليم والرضا وفهم مراد اللهعلى جمعة

الدين والحياة20-3-2023 | 09:50

نشر الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء حكمة لابن عطاء السكندري يقول «لاَ تَطْلُبْ مِنْهُ أَنْ يُخْرِجَكَ مِنْ حَالَةٍ لِيَسْتَعْمِلَكَ فِيمَا سِوَاهَا: فَلَوْ أَرَادَكَ لاسْتَعْمَلَكَ مِنْ غَيْرِ إِخْرَاجٍ».

واوضح جمعة أن في هذه الحكمة يوجهنا ابن عطاء الله إلى قضية الرضا، وقضية التسليم، وقضية فهم مراد الله، وقضية الوعي الذي يسبق السعي، ودائمًا لابد أن يسبق الوعُي السعي؛ لأن السعي لابد أن يبنى على وعيٍ صحيح، حتى يكون سعيًا مقبولًا ومشكورًا، الوعي بالحقيقة وهو أن لا يكون في الكون إلا ما أراد الله، وأن الله حكيم يدبر هذا الكون، فهمك لهذه القضية يجعلك لا تطلب تحويل حالك؛ لأن يجب عليك أن تلتفت إلى حالك، وأن تتقنه.

وأكمل: يا سلام لو أن الطبيب اهتم بطبه، وأن المصلي اهتم بصلاته، يعني سواء كان العمل دنيويًا أو عبادة؛ لأن هذا سيترتب عليه ثوابٌ كبير عند الله سبحانه وتعالى، بدلًا من أن يشغل نفسه بالتبرم وبالطلب وبتوسيع الدائرة عليه، عليه أن يتقن ما أقامه الله فيه سبحانه وتعالى، وأن يتعلمَ من أجل هذا النوع من الأعمال، وأن يطبق هذا العلم، فالطبيب الذي يطلع على كل جديد، وعلى كل بحثٍ، وعلى كل تجربة، وعلى كل دواءٍ مخترع، وعلى كل كذا، ويكون بنية خدمة المرضى، وباعتبارهم أنهم ناس يخفف عنهم الألم يكون أولى من أن يضع عينيه على مجالٍ آخر يترك فيه الطب، ويشتغل في أمر آخر.

وتابع: مادامت في حالة مرضية، وما دامت في حالة سنية، وما دامت هذه الحالة على أمرٍ شرعي، سواء كانت دنيوية، أو كانت دينية ، فلا تطلب الانتقال أو التحول، فكأنك تريد أن تضيف لنفسك في ذلك طلب لعبءٍ جديد، أو تريد أن تتحول تحولًا تام، وتترك ما أنت عليه، وهنا تذكرنا هذه الحكمة بقولهم: الخيرة فيما اختار الله سبحانه وتعالى، لو اطلعتهم على الغيب لاخترتم الواقع.

وأشار إلى ان كل هذه معنى من معاني التسليم، والرضا، ومعنى من معاني لا حول ولا قوة إلا الله، كلمة لا حول ولا قوة إلا بالله فإنه ينفي الحول والقوة عن نفسه، وعن الآخرين، ويثبتها لله رب العالمين، ومن أجل لذلك فهو لا يعترض على مُراد الله، ولا على قدر الله، ولا على إقامة الله له؛ ولكنه يتوكل على الله، ويتقن عمله .

واختتم الدكتور علي جمعة: لو أرادك الله سبحانه وتعالى لأضاف لك من عنده ما يطلبه منك، ويطلب منك القيام به، ويطلب منك إتقانه، ويطلب منك نفع الناس به، ونفع نفسك أيضًا من غير أن يخرجك مما أنت فيه .

أضف تعليق