كل عام وأنتم بخير لا يفصلنا عن الشهر الكريم سوى أيام معدودة.. وهذه الأيام من الأيام المباركة.. شهر شعبان وليلة النصف منه حيث ترفع الأعمال إلى الخالق العظيم..
كل منا يحاسب على أعمال السنة وكشف الحساب بما فيه من حسنات أو سيئات وما له وما عليه وهو أمر صعب..
فامتحان الدنيا عندما يمر به الإنسان يستعد له أيما استعداد ويسهر الليالى ويشحذ من همته لكى يعبر الامتحان.. استعدادات بشرية لامتحان أمام بشر ولنا فيها عبرة، كيف نستعد؟! وكيف نعمل للمرور من هذا الامتحان؟! وكيف نعد أنفسنا قبلها بفترة وجيزة؟!
هذا الأمر مر فى حياتنا مرات كثيرة، لكن هل أخذنا منه العبرة لنستعد لكشف الحساب السنوى؟! وأن ترفع أعمالنا إلى البارئ وكيف ستكون؟ وهل الرصيد مدين أم أعمال خير طيبة وبميزانه خير وتقوى؟!
الخميس الماضى مرت ليلة النصف من شعبان هل كان هناك متابع.. هل كنا مستعدون هل عملنا لها؟! أعتقد لا.. هى فرصة لمحاسبة النفس والمسارعة فى عمل الخير وله مصارف كثيرة جميعها تحض على التكافل والتراحم بيننا.. وكم هى كبيرة الآن لعون الضعيف ومساعدة ذوى الحاجة وكفالة اليتيم والاستعداد لشهر الخير.
الدين المعاملة
إذا كان العالم يمر بظروف صعبة وحرب كبيرة تؤثر عليه مهما كان بعيدا.. فى الاقتصاد وارتفاع الأسعار بصفة خاصة ونقص سلاسل التوريد وأيضًا ارتفاع تكاليف الشحن وغيرها من الآثار المتعددة، كل هذه الأمور وكلما زادت فترة الحرب ازدادت الآثار سوءًا.
فى النهاية تتأثر الدول المتقدمة وكذلك الدول النامية وأكثر فى إفريقيا، والمواطن هناك بصفة خاصة من يدفع الثمن.. وإذا كنا فى هذه الأيام المباركة نتضرع إلى الله ونكثر من العبادات والطاعات لنخرج بحصاد طيب منها لا خزايا ولا محرومين.. فلابد أن نرفق ببعض وألا نستغل هذه الظروف برفع الأسعار دون مبرر وألا نتاجر بأزمات الناس بتخزين السلع أو رفع الأسعار أو المبالغة فى أسعار الخدمات.
ليس كل ما نستهلكه تأثر بالحرب.. فهناك إنتاج مصرى واكتفاء ذاتى بالعديد من السلع.. لماذا يتم رفع الأسعار؟!.. ليس كل مدخلات الإنتاج مستوردة وإذا كانت الزيادة فى حدود المكون المستورد لكان الأمر سهلاً.. لكن فوجئنا بموجة زيادات للأسعار لا يستطيع المواطن تحملها، وأيضًا ظهر المتاجرون بالأزمات جليًا، ولولا الجهود المبذولة من الدولة لضبط الأسواق والتمكن من ضبط مخازن وكميات كبيرة من السلع المدعمة فى مخازن متعددة على نطاق الجمهورية لزادت الأمور سوءًا.
هذا الأمر يتكرر دائمًا من مجموعة مارقة والهدف الكسب غير المشروع وأيضًا خلق أزمات فى السلع للمواطن البسيط.. ولولا يقظة الأجهزة واستعداد الحكومة لمثل هذه الأمور لكانت هذه الأزمة موجعة.. فقد قامت الدولة بإتاحة جميع السلع وتوفير كل احتياجات المواطن من خلال شبكة توزيع مهمة.. منافذ المجمعات الاستهلاكية ومنافذ جمعيتى ومنافذ أمان وغيرها لتحقيق ضبط الأسواق،
وأن يصل المواطن لاحتياجاته بالسعر المناسب خاصة فى ظل أزمة الحرب وقرب شهر رمضان كل هذا يتنافى مع الدين والأخلاق.
جمعيات المجتمع المدنى
تنشط هذه الأيام خدمات الجمعيات الخيرية وخدمات المجتمع المتعددة.. وكم كانت سعادتى باجتماع أكثر من 25 من كبريات هذه الجمعيات للتنسيق فيما بينها والتسابق لخدمة المجتمع.
أصبح لدينا جمعيات تقيم مستشفيات كبيرة لعلاج السرطان خاصة سرطان الأطفال فى الصعيد لأول مرة.. ومستشفى الحروق وغيرها مثل الناس وبهية وأصبحت نماذج طيبة نراها أمامنا.
هذا بخلاف «أكفل يتيم» أو «بناء سكن» أو «توصيل المياه» و«إفطار صائم»، مشروعات الحقيقة يصعب حصرها وكلها تعتمد على تبرعات المواطن والتكافل بين القادر وغير القادر، وهى فى الحقيقة تساعد مع الدولة فى تقديم الخدمات التى يحتاجها المجتمع، وأيضًا رعاية المواطن سواء صحيًا أو اجتماعيًا أو رفع المستوى العام للمواطن خاصة المحتاج منهم.. هذا طبعًا إلى جانب ذوى الاحتياجات الخاصة التى وضعها الرئيس من أهم القضايا التى تستحق الاهتمام والرعاية.
حياة كريمة
هو خير نموذج من الدولة لرفع مستوى حياة المواطن بل وتغييرها إلى الأفضل كمشروع هو الأول من نوعه فى المنطقة بل أزعم فى العالم، كنموذج يحتذى به من دولة نامية أمامها العديد من التحديات، ولكن تضع حياة المواطن نصب أعينها.
كل ما سبق هى مصارف للزكاة تتفق مع جميع الشرائع السماوية، وتساعد على تكافل مجتمعى وترابط فئاته المختلفة معًا من أجل غدٍ أفضل.
لذا أتمنى أن نساهم ولو بجزء بسيط من دخلنا فى هذه المشروعات العظيمة التى أثمرت خيرًا بنماذج ناجحة ومشروعات تستحق أن يستمر دعمها لتقدم خدماتها للمستحق.. أن نعود أبناءنا على ذلك وأن يكون دائمًا هناك جزء من دخلنا يوجه لمصادر الخير.
أيام جميلة من أيام الله يستحب فيها عمل الخير والسعي إليه وكفالة يتيم أو إفطار صائم أو مشاركة فى أى من المشروعات التى يقدمها المجتمع المدنى.. وعلى الله قصد السبيل.