يساهم الصيام في انخفاض معدل تدهور الخلايا العصبية المصاحبة لتقدم العمر وهذا التدهور يؤدي الي العرضة لأمراض المخ مثل مرض الشلل الرعاش والزهايمر، لكن من الفوائد العظيمة للصيام ان له قدرة كبيرة على تحفيز إنتاج خلايا عصبية جديدة وزيادة القدرة العقلية والإدراكية بشكل ملحوظ.
أكدت الدكتورة آيات فرغلي هاشم دكتور باحث بقسم الزيوت والدهون، بمعهد الصناعات الغذائية والتغذية، بالمركز القومي للبحوث أنه مما لا شك فيه ان هناك العديد من العوامل التي تؤدي إلى انتشار ظاهرة ضعف الذاكرة والتي من أهمها تقدم العمر والعوامل الوراثية وزيادة الدهون في الجسم والأمراض التي تؤثر على الدماغ، وفيما يخص زيادة الدهون في الجسم فإنها تعمل أيضا على انخفاض تدفق الدم إلى المخ والذي بدوره يؤدي إلى ضعف الذاكرة.
وأشارت فرغلي إلى أنه مع حلول شهر رمضان المعظم يمكن تحسين وحماية الذاكرة بالصيام والتركيز علي تناول العناصر الغذائية المفيدة في وجبتي الإفطار والسحور، لافتة إلى أنه من أفضل الوجبات الغذائية التي تفيد ذاكراتنا هي التي تحتوي علي نسبة عالية من أحماض أوميجا-3 الدهنية مثل الأسماك. ومن الوجبات المميزة والمرتبطة بشهر رمضان تناول الفواكه المجففة (الياميش) التي تعد من أهم المصادر الجيدة لمضادات الأكسدة والمفيد لصحة الذاكرة، وكذلك يجب تناول البيض حيث أنه يحتوي علي فيتامين دال الهام لصحة الدماغ والإكثار من تناول الخضروات والفواكه.
وأوضحت الباحثة بالمركز القومي للبحوث أن الشاهد أن للصيام دور مؤثر في حماية الدماغ وتحسين مستويات الدهون والجلوكوز في الجسم لانخفاض معدل تناول الغذاء، كما ان للصيام دور فعال في حماية الذاكرة من الضعف لدي السيدات بعد انقطاع الطمث الذي يؤثر على الذاكرة مع الوقت وذلك لمنعه بعض أمراض التمثيل الغذائي في هذه المرحلة من العمر.
وبالتمعن في عالم الأبحاث العلمية والدراسات يتضح لنا وجود علاقة عكسية بين الذاكرة ومستوي الأنسولين في الدم بمعنى أن مستوى الأنسولين المنخفض يحسن من كفاءة الذاكرة، وأكدت الأبحاث والدراسات في هذا المجال أن الصيام يساعد الجسم على التخلص من السموم المتراكمة في الخلايا والجزيئات التالفة التي تؤدي للاصابة بالأمراض العصبية، ويؤكد المتخصصون أن الصيام له دور في زيادة البروتين المعروف ب BAG3 الذي يساهم في رفع كفاءة التنظيف الخلوي الذاتي للخلايا العصبية من بروتين تاو السام، وبالتالي يمنع تلف هذه الخلايا.