قال رئيس هيئة قناة السويس، الفريق أسامة ربيعن إن قناة السويس أثبتت أنها ستظل أهم وأقصر وأسرع شريان ملاحي دولي.
وأضاف ربيع- في كلمته خلال افتتاح المؤتمر الدولي للنقل البحري واللوجستيات "مارلوج 11"، الذي ينظمه معهد تدريب الموانئ بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، على مدار ثلاثة أيام، بحضور نخبة من الخبراء والمتخصصين في صناعة النقل البحري- أن الدولة المصرية كانت دائما على وعي بالغ بأهمية هذا الشريان الذي يتدفق عبر قلب "وطننا الغالي" في بقعة من أهم بقاع العالم، وهو ما استدعى تنفيذ العديد من المشروعات العمالقة.
وأشاد باختيار "الاقتصاد الأزرق المستدام" موضوعا للمؤتمر، الذي يعد أحد أهم المؤتمرات الدولية المعنية بمناقشة كل ما يتصل بصناعة النقل البحري.
وأشار إلى أن قناة السويس هي الشريان الحيوي ذو الأهمية التجارية واللوجيستية الدولية، والتي منذ اليوم الأول لافتتاحها أمام حركة الملاحة العالمية تلعب دورا محوريا في تيسير حركتي الملاحة والتجارة الدوليتين، بما أسهم في تغيير العديد من المنظومات التجارية والاقتصادية.
وتابع ربيع: "تحرص الهيئة حالياً على التماشي مع معايير الاستدامة البيئية والاقتصاد الأزرق، بما يعزز مكانتها كمحور مؤثر في تشكيل الخريطة الجيو اقتصادية للعالم لكي تواكب القناة مستجدات صناعة السفن في النقل البحري وتستمر في أداء دورها".
وأكد أن مشروع قناة السويس الجديدة، يعد المشروع الأهم الذي تم تنفيذه بأمر مباشر من الرئيس عبد الفتاح السيسي، والذي كان له أثر يكاد يعادل مشروع القناة الأصلي، إذ أسهم بدرجة غير مسبوقة في رفع تصنيف القناة وقدرتها على استقبال أضخم أنواع السفن في العالم، وتقليل زمن العبور إلى إحدى عشرة ساعة فقط، وهو ما يعادل نصف المدة التي كانت تستغرقها السفن فيما سبق، بالإضافة للوفرة في الوقت والمسافة واستهلاك الوقود الذي تحققه قناة السويس لكافة السفن العابرة مقارنة برأس الرجاء الصالح، وهو ما يسهم بصورة مباشرة في الحد من الانبعاثات الكربونية الضارة الناتجة عن عوادم السفن في خطوة جادة نحو تحقيق أهداف الاستدامة البيئية بحلول عام 2030.
وقال "لقد كانت هيئة قناة السويس ومن خلفها القيادة السياسية على مستوى المسؤولية وتمكنت بإمكاناتها وخبرات رجالها من التغلب على الأزمة وإعادة فتح القناة أمام الملاحة العالمية في وقت قياسي لم يتوقعه أفضل المتفائلين من المتخصصين".
وأضاف "نحن نحتفل هذه الأيام بمرور عام على نجاح عملية تعويم السفينة (إيفر جيفن)، والتي أثبتت بما لا يدع مجالاً للشك أن ما قام به المصريون يعد إنجازا استثنائيا بكل المقاييس. فقد تابعنا خلال الأيام الماضية حادث جنوح السفينة (إيفر فوروارد) في خليج تشيس بيك الأمريكي رغم أن هذه السفينة أصغر من حيث الحمولة الكلية (تبلغ حمولتها 117 ألف طن فقط)، إلا أن محاولات تعويمها متعثرة حتى اللحظة الراهنة. وهو الأمر الذي دعا هيئة قناة السويس للإعراب عن استعدادها التام للمساعدة، سواء بالمعدات أو بالخبرات في أي موقع على خريطة العالم.