«خطة ب».. هل يمسك بوتين بمقاليد أزمة أوكرانيا؟

«خطة ب».. هل يمسك بوتين بمقاليد أزمة أوكرانيا؟الحرب بين روسيا و أوكرانيا

دخل الهجوم الروسي في أوكرانيا، يومه الثامن وعشرون، من الكر والفر على كافة الجبهات، بالإضافة للمقاومة الشرسة من أوكرانيا، ويبدو الوضع بلا شك أصعب مما كان يتصوره الرئيس فلاديمير بوتين، لكنه ما زال مستعداً لبذل المزيد لتحقيق أهدافه.

حرب خاطفة لم تنجح


قالت ماري دومولان، الخبيرة في المجلس الأوروبي للعلاقات الدولية (ECFR)، إن "الخطة الأولية، التي ربما أنطوت على شن حرب خاطفة، للسيطرة على كييف بسرعة كبيرة وإسقاط الحكومة الأوكرانية، لم تنجح".

وأضافت ماري: "تعقد الأمر بالنسبة للكرملين، الذي اعتاد على إحراز نجاحات عسكرية فورية، بدءًا من ضم شبه جزيرة القرم في عام 2014، إلى التدخل في سوريا".

وأكد فريديريك تشاريلون، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة كليرمون أوفيرنيو الفرنسية، ومؤلف كتاب "حروب النفوذ"، إن "بوتين ما زال يراهن على أن الحرب لن تدوم وأنه في نهاية المطاف سيفرض نفسه بفضل حجمه العسكري، مهما كانت المقاومة التي يواجهها على الأرض".

بوتين مكلف بمهمة تاريخية


وأوضحت تاتيانا ستانوفايا، الباحثة في مركز كارنيجي في موسكو، أن "السؤال ليس في ما يريد الحصول عليه بوتين، ولكن كيف وبأي ثمن، سيستغرق الأمر وقتًا، وسيسبب مزيدًا من المآسي، لكنه يرى أن ليس لديه خيار وأنه مكلف بمهمة تاريخية".

كشف المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية (Ifri)، في مذكرة تحليلية أنه كلما طالت الحرب، "بدون احتمال التوصل إلى حل سريع"، من المرجح أن تزداد التوترات سوءًا وصولًا إلى "انهيار نظام السلطة في الكرملين".

إنهيار الجيش الأوكراني


إنهيار الجيش الأوكراني المحاصر في شرق البلاد، فمن المحتمل أن تسيطر موسكو (140 مليون نسمة) على بلد يبلغ تعداد سكانه نحو 40 مليون نسمة، وهى أكبر من فرنسا (نحو 70 مليون نسمة)، وسيكون بمثابة منطقة عازلة أمام الحلف الأطلسي.

ويخشى البعض من استخدام الأسلحة الكيماوية من جانب روسيا، بالإضافة لشن هجمات على القوافل الغربية، التي تنقل مساعدات عسكرية، وإنسانية إلى أوكرانيا.

خطة (ب)


إذا تعثر الوضع أو ظل غير محسوم، يمكن لبوتين عن طريق انتزاع تنازلات سياسية من كييف، وإبقاء سيطرته على بعض المناطق.

وقال عباس جالياموف، المحلل السياسي الروسي المستقل، وكاتب الخطابات السابق لدى الكرملين إن "الأساس بالنسبة لبوتين هو القوة والضغط والنصر، ولا يمكنه التراجع من دون الحصول على بعض المكاسب، إنه يحتاج إلى اتفاق بشأن حياد أوكرانيا".

وتابع جالياموف "لكن من الواضح أن هذا لا يكفي، فهو يريد أيضًا الاعتراف بضم شبه جزيرة القرم، وباستقلال الجمهوريتين الانفصاليتين في لوجانسك ودونيتسك".

تحقيق مكاسب


إذا لم توافق أوكرانيا على مثل هذه المطالب، فستظل روسيا قادرة على تحقيق مكاسب في شرق البلاد، مع هدف رئيسي، وهو ضمان الامتداد الجغرافي بين دونباس، وميناء ماريوبول على بحر آزوف، وشبه جزيرة القرم إلى الجنوب.

الجدير بالذكر، بدأت روسيا عملياتها العسكرية في أوكرانيا، في 24 فبراير الماضي، بعد أيام من الاعتراف باستقلال منطقتين انفصاليتين في شرق أوكرانيا.

أضف تعليق

وكلاء الخراب

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2