"القومى للبحوث" يكشف عن غش اللبن فى الأسواق

كشفت دراسة حديثة نشرها المركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية تحت عنوان " غش اللبن ومنتجاته وأثره على الصحة العامة"، عن غش اللبن الخام المعد للبيع فى أسواق محافظتى الجيزة والقاهرة،

واهتمت الدراسة والتى أعدتها الأستاذة الدكتورة سعاد جمعة، بالكشف عن جودة اللبن المعبأ ومدى مطابقته للمعايير والمواصفات القياسية من عدمه، وكذلك الجبن الدمياطى الأبيض الطرى والجبن القريش، ومعرفة المواد المستخدمه فى الغش، وكذلك الفحص الميكروبيولوجى وتحديد الحالة الصحية والجودة وتشخيص الميكروبات الممرضة المسببة للتسمم الغذائي، والأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان والتى يسبب تواجدها خطورة بالغة على صحة الإنسان، مع تحديد آليات المواجهة التشريعية ومدى كفاءتها وكفايتها للتصدى لعمليات الغش الغذائى وكيفية الحد من العوامل التى تشجع عليها .
ومن أهم النتائج التى خرجت بها تلك الدراسة، شيوع حالات غش اللبن بالماء، كما وجد أن هناك غشا بإضافة مواد كيميائية مثل الفورمالين واليوريا وكربونات الصوديوم، وفوق أكسيد الهيدروجين، أو بإضافة سكر القصب أو النشا أو لبن البودرة، كما كانت عينات الجبن القريش خالية من الفورمالين على عكس الجبن الطرى، وقد وجد أن نسبة العينات المضاف إليها نشا كانت أكبر فى محافظة القاهرة عنها فى محافظة الجيزة، وتمثلت أكثر طرق الغش شيوعا فى صناعة الجبن فى إضافة اللبن البودرة، كما أظهرت النتائج أن جميع عينات الجبن بالمحافظتين كانت خالية تماما من اليوريا.
واوضحت نتائج التحاليل الميكروبيولوجية أن هناك إهمالا وعدم اتباع للمعايير الصحية المتبعة أثناء الإنتاج والتناول والتوزيع لألبان الأسواق الخام، وكانت معظم العينات عالية التلوث بالميكروبات.
أما عن أهم التوصيات التى رصدناها ، شددت الدراسة على أهمية قصر الاتجار فى الألبان ومنتجاتها على المصانع المرخص لها والمستوفاة للشروط الصحية، مع عدم إصدار تصاريح لمصانع ألبان جديدة إلا بعد معرفة مصدر اللبن الذى سوف يرد إليهم، وتوفير الأعلاف بأسعار مناسبة مع توفير الرعاية والأدوية البيطرية، والعمل على زيادة إنتاج اللبن، وتوفير أجهزة التبريد والتخزين والحفظ بأسعار مناسبة، كما طالبت الدراسة بضرورة التفتيش الدورى للأسواق بواسطة مفتشى وزارة الصحة، وتحديث معامل الوزارة، وتوعية المستهلك بأهمية شراء الألبان السائلة من محلات بيع الألبان وليس من الباعة الجائلين،
مع عقد برامج تثقيفية للمنتجين، وخضوع العاملين بصناعات الألبان لفحص طبى دورى، وتجريم كل صور الغش فى مجال الأغذية، مع تحديث القوانين المتعلقة بالغذاء، وإنشاء نيابات ودوائر متخصصة للفصل فى قضايا غش الأغذية، ورفع الحدين الأدنى والأقصى لعقوبة الغرامة، وعقوبة الحبس الخاص بقانون التدليس والغش، مع تطبيق معايير نظام
(HACCP)
فى مجال اللبن ومنتجاته، وأخيرا نوهت الدراسة على أهمية زيادة التعاون بين الوزارات ومنظمات المجتمع المدني للحد من غش الأغذية.