في إطار مقابلاته الثنائية مع كبار المسئولين في بلجيكا، التقي السفير د. بدر عبد العاطي برئيس وزراء حكومة إقليم الفلاندرز (إحدى الأقاليم الثلاثة التي تشكل مملكة بلجيكا وحكومتها الفيدرالية) ونائب رئيس الوزراء ووزير الأمن والشئون الداخلية بالحكومة الفيدرالية السابقة، حيث تناولت المقابلة التطور الذي تشهده مصر على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وفرص تعزيز التعاون بين مصر و بلجيكا استغلالاً للزخم الذي ولدته زيارة السيد رئيس الجمهورية إلى بروكسل خلال الفترة من ١٥ إلى ١٨ فبراير ٢٠٢٢، واللقاءات التي عقدها سيادته مع ملك بلجيكا، ورئيس الوزراء البلجيكي، بالإضافة إلى لقاءات سيادته مع رؤساء مجالس إدارات كبرى الشركات البلجيكية لبحث تعزيز التعاون في مجالات متعددة.
استعرض د. عبد العاطي الفرص الاستثمارية الهائلة المتاحة حالياً في مصر، مشيراً إلى تحقيق مصر لمعدل نمو اقتصادي بلغ 5.5% بالرغم من استمرار التداعيات الناجمة عن جائحة كورونا، وإلى قيام الحكومة المصرية بتنفيذ سياسة إصلاح اقتصادي جريئة، وضخ ما يزيد عن ٤٠٠ مليار دولار في مشاريع البنية التحتية خلال السنوات الأخيرة، مؤكداً على أن مصر تسعى في تعاونها مع الجانب الأوروبي حالياً إلى شراكة حقيقية ذات جدوي اقتصادية واستراتيجية للجانبين.
كما تم التباحث حول الفرص الهائلة للتعاون بين مصر و بلجيكا سواء في مجال الإنشاءات أو مجال الطاقة سواء في مجال الغاز الطبيعي والمسال، أو في قطاعات الطاقة النظيفة والمتجددة، فضلاً عن التعاون في إنتاج الهيدروجين الأخضر في مصر، وفرص التعاون في مجال تصنيع اللقاحات، خاصة لقاح فيروس الكورونا، والاستفادة من الإمكانيات المصرية الكبيرة في مجال تصنيع الأمصال واللقاحات لتصنيع اللقاحات وتصديرها كذلك إلي أفريقيا، مع الإشارة إلى أن الاستثمار في مصر يفتح الباب أمام الشركات البلجيكية لسوق ضخم، فضلاً عن النفاذ للأسواق الأفريقية عن طريق دول الكوميسا واتفاقية التجارة القارية الحرة في أفريقيا.
أعرب د. عبد العاطي عن اهتمام مصر باستضافة بعثة اقتصادية من مجموعة من الشركات البلجيكية خلال شهر أكتوبر القادم، والتي ستهدف إلى التعرف على فرص الاستثمار بمصر والإمكانيات الهائلة للتعاون في مجالات الطاقة والبنية التحتية والطرق والمواصلات وتطوير السكك الحديدية ونظم الري وغيرها من المجالات، مؤكداً على أهمية تضمين شركات متخصصة في قطاعات التحول الأخضر والرقمنة والتنقل الذكي والكهربائي. ومن جانبه، أشار رئيس وزراء حكومة الفلاندرز إلى أنه سيسعي جاهداً ليكون على رأس تلك البعثة الاقتصادية لإضفاء الدعم السياسي لها، وأنه سيقوم من جانبه بتشجيع كبرى الشركات على المشاركة ضمن تلك البعثة وكذلك الترويج لها عن طريق هيئة التجارة والاستثمار لأقليم الفلاندرز.
كما أعرب رئيس وزراء حكومة إقليم الفلاندرز عن الاهتمام الذي يوليه الجانب البلجيكي لاستضافة مصر الدورة السابعة العشرين لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المُناخ COP27، مشيراً إلى اهتمامهم بتطبيق الاقتصاد الدائري القائم على عدم استخدام مواد ملوثة للبيئة وإعادة تدوير المخلفات، حيث أكد د. عبد العاطي على حرص مصر على الاستفادة من الخبرات البلجيكية في هذا الشأن.
هذا، وتطرق اللقاء إلى ما تواجهه مصر من تحديات جراء التطورات الإقليمية، والتداعيات الاقتصادية الناجمة عن الأزمة في أوكرانيا وتأثيرها بصورة مباشرة على الأمن الغذائي المصري وارتفاع أسعار الطاقة في الأسواق العالمية، فضلاً عن تأثيرها المباشر على قطاع السياحة لتوقف السياحة الوافدة من روسيا وأوكرانيا.