أفاد تقرير جديد صادر عن برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (UNHABITAT) بالتعاون مع برنامج الغذاء العالمي (WFP)، أن أزمة جائحة أدت إلى تفاقم الأوضاع الاجتماعية والإنسانية في مجتمعات الحضر الفقيرة بمنطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.
يواجه الملايين من السكان انعداما حادا في الأمن الغذائي وسوء التغذية.
يتزامن هذا التقرير مع الذكرى السنوية الثانية لبدء تفشي جائحة كورونا، حيث مازالت العوائق الصحية والاقتصادية والاجتماعية الناشئة عن الأزمة العالمية مستمرة.
وقال كريس نيكوي، المدير الإقليمي لبرنامج الغذاء العالمي في منطقة جنوب أفريقيا: "إن الجوع وسوء التغذية لطالما كانا مرتبطين بالمناطق الريفية، إلا أن الوباء قد أظهر الوجه المتغير للجوع، إذ كشف عن نقاط ضعف فقراء الحضر".
وأضاف نيكوي أن التقرير يُعد رسالة تحذير لجميع الأطراف للعمل على تعزيز الأمن الغذائي وسبل العيش في المناطق الحضرية، بما في ذلك برامج الحماية الاجتماعية، لتمكين فقراء الحضر معيشيا ودعم قدراتهم على التصدي لمثل هذه الصدمات.
وتشير بعض التقديرات إلى سقوط 62 مليون شخص في براثن الفقر المدقع خلال عام 2020 فقط، إلى جانب تضرر ما يزيد عن 124 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي خلال العام ذاته على مستوى العالم.
ورغم الدعم الحكومي والاستثناءات من القيود المفروضة بسبب الجائحة، ما ساعد في حماية قطاع الأغذية الزراعية مما هو أسوأ في ظل تفشي الجائحة، مازال الإنتاج الزراعي يواجه العديد من التحديات في بعض الحالات.
وفي سياق متصل، قال باحثون من المعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية (IFPRI) في دراسة لهم عن الدروس المستفادة، على مدار عامين، من الجائحة العالمية المتعلقة ب الأمن الغذائي والفقر والصحة وسلاسل التوريد، إن عددا كبيرا من الدول النامية على وشك التعرض لانعدام الأمن الغذائي في خضم جائحة كورونا؛ حيث تعيش الغالبية العظمى من سكان هذه الدول في فقر مدقع.
وأشارت الدراسة إلى أن الوباء جلب العديد من التحديات للتنمية، لكنه سلط الضوء أيضا على فرص التغيير الإيجابي حيث أدت الاضطرابات، التي تسببها التحديات إلى إلقاء الضوء على الروابط الوثيقة بين جميع جوانب المجتمع تقريبا، بما في ذلك الروابط بين النظم الغذائية والصحة والقطاعات الأخرى.
وأضافت أنه كان هناك الكثير من التقدم التدريجي في تقليل عدد الأشخاص، الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي في العالم، وقد تباطأ ذلك، لكن الوباء كشف عن بعض نقاط الضعف والأشياء، التي اعتقدنا أنه تم التعامل معها بشكل جيد نسبيا قبل الجائحة.
ويقول الباحثون في المعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية إن الوباء كشف إلى جانب التغيرات المناخية عن ضعف النظم الغذائية وضاعفهما في جميع أنحاء العالم، مما أدى إلى زيادة أسعار الغذاء وانعدام الأمن الغذائي، وبصورة خاصة في البلدان الأفريقية الأقل استعدادا للتعامل مع الأزمات المتعددة المستمرة، وأضافوا أن واحدا من كل أربعة أشخاص على مستوى العالم، حوالي 1.9 مليار شخص، يعانون من انعدام الأمن الغذائي بشكل معتدل أو شديد، وأن هذا الرقم في ازدياد.
يُذكر أنه بعد انخفاض أسعار المواد الغذائية بسبب إجراءات الإغلاق وانخفاض الطلب الاستهلاكي في بداية الجائحة، شهدت أسعار الغذاء أقصى ارتفاع لها منذ أزمات الغذاء العالمية بين عامي 2007 و2008 وعامي 2010 و2011، وذلك مع بدء تعافي الطلب العالمي على الغذاء العام الماضي.