روسيا تتهم البنتاجون بالتسبب فى تفشى أمراض معدية خطيرة فى أراضيها وأوكرانيا

رجحت وزارة الدفاع الروسية وجود صلة بين عدة حالات مثيرة للشبهات لتفشى أمراض معدية فى أراضى روسيا أوكرانيا فى السنوات الأخيرة وأنشطة البنتاجون.

وأشار قائد قوات الدفاع الإشعاعى والكيميائى والبيولوجى فى الجيش الروسى، إيجور كيريلوف، أثناء إحاطة عقدها اليوم الخميس فى مقر وزارة الدفاع، أن روسيا تواصل دراسة المعطيات التى تسلمتها من موظفين فى مختبرات أوكرانية حول عمل الولايات المتحدة وحلفائها فى الناتو على تطوير برامج بيولوجية عسكرية فى أراضى أوكرانيا.

ولفت إلى أن الحديث يدور عن وثائق رسمية موقعة من قبل مسئولين ومثبتة بأختام رسمية، مضيفا: "نعتقد أن العمل جرى فى أراضى أوكرانيا على إنتاج مكونات أسلحة بيولوجية".

ونشرت الوزارة حزمة من الوثائق المسربة تؤكد أن البنتاجون قدم 32 مليون دولار إلى مختبرات تابعة لوزارة الدفاع الأوكرانية فى كييف وأوديسا ولفيف وخاركوف.
ووفقا للوثائق المنشورة، اختار البنتاجون هذه المختبرات لتطوير عدة مشاريع، منها مشروع UP8 الخاص بدراسة الحمى النزفية الفيروسية وداء البريميات وفيروسات هانتا.

ولفتت الوزارة إلى وجود بؤر طبيعية لتفشى هذه الفيروسات فى أراضى روسيا وأوكرانيا، موضحا أن ذلك يعنى "إمكانية استخدامها تحت غطاء الانتشار الطبيعى".

كما أشارت الوزارة إلى مشروع آخر يحمل اسم P-781، وهو يخص دراسة إمكانية انتقال الفيروسات إلى البشر من الخفافيش، مؤكدة أن العمل على هذه المشروع جرى فى مختبر بمدينة خاركوف الأوكرانية بالتعاون مع "مركز أر. لوجار لبحوث الصحة العامة" فى العاصمة الجورجية تبليسى والذى يعد مرتبطا بالبنتاجون.

ووفقا لبيانات الوزارة، أنفق البنتاجون على هذا المشروع الذى انطلق العمل عليه منذ عام 2009 على الأقل فى أوكرانيا وجورجيا 1.6 مليار دولار تسلمت أوكرانيا جزءا أكبر منها.

وذكرت الوزارة أن هذه الجهود توجت بإنشاء ست عوائل فيروسية (بما فيها فيروسات تاجية) وثلاث جراثيم تسبب الطاعون وداء البروسيلات وداء البريميات، مشيرة إلى أنها تتميز بالقدرة المتزايدة على الصمود أمام العلاج وسرعة انتشارها.

كما كشفت الوزارة عن وثائق تؤكد تسليم عينات تم أخذها فى أوكرانيا إلى دول أخرى منها جورجيا وألمانيا وبريطانيا، بما فى ذلك تسليم خمسة آلاف عينة تم أخذها من مواطنين أوكرانيين إلى "مركز إر. لوجار" فى تبليسى و773 عينة أخرى إلى مختبر فى بريطانيا.

ولفت الوزارة فى هذا الخصوص إلى عدة حالات مضرة بالاقتصاد لتفشى أمراض معدية فى روسيا في السنوات الأخيرة، لافتا إلى أن الخسائر الناجمة عن انتشار إنفلونزا الطيور شديد العدوى فى أراضى البلاد عام 2021 تجاوزت 1.7 مليار دولار، بالإضافة إلى القضاء على ستة ملايين دجاجة، بينما بلغت خسائر القطاع الزراعى فى الدول الأوروبية جراء هذا العدوى نحو مليارى دولار.

وأكدت الوزارة أن الوثائق التى أصبحت بحوزتها تؤكد أن معهد الطب البيطرى فى خاركوف عمل على مشروع متعلق بإنفلونزا الطيور، بما يشمل تقييم الظروف التى يخرج تفشى العدوى فيها عن السيطرة وتقدير المخاطر الناجمة عن ذلك.

ودعت الوزارة إلى فتح تحقيق دولى مستقل لتسليط الضوء على هذا المشروع.
وذكرت الوزارة أنها تتسلم معطيات عن إتلاف المواد البيولوجية والوثائق فى مختبرات أوكرانية، منها مختبر فى مدينة خيرسون حيث تم إتلاف الوثائق بشكل طارئ.
ورجحت الوزارة أن سبب هذا الاستعجال يكمن فى السعى إلى إخفاء البيانات عن تفشى داء الخيطاوات فى هذه المدينة عام 2018، لافتة إلى أن أربع حالات إصابة هناك رصدت فى شهر فبراير على الرغم من أن ذلك يعد أمرا غير عادى بالنسبة للمرض الذى تنقله البعوضيات.

كما تطرقت الوزارة خلال الإحاطة إلى زيادة حادة فى وتيرة تفشى مرض السل شديد العدوى فى جمهوريتى دونيتسك ولوهانسك عام 2018، بما يشمل رصد أكثر من 70 وفاة جراء العدوى فى بلدة بيسكى وضواحيها بجمهورية دونيتسك.

وتابعت: "قد يدل ذلك إما على أن التفشى كان عملا متعمدا أو على أن الممرض تسرب صدفة من أحد المختبرات البيولوجية فى أراضى أوكرانيا".