اختتم الملتقى الصوفي الأول الذي عقدته الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات والمجلس الصوفي الأعلى في فلسطين أعماله في مقر المؤتمر الوطني الشعبي للقدس في مدينة رام الله.
وحضر الملتقى الشيخ محمد حسين مفتي القدس والديار الفلسطينية، وحاتم عبد القادر الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس، والدكتور عبد الكريم نجم رئيس المجلس الصوفي الأعلى في فلسطين، والأرشمندريت عبد الله يوليو راعي كنيسة الروم الملكيين في رام الله، والكاهن هارون سلوم ممثل الطائفة السامرية، وشيوخ الطرق الصوفية في فلسطين، وجمع كبير من المفكرين والمثقفين وممثلي المؤسسات.
وعقد الملتقى أربع جلسات ناقش خلالها عدداً من الأوراق الذي قدمها عدد من المشاركين، تضمنت نشأة المجلس الصوفي الأعلى في فلسطين، ونشأة التصوف ومساره، ودور التصوف في النضال الوطني الفلسطيني.
وأصدر الملتقى في ختام أعماله بياناً أكد فيه على عروبة مدينة القدس باعتبارها العاصمة السياسية والتاريخية للشعب الفلسطيني، وأشاد بصمود المقدسيين في وجه الاعتداءات والممارسات الاسرائيلية التي تستهدف تهويدها والنيل من هويتها العربية وتراثها الثقافي والحضاري، واستهداف مقدساتها الإسلامية والمسيحية وخاصة المسجد الأقصى.
وأكد الملتقى على الدور الهام للوصاية الهاشمية في حماية ورعاية المقدسات الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس.
ودعا الملتقى الفصائل الفلسطينية إلى الوحدة وإنهاء الانقسام والارتفاع إلى مستوى المخاطر والتحديات التي تواجهها القضية الفلسطينية.
وأكد الملتقى الصوفي في بيانه على الالتفاف حول القيادة الفلسطينية ممثلة بمنظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.
وأكد الملتقى رفضه لما يسمى "بالديانة الابراهيمية" باعتبارها تشكل مساراً استعمارياً خبيثاً يستهدف القضية الفلسطينية وجذورها الدينية والثقافية والحضارية، وأشاد بالرفض الإسلامي المسيحي لهذه الديانة لما تشكله من استهداف للمسلمين والمسيحيين على حد سواء.
وأكد الملتقى بان الفلسطينيين لا يعادون اليهودية كدين سماوي وانما يعادون الاحتلال والأفكار والمبادئ الصهيونية التي تستهدف الوجود الفلسطيني أرضاً وشعباً ومقدسات.
وشدد البيان على أهمية البدء ببرنامج يدعو إلى حوار الثقافات من أجل حماية وتطوير النسيج الانساني والثقافي المتنوع التي صاغته الشعوب العربية والإسلامية عبر عشرات القرون القائم على الاعتدال ومحاربة التطرف.
وأكد البيان ان الصوفية هي علم وجزء أساسي من المنظومة الدينية والفكرية الاسلامية ومكوناً روحياً وثقافياً وطريقاً ومنهاجاً لتحقيق التوازن في الحياة، وأضاف البيان أن الفكر الصوفي ليس فكراً عدمياً، بل فكر منتج ومستنير وكانه له اسهامات كبيرة في الثقافة والفكر ومقاومة الاستعمار الأجنبي في مختلف العصور، وقاد رجاله المقاومة المسلحة في العديد من الدول العربية والاسلامية.