عقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، مؤتمرا صحفيا، توجه في مستهله بالشكر إلى أكثر من 165 شركة تعرض منتجاتها في المعرض الرئيسي لـ "أهلاً رمضان" بالقاهرة، على مساحة تصل إلى 12 ألف م2، بأسعار في متناول المواطنين.
وأكد مدبولي، خلال كلمته، أن اطمأن بنفسه على أسعار السلع بالمعرض وتأكد أنها تخضع لتخفيضات كبيرة، كما يتابع مع الوزراء المعنيين واتحاد الغرف التجارية حجم المنافذ التي ستكون متاحة للمواطنين على مستوى الجمهورية، والتي ستصل إلى 8 آلاف منفذ قبل بداية شهر رمضان.
وجدد رئيس الوزراء التأكيد على ما لفت إليه الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، خلال الاحتفال بيوم المرأة المصرية أمس، من أن الدولة المصرية لديها مخزون كافٍ من السلع، يمكننا من أن نتحرك لإتاحة السلع للمواطنين بالأسعار المناسبة، مشيرا إلى أن هناك توجيهات من الرئيس بألا تقتصر تلك الجهود على شهر رمضان، بل تستمر بعد الشهر الكريم بفترة كافية، لمساعدة المواطن في تحمل الأعباء خلال هذه الفترة.
كما أشار مدبولي إلى ما أكد عليه الرئيس السيسي أمس من أن الدولة المصرية كانت قادرة بالتخطيط الجيد والسليم أن تبني احتياطيات كافية من السلع الأساسية، على النحو الذي مكننا اليوم في ظل هذه الأزمة العالمية غير المسبوقة، من أن نكون قادرين على استيعاب تداعيات هذه الأزمة، والتحرك بفضل ما نملكه من رصيد كافٍ من السلع يؤمننا لشهور قادمة بإذن الله.
وأكد الدكتور مصطفى مدبولي أن الحكومة المصرية تبني تخطيطها دوما على المدى البعيد: ولعل الأزمة الراهنة التي لا نستطيع تحديد ملامحها أو معرفة متى تنتهي، بما يجعل أي حديث في العالم عن هذه الأزمة أو المدى الزمني لانتهائها هو مجرد تخمينات، إنما يؤكد أنه على الحكومة دائما أن تخطط لتحركاتها وفق السيناريو المتشائم، وهو استمرار وطول أمد هذا النزاع، بحيث تستطيع الدولة دائما الصمود والبقاء لفترة طويلة.
وأشار رئيس الوزراء إلى أن الحكومة وبعد أن كانت قد أعدت موازنة العام المالي الجديد قبل الأزمة "الروسية ـ الأوكرانية"، على أساس الظروف الطبيعية، فقد تم مراجعة الموازنة من جديد وإعدادها بطريقة أكثر تحوطاً، هذا إلى جانب تنفيذ توجيهات الرئيس السيسي بإتاحة احتياطي كبير في الموازنة القادمة وصل إلى 130 مليار جنيه، يوجه بقدر الإمكان لاستيعاب الجزء الأكبر من الصدمات، التي قد تحدث فيما يخص الأسعار، بحيث نمرر جزءاً يسيراً للمواطن، وهذه نقطة مهمة جداً، لابد من استيعابها.
ولفت رئيس الوزراء إلى أن الدولة المصرية ورغم بعض الزيادات التي طرأت على الأسعار خلال هذه الفترة، فما زال حجم الزيادة يسيرا مقارنة بما يحدث في دول العالم كلها دون استثناء، وبالأخص في البلدان المتقدمة، حيث إن الزيادات التي تحدث في تلك الدولة يتحملها المواطن، متابعا: ولكننا نضع دوماً بُعد الحماية الاجتماعية في اعتبارنا، بحيث تمتص الدولة جزءاً من هذه الصدمات، ويتحمل المواطن الجزء اليسير منها، مشدداً على أن أي دولة مهما كانت إمكانياتها لايمكنها أن تتحمل بالكامل كل تكلفة الصدمات، فذلك يؤدي على المدى المتوسط إلى مشاكل مالية واقتصادية كبيرة.
وأكد الدكتور مصطفى مدبولي أن مصر حققت مكاسب كبيرة جداً من وراء تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي، مشيراً الى ما ذكره الرئيس السيسي أمس من أنه لولا هذا البرنامج ونجاحه، ما كانت الدولة المصرية قادرة على التماسك وعبور أزمة كورونا، وما كنا قادرين اليوم على الصمود والاستمرار في عملية التنمية، لافتأً إلى أن كل برامج الإصلاح الاقتصادي يكون لها بعض التأثيرات السلبية كما هو الحال في مختلف دول العالم، والدولة تضع نصب أعينها دوماً ضرورة الحفاظ على مكاسب الإصلاح الاقتصادي التي تحققت، واستمرار سير الدولة المصرية بمعدلات نمو إيجاب