أكد الفقيه الدكتور مجدي عاشور،أن انتصار العاشر من رمضان يعد أحد الانتصارات الرمضانية الكبرى التي لم تتوقف على مدى التاريخ الإسلامي ، مشددا على أن هذا النصر أعاد العزة للأمة العربية جمعاء، وأثبت للجميع أن المدد الإلهي لأمة خير البرية سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لم ولن ينقطع وأن تجليات وروحانيات الشهر الكريم بمثابة قوة عظمى إذا ما أخذنا بالأسباب وكان هناك تخطيط جيد واستعداد وتدريب، وكان هناك التناغم والتلاحم الشعبي المتمثل في وحدة المصريين كافة وجياشتهم ورباطهم الذي أخبرنا به الصادق الأمين حينما قال سيفتح الله عليكم مصر فإن فتحتموها فاتخذا منا جندا كثيفا فإنهم وأهليهم في رباط إلى يوم الدين ، ولهذا سوف نتذكر ونذكر المصريين جميعا بأيام الله يقول تعالى في آياته المحكمات في القرآن الكريم " وَذَكِّرْهُم بِأَيَّامِ اللَّهِ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ ".الله الله تذكرة وصبر ونحن في شهر الصبر.
وأوضح عاشور ـ خلال لقائه في الحلقة العاشرة من حلقات برنامج " آيات محكمات" والذي نتناول فيه قبس من أنوار القرآن الكريم في شهر القرآن، والذي تقدمه وكالة أنباء الشرق الأوسط "أ ش أ" على النشرة العامة ومواقع السوشيال ميديا اليوم وفي ظل الاحتفال بالذكرى الخمسين لانتصار العاشر من رمضان : أن المصريين في الزمن والتوقيت والعهد الذي تحدث عنه النبي صلى الله عليه وسلم لم يكونوا مسلمين . بل كانوا قبط مصر أخوتنا ونحن وهم أبناء ونبت أرض واحدة ودم ونيل واحد يجمعنا الرباط الأسري والمجتمعي الذي جاء في وصف الحبيب المصطفى ، وصف يوضح مدى حب المصريين جميعا لوطنهم وعقيدتهم انظر وتدبر قوله صلى الله عليه سلم فاتخذوا منهم جندا كثيفاـ كلنا جنود مصر في الميدان أيا كان الميدان وأيا كانت عقيدة الجندي الدينية.
وأضاف عاشور، ونقول لمن يتخاذل ويتكاسل ولا يحب القيام بعمل في رمضان بحجة أن الصيام يؤثر تارة على مزاجه أو جسده فإننا نقول له إذا كان الأمر كما تدعي وتتكاسل . فمن أين جاءت الانتصارات في العاشر من رمضان ومن قبلها في بدر ومن قبلها في فتح مكة . ألا يكفي ذلك حتى تعدل عما يدور في عقلك . مضيفا: شهر رمضان ليس شهر الكسل وانما هو شهر العمل، لماذا لإنك بتزيد فيه أعمال كثيرة . أعمالك العادية اليومية وأعمالك الجديدة "الصيام وكثرة الصدقات" وتجاهد نفسك حتى تكون مخلصا وأقرب أكثر لله ومن الله، وذلك يتطلب منك جهدا حتى تكون مخلصا أكثر لنفسك مع ربك ومخلص للناس مع ربك وتؤدي عملك بإتقان أكبر وانتاج أكثر .
وتابع عاشور ، أنا أريد أن أوضح للجميع أن الانسان عندما يأخذ جسده على الصيام بينتج أكثر من المفطر لأن المفطر عنده حاجات كثيرة يقوم بها تشغله عن العمل مثل الوقت الضائع في الإفطار وشرب الشاي وغيره. أما الصائم فليس لديه وقت يضيعه في الأمور وبالتالي ينعكس ذلك ايجابا على العملية الانتاجية، ولهذا نقول ونؤكد أن شهر رمضان ليس شهر الكسل ولا الخذلان ولا الخناعة. إنما هو شهر القوة شهر الرجال لذلك كان شهر الانتصارات .
وأردف عاشور قائلا: لذلك في العاشر من رمضان ونريد أن نتحدث ونتكلم على العاشر من رمضان ـ السادس من أكتوبر سنه 1973 ميلادي و1393 هجري ، هذا شهر ويوم عظيم انتصر فيه الجيش المصري على العدو بعد هزيمة 1967 . انتصر الشعب المصري والجيش المصري وهم في رمضان ومعظم الناس على فكره كانت صائمه . الصيام لم يعطلهم ورغم أن جنودنا البواسل كانوا على جبهة القتال وكنا في حالة حرب إلا أنهم كانوا صائمين وفي حالة انكسار ونريد الانتصار ، وكنا في حالة على أهبة الاستعداد وكانت الساعة 2 ظهرا في (عز النار ) مثلما نقول، والناس صائمه بدأ القتال وفي أول ست ساعات من 2 ـ 8 مساء حققنا إنجازات رائعة كما صدرت البيانات وقتها . هذا من بركة شهر رمضان . لماذا ؟ لأن شهر رمضان فيه قوة أكثر ، لماذا لأن فيه نزول للملائكة أكثر ، فيه تجليات لربنا سبحانه وتعالى أكثر بمعنى أن عطاياه ونفحاته وكرمه في كل وقت ويزيد في رمضان . بمعنى لو أنت محتاج يا إنسان تزيد قوة هيقويك في رمضان أكتر . محتاج فلوس هيجيلك فلوس أكتر ، محتاج طاعة. سيجعلك تطيع أكثر . محتاج إن أنت تمنع عنك مكروه سوف يقويك.
وقال عاشور , لذلك الجيش المصري العظيم لما انتصر في 73 وفي العاشر من رمضان الذي هو 6 أكتوبر العاشر من رمضان. انتصر بهذه القوة القوية في شهر رمضان وبكلمة الله أكبر. لكن ذلك تم الاستعداد والتدريب ، بتكلم على الناحية المعنوية والناحية المادية التي هي الاستعداد والتدريب وتحضر معدات ويجب أن تأخذ بالأسباب، مضيفا : ولكن من بين الأسباب أسباب معنوية والمتمثل في صيحة الله أكبر . إنهم يد واحدة ولا يوجد مسميات ولا فرق هذا مسلم وذاك مسيحي في القتال ، وأن هذا شهر واحد وشعب واحد أجمع على كلمة واحدة . لازم نرجع الارض ونحافظ على العرض ، وأن نخاف على الكرامة الإنسانية المصرية الشعب العظيم والجيش العظيم الذي بلغنا عنه سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم وقال انكم ستفتحون مصر فاتخذوا منها جندا كثيفا فإنهم ـ الجند وأهلهم ـ في رباط إلى يوم القيامة وساعتها لم يكن هنا في مصر مسلمين .
كانوا جميعا إخوانا الاقباط المصريين، لذلك عندما اتحدت الجينات المصرية وهي الجينات الطيبة مع التجليات والروحانيات الإلهية. انتصرنا . لماذا ؟ لأن القوة المعنوية عالية ونحن عندنا القوة المعنوية ساعات بتغطي القوة المادية يعني نأخذ كافة احتياطاتنا في القوة المادية، ونشحن القوة المعنوية التي تعطي شحن وطاقة وتجعل الانسان الذي لديه قدرة على العطاء 3 مرات تجعله يعطي 7 و10 بقوة. لماذا؟ لأن المدد من الله عز وجل يتضاعف في رمضان ومن ثم الساحة الروحانية مهيئه أكثر للانتصارات وسيظل التاريخ هنا يقول أن السادس من أكتوبر ـ العاشر من رمضان سنة 1973 كان يوما مشهودا ونعده من أيام الله، يقول تعالى في محكم التنزيل "وذكرهم بأيام الله" .نعم رمضان ليس شهر الكسل وإنما شهر القوة الانتصارات وشهر الجهاد وشهر الانتصارات.