وزير الأوقاف: الأصل في الأشياء الحل والإباحة والتحريم والمنع استثناء

وزير الأوقاف: الأصل في الأشياء الحل والإباحة والتحريم والمنع استثناءوزير الأوقاف

الدين والحياة18-4-2022 | 09:48

واصل وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، في إطار نشر الفكر الوسطي المستنير، وإعادة قراءة النص في ضوء متطلبات وقضايا عصرنا الحاضر

وأكد وزير الأوقاف على أهمية إعمال العقل في فهم النص، وأهمية البصيرة في الدعوة والفتوى ، يقول الحق (سبحانه وتعالى) على لسان نبينا (صلى الله عليه وسلم): "قُلْ هَذِهِ سَبِيلِى أَدْعُواْ إِلَى ٱللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ ٱتَّبَعَنِى وَسُبْحَانَ ٱللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ" ؛ فالبصيرة هنا تعني: العلم والدراية والرؤية والبينة ، وقد حذرنا نبينا (صلى الله عليه وسلم) من التجرأ على الفتوى أو القول في دين الله بغير علم.

وتابع وزير الأوقاف: في الحديث : "خرجنا في سَفَر فأصاب رجُلا مِنَّا حَجَرٌ فَشَجَّهُ في رأسه ، ثم احتلم فسأل أصحابه ، فقال: هل تجدون لي رُخْصَة في التَّيمم؟ فقالوا: ما نَجِد لك رُخْصَة وأنت تَقْدِرُ على الماء فاغْتَسَل فمات ، فلمَّا قَدِمْنَا على النبي (صلى الله عليه وسلم) أخبر بذلك فقال: "قَتَلُوه قَتَلَهُم الله ألا سَألُوا إذ لم يعلموا فإنَّما شِفَاء العِيِّ السؤال ، إنما كان يَكفيه أن يَتيمَّم ويَعْصِر-أو يَعْصِب- على جُرحِه خِرقَة ، ثم يمسح عليها ، ويَغسل سائر جسده" ، ويقول (صلى الله عليه وسلم): إنَّ اللهَ لا يقبضُ العلمَ انتزاعًا ينتزعُهُ منَ النَّاسِ ، ولَكن يقبضُ العلمَ بقبضِ العُلماءِ ، حتَّى إذا لم يترُك عالمًا اتَّخذَ النَّاسُ رؤوسًا جُهَّالًا ، فسُئلوا فأفتوا بغيرِ عِلمٍ فضلُّوا وأضلُّوا" ، ويقول (صلى الله عليه وسلم): "أجرؤكم على الفتيا أجرؤكم على النار" ، فالأمر في شأن الإفتاء عظيم ، ولا سيما فيما يتصل بقضايا الحلال والحرام ، وقد رأينا كثيرًا من الجهلاء يضيقون على الناس سبل حياتهم ويحرمون كل شيء ، ويبدِّعون كل شيء ، ويفسقون كل شيء وفق أهوائهم بلا علم ولا بينة ، ولعل أهم فارق بين العلماء والجهلاء هو مدى فهم هؤلاء وأولئك لقضايا الحِل والحُرمة ، والضيق والسعة ؛ فالعالم الحقيقي يدرك أن الأصل في الأشياء الحل والإباحة ، وأن التحريم والمنع هو الاستثناء.

وأشار وزير الأوقاف إلى أن الأصل في الأشياء أنها حلال ، والتحريم لا يثبت إلا بدليل استمع الى قول الحق (سبحانه وتعالى) لنبينا (صلى الله عليه وسلم) ، والخطاب لنا جميعًا إلى أن تقوم الساعة: "قُل لَّا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَن يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَّسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ" ، موضحًا أن الاستثناء في التحريم "إلا أن يكون ميتة" ، واستثنى من الميتة "أحل لنا ميتتان ودمان الكبد والطحال والسمك والجراد".

ولفت إلى قول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "إنَّ اللَّه تَعَالَى فَرَضَ فَرائِضَ فَلاَ تُضَيِّعُوهَا ، وحدَّ حُدُودًا فَلا تَعْتَدُوهَا ، وحَرَّم أشْياءَ فَلا تَنْتَهِكُوها ، وَسكَتَ عَنْ أشْياءَ رَحْمةً لَكُمْ غَيْرَ نِسْيانٍ فَلا تَبْحثُوا عَنْهَا" ، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "ما أَحَلَّ اللهُ في كتابِه فهوَ حَلالٌ ، وما حَرَّمَ فهوَ حرامٌ ، وما سَكَتَ عنهُ فهوَ عَفْوٌ ، فَاقْبَلوا مِنَ اللهِ عَافِيَتَهُ وما كان رَبُّكَ نَسِيًّا" ، فالجهلاء يجعلون الأصل في كل شئ التحريم والمنع ، ويطلقون مصطلحات التحريم والتفسيق والتبديع ، والتكفير دون وعي ولا بينة ، غير مدركين ما يترتب على ذلك من آثار ، وغير مفرقين بين التحريم والكراهية ، ولا حتى بين التحريم وما هو خلاف الأولى ، فصعبوا وعقدوا على الناس أمور حياتهم ، ونفروهم من دين الله ، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "يَسِّرُوا ولا تُعَسِّرُوا ، وبَشِّرُوا ولا تُنَفِّرُوا ، فإنَّما بُعِثتم ميسِّرين ولم تُبعَثوا معسِّرين".

أضف تعليق

تدمير المجتمعات من الداخل

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين

الاكثر قراءة

تسوق مع جوميا
إعلان آراك 2