خبير آثار يرصد معالم سيوة فى ضوء اهتمام الدولة بتطويرها

خبير آثار يرصد معالم سيوة فى ضوء اهتمام الدولة بتطويرهاخبير آثار يرصد معالم سيوة فى ضوء اهتمام الدولة بتطويرها

فنون9-4-2022 | 10:44

يتابع الجهاز القومى للتنسيق الحضارى برئاسة المهندس محمد أبو سعدة، بالمشاركة مع اللواء خالد شعيب محافظ مطروح، تنفيذ المرحلة الأولى من مشروع تحسين الصورة البصرية لميدان الجامع الكبير "ميدان السوق" بمدينة سيوة وهو الميدان المواجه لقلعة شالى الأثرية بالمدينة فى ضوء توجيهات الرئيس السيسى بسرعة تطوير وتنمية كافة المقومات السياحية بواحة سيوة.

وفى إطار هذا الاهتمام يلقى خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بمناطق آثار جنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار الضوء على أهمية المواقع الأثرية ب سيوة والتى ستصبح ملتقى سياح العالم للتمتع بالسياحة العلاجية والسياحية البيئية ومجتمع البادية علاوة على السياحة الثقافية وهى العامل المشترك الأول فى كل مقومات السياحة بمصر.

وأوضح الدكتور ريحان أن سيوة لها تاريخ عريق وقد حصل منها الإسكندر الأكبر على شهادة دخوله إلى قلوب المصريين بعد زيارته الشهيرة لمعبد آمون عام 332 قبل الميلاد ومن المحتمل أن يكون بناء معبد آمون فى الأسرة الحادية والعشرون من 1085 إلي 950 ق. م حيث كانت قوة كهنة آمون ونبوءاته تؤدى دورًا بارزًا فى الديانة وقد قام كبار كهنة المعبد بتحية الإسكندر على أنه ابن آمون.

ويشير إلى أن رحلة الإسكندر كانت سببًا فى زيادة شهرة واحة سيوه وبنيت المبانى باسمه فى حياته ثم بنى البطالمة المبانى إحياءً وقد كشفت وزارة السياحة والآثار بها بعض المقابر المنحوته فى جبل الموتى التى تعود لبداية عصر البطالمة وبعض العملات وجزء من لوحة هادريان والمحفوظة بالمتحف اليونانى الرومانى بالإسكندرية واستمرت سيوة فى عبادة آمون حتى القرن السادس الميلادى.

ونوه الدكتور ريحان إلى أن سيوة عرفت باسم " سيوة بنتا" وقد عثر عليه فى أحد النصوص المدونة بمعبد إدفو ثم أطلق عليها واحة آمون نسبة إلى معبد آمون واستمر ذلك ثم أطلق عليها واحة جوبيتر نسبة إلى كبير الآلهة الرومانية، ودخلت المسيحية سيوة فى القرن الرابع الميلادى ورغم ذلك لم يعثر بها على آثار مسيحية سوى بقايا كنيسة بالطوب اللبن وفى العصر الإسلامى تحدث المؤرخون عن بلدة سنترية ب سيوة على أنها بلد صغير يسكنها البربر يعرفون سيوة ولغتهم سيوية وبها حدائق ونخيل وأشجار الزيتون ولها عشرون عينًا ماؤها عذبًا، وأن إسم شالى تعنى المدينة فى اللغة السيوية ومن المرجح أن يكون دخول الإسلام إلى سيوة قبل نهاية القرن الأول الهجرى، وفى العصر الإسلامى ذكرها المؤرخ الشهير المقريزى بأن سكانها كانوا جماعة من البربر تسمى السيوى وهم يتكلمون بالسيوية ومنذ ذلك الوقت تسمى سيوى ثم سيوة، أمّا مدينة سيوة الحالية فيرجع تأسيسها إلى عام 600هـ 1203م.

ويشير الدكتور ريحان إلى آثار سيوة والتى تشمل عمارة مدنية تتمثل فى أطلال مدينة شالى بقلب المدينة قرب المركز التجارى وتبقى منها بعض المنازل والحوانيت والخص "مقعد الأجواد" بشالى الغربية أمّا شالى الشرقية فلم يتبق منها سوى الجامع العتيق لهجرة السكان للمدينة منذ عام 1826م وهناك بلدة أغورمى المستوطن القديم لأهالى شالى فقد هجرت منذ عام 1200م لغارات البدو وانتقل السكان إلى هضبة شالى.

وقد جسّدت مبانى مدينة شالى التفاعل بين الإنسان والبيئة واعتمدت على البناء بالكيرشيف وهو نوع من الملح المتكلس على طبقات وارتفاع الطبقة 25سم والأسقف من خشب النخيل المعالج فى بحيرة الملح وذلك للتخلص من العصارة الجاذبة للحشرات القارضة ويتم أيضا استخدام أخشاب الزيتون الجافة فى عناصر الأثاث مع الجريد ونوع من الطفلة الخضراء الزبدية فى العناصر المعمارية التى تستخدم فيها المياه بكثرة مثل المطابخ ودورات المياه وقد استخدم المهندس عماد فريد والذى قام بأعمال الترميم المعمارى بشالى مواد من البيئة السيوية.

ويتابع الدكتور ريحان أن شالى بها منشئات دفاعية والمتمثل فى تحصينات أغورمى وشالى وكان سور مدينة شالى بارتفاع المبانى بها والتى كانت تتكون من طابقين يعلوها داير ولم يتبق منه سوى باب أتشال وكان الباب السرى للمدينة وتعنى باللغة السيوية باب المدينة والذى يقع شمال غرب الجامع العتيق وتضم بلدة أغورمى معبد الوحى الشهير "معبد آمون" ومساحة البلدة ثلاثة أفدنة ولم يعد متبقيًا منها سوى أطلال بعض المنازل والجامع بمئذنته.
وتضم شالى وأغورمى منشئات دينية مثمثلة فى الجامع العتيق بشالى الشرقية وجامع تطندى بشالى الغربية وتم تجديدهما فى العصر العثمانى.

ويشير الدكتور ريحان إلى دراسة أثرية معمارية للمهندس عماد فريد الحاصل على جائزة الدولة التشجعية فى مجال الفنون وجائزة حسن فتحى للعمارة من مكتبة الإسكندرية وجائزة مؤسسة هوتيلز لأحسن عشرين معمارى فى العالم تحت عنوان " تاريخ مدينة شالى الأثرية" ترصد معالم عمارة واحة سيوة وقد سجلت مدينة شالى فى عداد الآثار منذ عام 2009 وقد أشرف على مشروع ترميمها المهندس عماد فريد.

ولفت إلى أن مدينة شالى لها باب واحد ما زال قائمًا حتى الآن ويطلقون عليه باب أنشال بمعنى باب المدينة وفى الجهة الشمالية من سور المدينة يوجد الجامع القديم ثم فتح باب آخر بالجهة الجنوبية قرب معصرة الزيوت وأسموه الباب الجديد وكان يستخدمه الذين يتحاشون المرور أمام رؤساء العائلات الذين كانوا يقصدون مجلسهم اليومى على مقربة من الباب الرئيسى بالمدينة.

ويتميز تخطيط شوارع المدينة القديمة ل سيوة بالشوارع المظللة لكسر حدة الحر وقد تم توجيه البيوت بحيث تفتح الشبابيك فى الاتجاه البحرى ويقابلها فتحات فى الاتجاه القبلى لخلق تيارات هوائية وتعمل الأحواش الداخلية والأفنية عمل ملاقف الهواء والبيت فى سيوة القديمة يستخدم دورات مياه جافة لاستخدام أقل قدر من الماء ويتم الاعتماد على العيون الخارجية فى الحقول.

ويقترح الدكتور ريحان فتح مواقع جديدة لأعمال حفائر لبعثات الآثار المصرية ب سيوة لما حققته من إنجازات متلاحقة بالفترة الماضية من اكتشافات أبهرت العالم فى الأقصر وسقارة والمنيا وأعمال ترميم لآثار سيوة باستخدام المواد القديمة وإعادة عملها بالموقع من الخامات المحلية المتوفرة وتطوير هذه المواقع وحسن استثمارها بالتعاون مع القطاع الخاص وتطوير المواقع حولها لتنمية المجتمعات المحلية حول الأثر وعمل خارطة بإحداثيات لكل المواقع التابعة للآثار وتأمينها بشكل كبير ووضع واحة سيوة وكل المواقع بالوادى الجديد على قائمة السياحة المحلية والدولية فهى بطبيعتها مدن بكر فى كل شئ واكتشاف مكنوناتها وتطويرها سيسهم فى وضع منطقة هامة يعشقها رواد سياحة السفارى ومجتمع الصحراء والسياحة البيئية على مستوى العالم وبإضافة السياحة الثقافية التراثية لها سيكمل منظومة السياحة بمنطقة من أهم مناطق الجذب السياحة بمصر والذى ستحقق طفرة كبرى فى السنوات القادمة بفضل توجيهات الرئيس السيسى

أضف تعليق

تدمير المجتمعات من الداخل

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2