فى عام ٢٠١٨ قال الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين".. وبالحرف الواحد.. ما حاجتنا إلى عالم ليس به روسيا؟!.. ثم كررها مرة أخرى بوضوح مباشر أن روسيا لها الحق فى الدفاع القانوني عن نفسها ضد كل من يحاول زعزعة استقرارها، أو تهديد وجودها.. وهو تأكيد صريح أن روسيا على استعداد تام لاستخدام السلاح النووي، مما جعل المراقبين الغربيين يعيدون الحسابات والتوقعات على أساس ما يجري على الأرض فى المدى القصير.. بعد أن فشلت كل توقعاتهم وحساباتهم للقرارات التي يمكن أن يتخذها الرئيس بوتين، فقد كانوا يتوقعون أن روسيا لن تجتاح أوكرانيا.. ثم حدث العكس ! وتوقع الغرب أن العملية العسكرية الروسية ستكون محدودة.. ثم حدث العكس! وتم اجتياح أوكرانيا بالكامل!!، وقد توقع الغرب أن يتراجع بوتين بعد فرض العقوبات الكبيرة على روسيا، وأن يستبدل الانسحاب من أوكرانيا برفع العقوبات، لكن بوتين لم يهتز له جفن لهذه العقوبات الشديدة وقابلها بعدة إجراءات أكثر حدة وصرامة منها مصادرة أموال شركات غربية ومصادرة طائرات مدنية والتحفظ على أموال لشركات تعمل فى روسيا وتخييرها بين الاستمرار فى العمل أو مصادرة أصولها ومعداتها الموجودة على الأراضي الروسية، ثم كان القرار العجيب باستمرار تدفق الغاز الطبيعي إلى أوروبا، وأن يتم تحصيل الثمن بالروبيل الروسي أو اليوان الصيني وهي ضربة كبيرة للدولار الأمريكي، وإلى الآن لم يصدر عن الاتحاد الأوروبي تصريح رسمي قابل للتنفيذ بشأن مقاطعة شحنات الغاز الروسي!! فهل نجحت توقعات الغرب أمام مفاجآت الرئيس بوتين؟! الحقيقة لا لم يكن لدى الغرب أي معلومات تفيد أن الرئيس بوتين يمكن أن يصعد الأحداث إلى ما وصلت إليه! فهل ينجح الغرب هذه المرة ويستشرف نوايا الرئيس بوتين فى الأيام القليلة القادمة؟
الحقيقة أن الساسة الغربيين أصبحوا كمن ينتظر ما سيسقط عليه من السماء.. هل هو نيزك حارق أم صاعقة؟
ولم يفكر هؤلاء السادسة فى وسيلة للوقاية أو حتى الهرب، فقد كانت قرارات الرئيس بوتين فوق سقف كل التوقعات الغربية والأمريكية، ولا يزال هؤلاء الساسة يراهنون على أن الرئيس بوتين لن يتجاوز أوكرانيا إلى دول أخرى كانت ضمن الاتحاد السوڤيتي السابق!! فهل تنجح توقعاتهم؟.
الحقيقة لا يستطيع أحد توقع قرارات الرئيس الروسي، خاصة الذين يبنون توقعاتهم على حسابات الردع السابقة على اجتياح أوكرانيا وحسابات المكسب والخسارة!، فقد تغيرت كل قواعد اللعب وتكشفت كل الخبايا بعد أن أصبح الشك يقينا والمستبعد واقعا حقيقيا !!
فهل هناك شك أن يضغط الرئيس بوتين على الزر النووي؟! وهو القائل ما حاجتنا إلى عالم ليس به روسيا.