البعد عن وسائل الإنفصال الإجتماعى.. رمضان بدون سوشيال ميديا

البعد عن وسائل الإنفصال الإجتماعى.. رمضان بدون سوشيال ميدياصورة ارشيفية

معظمنا يمتلك بعض السلوكيات السلبية التى نسعى ان نبتعد عنها فى شهر رمضان، لأن هذا الشهر الكريم يعطى الإنسان إتزان نفسى بسبب البعد عن الطعام والشهوات وعن بعض السلوكيات السلبية التى تفسد الصيام، وبالتالى نحن مجبرين على البعد عنها ليكون صيام صحى ومقبول.

من ضمن السلوكيات التى تلازم الإنسان طوال اليوم استخدام السوشيال ميديا، ولا يصنف استخدامها من عدمه على انه يفسد او يصلح الصيام، لان كل منا يعلم عن مدى صحة استخدامه، وبالتالى شهر رمضان فرصة عظيمة لتقليل التواجد على السوشيال ميديا.

أوضحت بعض الدراسات أن البعد عن سوشيال ميديا لمده اسبوع كامل هو نجاة بالنفس نفسياً وبدنياً .

قالت دكتور إيمان عبد الله، أستاذ علم النفس وخبيرة الإرشاد الاسرى، انه يوجد مادة تسمى بالدوبامين وهى عبارة عن هرمونات يفرزها المخ للسعاده فى حاجه الرغبة بممارسة سلوك إيجابى ، وإذا افرط فى حاله استخدامه فى سلوك سلبى فهذا خطأ، مثل الاستخدام المفرط لل سوشيال ميديا او لتضيع الوقت الذى يؤذينا نفسيا وتسمى هذه بالسلوكيات الإدمانية ، التى يجب الإبتعاد عنها .

مضيفة أضرار التى تنتج عن إدمان السوشيال ميديا، حيث يعمل على خلل فى نظام مكافأت المخ ، علاوة على ذلك انه يعطى انعدام فى الرغبة بأعمال ممتعة كتيرة، لان الشخص يعتمد على إدمان شيئ واحد ممتع للسعاده ، وبالتالى تتمحور حياته بين على هذا الشيئ طوال الوقت .

وأكدت" عبد الله " على ان الاستخدام المفرط لل سوشيال ميديا يعمل على الشعور بالوحدة وعدم الخوض فى النشاطات الاجتماعي، والإنعزال التام والاكتئاب، مما يخلق عالم إفتراضي يعمل على تقديم السعادة الوهمية، التى تؤثر تأثير كبير وبالغ على جوانب الحياة الإجتماعية والأسرية والجزء النفسى والبدنى.

ومن الأضرار الناتجة أيضا صعوبة التعلم، قلة التركيز ونسبة الذكاء، التشتت، عدم الإنتباه، وأمراض كثيرة جدا تسمى بأمراض التواصل الاجتماعى التى لا حصر لها بسبب الإفراز الخللى وعدم السيطرة على المخ.

وأضافت " عبد الله " إن الاستخدام المفرط للسوشيال ميديا يعمل على زيادة الوزن ، لأن كل الدراسات أثبتت انه على المدى الطويل يقلل من الجهاز المناعي والإصابة بالامراض، فكلما كان الالتزام و التوقيت صحيح كلما زاد النشاط الحيوى للجسم، وتوفير الوقت لتكوين الشكل الصحيح للأسرة ومشاركة الروحانيات الممتعة مع أفراد أسرتنا ، وجعل العمل الخيرى عمل جماعى ، والأنشطة الرمضانية المطلوبه، ونتمكن من تقوية القدرة على التواصل وجها لوجه مع الآخرين.


والجدير بالذكر البعد عن ال سوشيال ميديا يمنحنا فرصة كبيرة جدا للتقرب من أفراد أسرتنا، ومعالجة الخرس الزوجى بين الأزواج، والتعرف على المشاكل الأسرية وحلها، بالإضافة الى تعزيز صلة الأرحام بالتواصل الدائم مباشرة معهم بدون سوشيال ميديا، وكسر الامتناع عنهم بسبب ظروف الحياة فهذا فرصة للتقرب منهم ووصل صلة الرحم .

كما يعمل على توفير الوقت لممارسة الحياة العملية والاسرية بشكل جاد، والنظر للاهتمامات والمسئوليات، وتوفير الطاقه المهدرة بالتواصل على ال سوشيال ميديا للتواصل مع الله عز وجل، وتأديت جميع الفروض للوصول إلى أعلى طاقة روحانية، تقوى بها جهاز المناعة النفسى والجسدى، لمواجهة كل الضغوطات والاضطرابات والاعباء على مدار السنة .

يدعو هذا إلى التقليل من استخدام ال سوشيال ميديا وخصوصا فى الليل، والبعد عنها نهائيا قدر المستطاع لمده اسبوع، ورفع الشعائر الدينية بدلا عن رفع إشعارات الفيديوهات المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعى، والبعد عن الكسل والجفاف العاطفى، والعصبية والغيرة ، والشعور بالحقد ، والإنحراف وراء الماديات التى جعلت الإنسان ( فى عصر القروض).

وللحد من استخدام ال سوشيال ميديا فى رمضان ، بما اننا صائمين عن الطعام والشراب والحقد والنميمه والحسد لكى يصح الصيام وبالتالى لابد الصيام عن الوسائل الإلكترونية حتى ولو عدد ساعات مثل عدد ساعات الصيام ، وعندما نعود إليها نخفف من عدد الساعات ولا نتابع مالا فائدة له تعزيزاً وتمجيداً وإجلالاً لهذا الشهر العظيم، للتقرب من الله ، والحصول على طاقة إيجابية، وطاقة روحانية من خلال القرب من الله سبحانه وتعالى.

استكمالا للجوء البعض لوسائل التواصل الاجتماعى نتيجة الاحساس بالإنعزال والفراغ الكبير فى الوقت، فما زاد إستخدامها إلا إدمانها ، فلم يعد لدينا إجتماعيات بسبب الانشغال على ال سوشيال ميديا بالساعات، كما ساعدت الفترة التى انتشر فيها وباء كورونا على ذلك، فلم يعد هناك ملاذ غير إستخدام ال سوشيال ميديا طوال الوقت .

قالت جينا سلطان، دكتورة علم النفس سابقاً ومصممة أزياء، أن من المفترض وجود حوار مجتمعى داخل المنزل، ونشأ لغة حوار بين أفراد الأسرة وبعضهم البعض لمناقشة كل ما يحدث مع كل أفراد الأسرة من مواقف حياتيه يمر بها كل فرد على مدار اليوم، على سبيل المثال ان يقوم الأب والأم بفعل اعتيادى لمن يخرج من المنزل وأثناء عودته يروى ما مر به خارج المنزل للمناقشة فيه، ويمكن لهذه العادة ان تغنى عن استخدام الجهاز الصغير الملاصق لنا جميعا طوال الوقت .

وأضافت " سلطان" انه يجب علينا ممارسة الأنشطة الرياضية التى نفضلها، وليست بالأخص التى تستلزم الذهاب إلى الجيم، لكن الضروري أن تكون بجانب فريق رياضى يتمتع بروح الفريق للمشاركة الفعالة ومرور الوقت بشكل ممتع، كما يمكننا الذهاب إلى المنتزهات والحدائق والنوادى، لعودة الاجتماعيات مرة آخرى ، ويعمل هذا على عودة الانشطة الاجتماعية فى النوادى والحوار المجتمعى والمقابلات بين الأصدقاء مرة آخرى وبهذا الشكل سوف نتخلص من السوشيال ميديا، وملئ أوقات فراغنا بما نحب .

ومن إحدى الطرق الشيقة التى تقضى على استخدام ال سوشيال ميديا هى ممارسة الهوايات الفنية مثل الرسم والتمثيل والغناء والعزف على آله موسيقية.. إلخ ، هذا أيضا يقع على عاتق رب الأسرة فى المنزل فتبدأ الأم بالإنشغال لتنمية هواية طفلها والتطوير من أدائه طوال الوقت لحدوث مشاركة مجتمعية بينه وبين فريق آخر لينفصل عن ال سوشيال ميديا وعن جهاز المحمول ، بالإضافة إلى تشجيع أولادنا على القراءة من التاريخ وقراءة القصص، كما أنها تفتح باب كبير جدا للثقافة والوعى والتطور الإنسانى .

أما عن تخلص كبار السن من ال سوشيال ميديا فيجب العودة الى ممارسة الهوايات والأنشطة الرياضية، والزيارات العائلية بين الأقارب والأصدقاء أيضا ، ومشاركة الشعور فى الأفراح والتعازى وأعياد الميلاد بدلا من ظهورها على شكل إيموجينات او عبارات قصيرة على وسائل التواصل الاجتماعى ، معبرة أنها تعتبر وسائل التواصل الإجتماعى فى تأثيرها وسائل إنفصال إجتماعى .

وبالتعرف على بعض آراء الجمهور حيال منع ال سوشيال ميديا فى شهر رمضان المبارك، تحت شعار " رمضان بدون سوشيال ميديا " ، قال عصام محمود، انه لا يمكنه إنكار الرغبة فى الإستماع و تأييد وإعجاب الآخرين بآرائه وأفكاره على السوشيال ميديا، وجعل تلك الرغبة تتحول لشعور جامح بمعرفة آراء الآخرين حول كل شيء يقوم بنشره على تلك المواقع ومشاركة الآخرين به، هذا الشعور الجامح يقوده لتفقد مواقع التواصل الاجتماعي بشكل متكرر فقط، ليرى ما إذا وجد تعليقا على منشوره أو إعجابا أو مشاركة.
بالمقابل اذا ابتعد عن مواقع التواصل الاجتماعي، فسيمتلك قدرة أفضل للحصول على إعجاب لفظي تجاه آرائه، وهو الإعجاب الذي يكون أكثر صدقا غالبا.

مضيفا أن مواقع التواصل الاجتماعي مليئة بالكثير من المواد غير المهمة ، فحتى لو لم يقم المرء بالتسجيل في صفحات معينة، فإن العديد من أصدقائه سيشاركون بها وبالتالي سيجد بأن صفحته ممتلئة بأخبار وأشياء قد لا تعد بنظره سوى أنها تافهة.
بالمقابل انه عندما يبتعد عن ال سوشيال ميديا يصبح تركيزه على الأشياء التي تهمه وتستحق أن ينفق وقته عليها و سيستشعر الكثير من الجماليات من حوله والتي لم يكن منتبها لها.

وأضافت نادية شاهين، مهندسة جودة، مرحبة بفكرة البعد عن إستخدام ال سوشيال ميديا قائلة : ان رمضان شهر إيماني و روحاني، يتقرب فية العبد لربه، و يسعي ان يكتسب الجنة لان دا شهر الرحمة والمغفرة...

وان البعد عنها سوف يعطها لها مزيد من وقت تعمل على إستغلاله لتعلم أشياء جديدة ، لان ال سوشيال ميديا بتسرق وقتنا بطريقة غريبة.

وقالت إيناس محمد ، طالبة جامعية،انها كانت تتمنى البعد عن السوشيال ، ولاكن العائق ان معظم متطلبات الدراسة الجامعية على تطبيق "فيسبوك، وواتس اب، والمنصة الالكترونية" .

وذكر محمد شناوى، انه من خلال تجربته التى استمرت اكتر من شهرين بدون سوشيال ميديا وتكنولوجيا. اكتشف انه لديه الكثير من الوقت لإكتساب خبرات جديدة فى حياته.
قائلا : " التكنولوجيا غمت عيونا عن حاجات كتيرة حلوه" .

وفى النهاية أضاف محمد سعيد، دكتور جامعى، انه متحيز جدآ لرمضان بدون سوشيال ، وانه لا يهتم أبداً باستخدام السوشيال ميديا

مضيفاً رمضان أفضل بدون سوشيال ، ويعطى هذا فرصة لزيادة التفرغ للعبادة ولصلاة التراويح، والتهجد ومتابعة ورد قرآني يومى ، مؤكداً أن البعد عن ال سوشيال ميديا لا يشكل ضرر نهائيا، بالعكس وجود مميزات لا حصر لها .

أضف تعليق

حكايات لم تنشر من سيناء

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2