أكد المشاركون في الصالون الثقافي الرمضاني الأول لوزارة الأوقاف، أن الدولة المصرية لا تألو جهدا من أجل تخفيف المعاناة عن المواطنين قدر ما تستطيع، وتبذل أقصى جهد في ذلك، مشددين على أن هذا الأمر يمثل بندا أساسيا على أجندة الرئيس عبد الفتاح السيسي في لقاءاته اليومية وكذلك رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي والوزراء، كل في موقعه، إذ لا يدخرون وسعا ويبذلون جهودا شاقة من أجل تخفيف المعاناة عن المواطنين وتقديم العون والمساعدة والمساندة لهم حتى تمر أزمة الحرب الروسية – الأوكرانية.
كما دعا المشاركون، الإعلام الوطني إلى مواصلة دوره في ترسيخ وتكريس الهوية الوطنية المصرية العظيمة، التي صنعت خيرة رجال العالم، الذين هم جيش مصر العظيم وشرطته الباسلة الذين لهم هوية جعلتهم، وبحق، خير أجناد الارض إلى يوم القيامة، مشيرين إلى أن الغاية من الصيام هي تحقيق التقوى بكل معانيها.
جاء ذلك في أولى حلقات الصالون الثقافي الرمضاني الذي أطلقته وزارة الأوقاف في ضوء دورها في نشر الوعي الرشيد المستنير دينيا ووطنيا وثقافيا، بالتعاون مع إذاعة القرآن الكريم عقب صلاة القيام من مسجد السيدة نفيسة (رضي الله عنها) بالأمسية الرمضانية الأولى بعنوان: "الصيام وأمانة الكلمة" والتي تحدث فيها كل من وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعه، والكاتب الصحفي علي حسن رئيس مجلس إدارة رئيس تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط، والإذاعي محمد نوار رئيس الإذاعة المصرية، والدكتور على الله الجمال إمام مسجد السيدة نفيسة، وذلك مع الالتزام بجميع ضوابط وإجراءات التباعد الاجتماعي.
وأكد وزير الأوقاف أن الكلمة أمانة ومسئولية عظيمة، وأنها كـ "السهم إذا خرجت لا تعود وبعض الكلمات أو الأفعال تكون مسمومة تستقر في القلب فتميته ولا نستطيع إحياؤه مرة أخرى، وكم من كلمة قتلت صاحبها".. محذرا من جماعات الشر التي تكذب ثم تكذب وتتنفس كذبا، وأنهم يقعون تحت طائلة قول الرسول (صلى الله عليه وسلم) : "إِيَّاكُمْ والْكَذِبَ، فَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ، وإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ، ومَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ ويَتَحَرَّى الْكَذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا".
وشدد وزير الأوقاف، على أن الصيام لا يمكن أن يجتمع مع الكذب، وإذا كان الصدق مطلوبا في كل حال، فإنه في حال الصيام أوجب، حيث يقول (صلى الله عليه وسلم): "كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع"، وهو أن يكرر الإنسان ما يسمعه دون أن يُعمل عقله فيما يسمعه، فهذا ينقل الشائعات دون أن يفكر، ويحقق أهداف أهل الشر دون أن يفكر، أما العاقل فلا يكتب ولا يقول إلا ما يُعمل فيه عقله في أى مجال.
وأشار إلى الحرص على مواصلة هذه الأمسيات طوال شهر رمضان المبارك وما بعده في المساجد الكبرى، إسهاما في نشر صحيح الدين وبناء منظومة قيمية وأخلاقية راسخة تتسق مع معاني الإسلام السمحة، لافتا إلى أن العبادات ليست مقصودة في ذاتها فقط، بل أيضا فيما يترتب عليها من أخلاق تنعكس على سلوكيات المسلم، موضحا أنه لدى الوزارة نخبة كبيرة من الأئمة تعد نموذجا مشرفا، تستطيع الوزارة أن تقدمه عبر وسائل الإعلام بكل فخر بما وصل إليه مستوى الأئمة.
وقال وزير الأوقاف إن الوزارة أقامت عدة مسابقات تركز على فهم مقاصد كلمات وآيات القرآن الكريم، لتساهم في القضاء على التطرف والإرهاب ومواجهة من يقتلون الناس باسم الدين ومواجهة الفكر السقيم بالفكر الصحيح، مؤكدا أن المسابقات شهدت تفاعلا مجتمعيا كبيرا وخاصة مسابقة "شهر القرآن" بالتعاون مع إذاعة القرآن الكريم، حيث شارك في اليوم الأول ٢٢٠٠ شخص، وفي اليوم الثاني ٢٤٠٠ شخص من مختلف طبقات المجتمع بما يؤكد التفاف المجتمع حول البرامج الجادة والهادفة.
كما أشاد وزير الأوقاف بالتزام وانضباط رواد المساجد بصورة إيجابية تدعو إلى الفخر، وبما يعطي صورة واضحة عن مدى حب الناس لله (سبحانه وتعالى) ، ولعودة الدعوة في المساجد ، مشيرا إلى أن عودة الدروس لها دور في التوعية والتثقيف.
من جانبه، أكد الكاتب الصحفي علي حسن رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط، أن للإعلام دور هام في العصر الراهن في مسيرة المجتمعات لارتباطه الوثيق بمسيرة بنائها والتصدي لمحاولات هدمها والنيل منها، مشيرا إلى أن الإعلام سلاح ذو حدين إما أن يكون اداة بناء في المجتمع، أو أداة هدم إذا استخدم استخداما خاطئا.
وقال علي حسن، إن دور المواطن في التعامل مع وسائل الاعلام والتفاعل معها، أمر بالغ الأهمية، لا سيما في ظل متغيرات العصر ووجود ما يسمى بالإعلام الجديد المتمثل في (وسائل التواصل الاجتماعي) والتي يتعامل معها البعض على انها تمثل مرجعية في المعلومات، مضيفا: "..وهذا أمر خاطئ، حيث إن مواقع التواصل الاجتماعي لا تعدو أكثر من كونها حوارات بين الناس، وليس لدى من يكتب فيها الأدوات التي تؤهله لأن يعطينا المعلومات الحقيقية والموثقة والصحيحة، ولذلك يستخدمها أعداء الأوطان في نشر الفتن و الأكاذيب". مستثنيا من ذلك الصفحات الرسمية للوزارات والهيئات والمؤسسات الوطنية وأيضا الصفحات الموثقة لبعض الشخصيات الوطنية العامة والدولية المعترف بها والتي تبعث برسائل لوسائل الإعلام وللعامة من خلال هذه الصفحات.
وتابع قائلا: "لدينا في مصر صحف ووسائل إعلام اعتدنا منها المصداقية، وكذلك الإذاعات والشبكات التليفزيونية الوطنية المتعددة، وكذلك الصحافة الورقية والاعلام الرقمي. كل تلك الوسائل الاعلامية يقوم عليها متخصصون".
وأشاد رئيس وكالة أنباء الشرق الأوسط، بجهود وزير الأوقاف في منع غير المؤهلين علميا وثقافيا ودينيا من اعتلاء المنابر، معتبرا أن ما كان يحدث من قبل في المساجد واعتلاء منابرها من غير المؤهلين علميا، بمثابة الطامة الكبرى حيث كانت سببا من أسباب التطرف والغلو.
وطالب أن تكون المرجعية للعاملين في الاعلام لمن هم لديهم العلم بشئون الإعلام، والمتخصصين في هذا الامر، لافتا إلى أن كافة وسائل الاعلام بها رجال أكفاء كل متخصص في مجال من المجالات، حيث تأتي لنا وسائل الاعلام المختلفة بأخبار موثقة نتتبعها ونقرأها ونعرف من خلالها ما يدور حولنا من أحداث داخليا أو عالميا بصورة يقينة وموثقة.
وأشار علي حسن إلى أن هناك من لا يريد لأمتنا الاستقرار والأمن والأمان، مضيفا: "هؤلاء يستخدمون حروب الجيل الرابع من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، في بث أخبار كاذبة ومعلومات غير يقينية بغية إثارة الفتن والقلاقل".. معربا عن أسفه الشديد في أن مخططهم الآثم قد نجح في عدد ليس بقليل في دول من حولنا".
وقال: "مخطط أهل الشر حيال مصر، سقط سقوطا ذريعا لأن في مصر شعب عظيم يعي جيدا ما يريده هؤلاء الذين يحتفون الكذب، ومن ثم لا ينبغي أن نصغي إليهم لنسمع أكاذيبهم عن وطننا، لكننا إذا أردنا أن نسمع أخبار وطننا الحبيب، فلدينا وسائل إعلامنا التي تتسم بالمصداقية واليقين والعلم، وبالتالي لا ينبغي علينا أن نردد ما تقوله وسائل إعلام أهل الشر".. مؤكدا أنه يخطىء خطأ جسيما كل من يعتقد أن بعض ما يقال من أعداء مصر هو حقيقة، لأن كل ما يكتب في إعلام أعداء مصر وإعلام أهل الشر، هو كذب علينا أن نأخذ الحذر منه وأن تكون مرجعيتنا في المعرفة والحصول على المعلومات هي وسائل اعلامنا الموثوق بها.
وأكد رئيس وكالة أنباء الشرق أن الدولة المصرية لا تألو جهد من اجل تخفيف معاناة المواطن قدر ما تستطيع، وتبذل أقصى جهد ممكن في سبيل ذلك، بل وتمثل بندا أساسيا على أجندة الرئيس السيسي في لقاءاته اليومية وكذلك رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، مشيرا إلى أن الوزراء كل في موقعه لا يدخرون وسعا ويبذلون جهدا شاقا من أجل تخفيف المعاناة عن المواطنين وتقديم العون والمساعدة والمساندة لهم حتى تمر الأزمة الدولية الناجمة عن الحرب الروسية - الأوكرانية التي أضرت باقتصاد العالم أجمع.
وناشد علي حسن، الاعلام الوطني مواصلة دوره في ترسيخ وتكريس الهوية الوطنية المصرية العظيمة المستهدفة، مؤكدا ان هناك استهداف لهويتنا لأنها هي التي صنعت خيرة رجال العالم من ضباط وجنود جيش مصر العظيم وشرطته الباسلة، الذين لهم هوية جعلتهم وبحق خير أجناد الارض إلى يوم القيامة .
وثمن علي حسن ما جاء على لسان الرئيس السيسي، حينما كان يفتتح أحد المشروعات القومية الكبرى، وما أكثرها في مصر والتي نشهد افتتاحاتها كل يوم إذ قال: "ما كان لنا أن نحقق هذه المشروعات لولا الدماء الزكية لشهداء مصر العظام".. مؤكدا أن هوية شعب مصر العظيمة تلقينا منها دروسا عدة، لا سيما من أهالى شهداء مصر الذين لهم ولاء وانتماء كبير لهذا الوطن.
وأكد أن الاعلام عليه دور كبير في دعم أواصر الوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي، مضيفا: "ونحن نفخر أن مصر الآن تعيش أزهى عصور الوحدة الوطنية عبر تاريخها"، منوها في هذا الصدد بدور القيادة السياسية في تنمية هذا الشعور وترسيخه.
وشدد على أن المؤامرات سقطت أمام صخرة الاصطفاف الوطني المصري حيث وقفنا جميعا وقامت بحمايتنا القوات المسلحة المصرية في مواجهة قوى الشر، فكانت ثورة 30 يونيو العظيمة التي حمانا فيها الجيش والشرطة المصرية، وواجهنا معا ذلك الارهاب الأسود وكنا نحمي مساجدنا وكنائسنا ووقفنا جميعا على قلب رجل واحد، فكان السلام والامن والاستقرار لهذا الوطن .
وناشد علي حسن الاعلام الوطني أن يحيط الشعب أولا بأول بالمشروعات التي تجري على أرض مصر وبالانجازات التي تتحقق والقرارات التي تتخذ بصورة يومية لصالح المواطن المصري والتي ينبغي أن يكون المواطن على علم وبينة بها ، كما على اعلامنا ان يواصل دوره في نشر قيم التسامح واحترام الاخر ونشر روح المحبة والاخاء والمساواة، وإعطاء المرأة المصرية حقها ومكانتها اللائقة التي تستحقها والتي تمثل وبحق جزء هاما من مسيرة الأداء الوطني في مصر .
وطالب رئيس وكالة أنباء الشرق الأوسط الأسرة الفنية بأن تواصل أعمالها الفنية الوطنية التي تعمق الهوية المصرية وتسجل اللحظات التاريخية لشعب مصر العظيم، وأن تعرض لنا ولابنائنا ولاحفادنا البطولات التي قدمها شهداء مصر العظام، لافتا إلى أن هذه الأعمال ترسخ قيم الولاء والانتماء لدى ابنائنا.
من جهته، أكد الدكتور على الله الجمال إمام مسجد السيدة نفيسة أن الإنسان يؤجر على الصمت، وإن تكلم قد يؤجر وقد لا يؤجر، وأن سهولة تداول الكلمة تمثل خطرا عظيما في وقتنا الحاضر، فالكلمة فيها طاقات ومعان قد تكون إيجابية تهدف لبناء المجتمع وقد تكون سلبية، وأنه لابد من اللجوء إلى المتخصصين لتوضيح الأمور التي تخص الشأن العام، فالفتنة إذا أقبلت عرفها كل عالم ، وإذا أدبرت عرفها كل أحد.
ونبه إلى مسئولي الكلمة في الدعوة إلى الله، لأنها تارة يمكن أن تنفر الناس عن دينهم، وقد ترغبهم وتحببهم فيه، مستشهدا بقول سيدنا عمر بن الخطاب: "لا تبغضوا الله إلى عباده" ومشددا على ضرورة الحذر من اجتزاء الكلام بغرض التحريف فهذا غش وتدليس .
وفي مداخلة للإذاعي محمد نوار رئيس الإذاعة المصرية، وجه الشكر لوزير الأوقاف على الدعم والمساندة الكبيرين للإذاعة المصرية، مؤكدا أن هذه الأمسيات الثقافية تدعم الدور الثقافي المهم للإذاعات المصرية، وتشكل وعي المجتمع المصري، ومشيرا إلى أن هذا الدور لا يكتمل ولا يتم إلا بدور رجال وزارة الأوقاف، إضافة إلى الدور المجتمعي الذي تقوم به الوزارة، والذي تميزت فيه من خلال مشروعاتها المتعددة في مجال البر وخدمة المجتمع وآخرها مشروع صكوك الإطعام.