أعربت الأمم المتحدة، عن قلقها إزاء غارات الطيران الباكستانية التي طالت مؤخرا مناطق في شمال شرق أفغانستان.
وأكدت بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في أفغانستان "يوناما" قلقها الشديد إزاء التقارير عن سقوط ضحايا بين المدنيين، بينهم نساء وأطفال، جراء الغارات الجوية التي طالت ليلة الجمعة على السبت ولايتي خوست وكنر الأفغانيتين.
وذكرت البعثة: "لا يجوز أن يشكل المدنيون هدفا أبدا، وتعمل "يوناما" على تقصي الحقائق على الأرض والتحقق من حجم الخسائر".
واستدعت وزارة الخارجية في الحكومة الأفغانية التي شكلتها حركة "طالبان" يوم أمس سفير باكستان لدى كابل، وأبلغته احتجاجها على الغارات.
وشدد وزير الخارجية في حكومة "طالبان"، أمير خان متقي للسفير الباكستاني على ضرورة "منع جميع الانتهاكات العسكرية، بما فيها تلك التي حصلت في خوست وكنر"، محذرا من أنها "تسفر عن تفاقم العلاقات بين الدولتين وتتيح للأعداء إساءة استخدام الوضع، ما يؤدي إلى عواقب غير مرغوب فيها".
من جانبه، حث المتحدث باسم "طالبان" ونائب وزير الإعلام في حكومتها، ذبيح الله مجاهد، باكستان إلى "عدم اختبار صبر الأفغان في مثل هذه القضايا، وعدم تكرار نفس الخطأ، وإلا ستواجه عواقب وخيمة".
وأكدت حكومة "طالبان" أن الغارات الباكستانية استهدفت مخيمات للاجئين الباكستانيين، وأفادت تقارير إعلامية أفغانية بأن القصف خلف 30 قتيلا وجريحا على الأقل في خوست، وستة قتلى في كنر (وهم خمسة أطفال وامرأة).
ونظمت في عدد من المدن الأفغانية أمس مظاهرات شعبية غاضبة احتجاجا على الغارات. من جانبها، أعلنت الخارجية الباكستانية أنها "تنظر في التقارير" عن الغارات، مطالبة السلطات الأفغانية بتعزيز أمن الحدود ومنع استخدام أراضيها كمنطلق لشن جماعات مسلحة هجمات على أراضي باكستان.
ولطالما كانت المناطق الحدودية بين أفغانستان وباكستان معقلا لجماعات مسلحة مثل حركة "طالبان باكستان" التي تشن من حين إلى آخر هجمات عبر الحدود على أهداف في باكستان (وهي حركة غير مرتبطة بـ"طالبان أفغانستان"، غير أنهما تشتركان في الفكر".
وأصبحت "طالبان باكستان" أكثر جرأة في هجماتها على القوات الباكستانية منذ عودة "طالبان أفغانستان" إلى الحكم في كابل.