الانتخابات العمالية بين الواقع والمأمول

الانتخابات العمالية بين الواقع والمأمولمحسن عليوة

الرأى21-4-2022 | 15:22

يمر العالم بمرحلة من التحديات الصعبة كنتيجة حتمية للإحتراب القائم بين أوكرانيا وروسيا وتداعياته الإقتصادية على كافة دول العالم ، ودائماً ما تُقْدم مصر على قبول التحديات سواء كانت إقليمية أو عالمية سياسية كانت أو اقتصادية بإصرار وعزيمة تُدلل على أننا رغم تأثرنا بالأزمات الدولية إلا أننا ماضون فى تحقيق أهداف استراتيجية التنمية المستدامة رؤية مصر ٢٠٣٠ تلك الأجندة الوطنية التى أُطلقت فى فبراير ٢٠١٦ فى كل المجالات ، وتماشياً مع أهداف الإستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان ، و يتزامن توقيت هذه التحديات مع قرب موعد الانتخابات العمالية ، وقد صدرت قرارات وزارة القوى العاملة أرقام 45 ، 46 ، 47 ، 48 لسنة 2022 بشأن مواعيد الترشح والانتخاب لعضوية مجالس إدارة المنظمات النقابية العمالية والقواعد والإجراءات الخاصة بالترشح لعضوية مجالس إدارة الوحدات التابعة للقطاع العام وقطاع الأعمال العام للدورة النقابية ٢٠٢٢ / ٢٠٢٦ ، و تُعد التنظيمات النقابيةالعمالية من أكبر قطاعات منظمات المجتمع المدنى ذات الشأن الهام والحيوى وأكثرها إنتشاراً وتأثيراً فى صفوف الطبقة العاملة ، حيث تُعتبر من الركائز الهامة فى توفير بيئة العمل المناسبة و الهادفة لزيادة معدلات الإنتاج والمشاركة فى رسم السياسات الاقتصادية والاجتماعية خاصة مع التغيرات والتحولات السياسية التى تشهدها دول العالم .

و واقعنا النقابى الذى نحياه هذه الأيام ليس سراً خافياً على أحد فجميع المهتمين بالشأن العمالى يدركون هذا الواقع ،الذى يجب تطويره وتحديثه بحيث يتواكب مع خُطط واستراتيجيات التنمية ومع رؤية القيادة فى بناء الجمهورية الجديدة .

وهنا ومن هذا المنطلق فإن الواجب يقتضينا جميعاً أن نُحسن الإختيار لمن يمثلون أهم فئات المجتمع وهم عمالنا الشرفاء ، ولابد من وضع أسس للإختيار تتمثل فى ثقافة وعلم ودراية ، ثقافة بكل ما يتعلق بالعملية العمالية ، بالحقوق والواجبات ، العلم بالتشريعات العمالية واللوائح الإدارية وقرارات منظمة العمل الدولية ، و إلماماً بالواقع الدولى وحجم التحديات التى تحيط بكل الدول وكافة المنظمات .

وهذا يدعونا أيضاً أن ندقق فى الإختيار حيث أن الإختيار بناء دولة حديثة تُبنى بالعلم وتُنمى بالحلم وتُدار بالحكمة ، فنختار بالعقل لا بالعاطفة ، نختار بضمير ، نختار بشهادة ( وَمَنْ يَكْتُمْها فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ) ، نختار من يُغلبون المصالح العامة لمصر على المصالح الشخصية، نختار من يؤمنون بالبناء والتعمير وينبذون الهدم والتدمير ، نختار من يستطيعون قراءة الواقع قراءة صحيحة ، نختار من يمتلكون اساليب الدفاع عن الحقوق ودعم الواجبات.

وهناك عدة مواصفات أساسية وقيادية لابد من توافرها فيمن يُرشح نفسه ، و غياب تلك المواصفات القيادية يُضعف من فرص النجاح وفى حالة النجاح العابر الذى غالباً ما يأتى بناءاً على تربيطات وترتيبات لا تُعبر عن الواقع فإن ذلك يُضعف وبقوة من فرص ادارة المشهد و مواكبة الأحداث والقدرة على وضع الحلول للمشكلات.

فالواجب ثم الواجب هو الحرص على توافر عدد من المواصفات الأساسية فيمن يتقدم للترشح لتمثيل العمال ، منها مثلاً قدرة المرشح على الإتصال الجيد بالجماهير و درايته الكاملة بفنون الاتصال الناجح وأيضا قدرته على مواجهة المواقف الطارئة و تقدير تلك المواقف ، كما يجب أن يتمتع بالقدرة على اتخاذ القرارات المناسبة فى التوقيتات المناسبة وإيجاد البدائل التى تُحد من الفاقد فى الوقت والجهد ووضع الأطروحات والحلول السياسية المنطقية والتى تتوافق مع القانون وسياسة المنشأة .

ولابد للمرشح ان تكون لديه القدرة على بناء فريق عمل ناجح حيث يُعد ذلك أولى خطوات النجاح فى العمل النقابى ، كما يجب ان يكون لدى المرشح إيمان كامل بأهمية العمل الجماعى وأن النقابة العمالية ما هى الا فريق عمل متجانس هدفه الأسمى هو تحقيق الأهداف ، وذلك لأن العمل الفردى وعدم القناعة بفرق العمل ، وتهميش بعض اعضاء الفريق غالباً ما يؤدى إلى فشل النقابة وفشل أهدافها.

يجب على النقابى ان يكون ملماً بظروف المنشأة الى يعمل بها متواصلاً بكافة قطاعاتها لديه معرفة كاملة بالعاملين وتقسيماتهم الادارية، ويجب ان يتمتع بالقناعة والرضا التام فى المشاركة فى كل ما يتعلق بالمنشأة والعاملين فيها .

وبصورة عامة ، وحتى يكون العمل النقابى عملاً مكتملاً ناجحاً مفيداً فإنه يجب أن تؤمن النقابة بالطرق والأليات الإيجابية فى حل المشكلات والتواصل الفعال مع المؤسسات و حث أعضاء الجمعيات العمومية على الحفاظ على الواجبات قبل المطالبة بالحقوق ، و العمل من أجل تنمية مصر و توفير بيئات العمل المناسبة ورفع معدلات الإنتاج اللازمة لبناء الجمهورية الجديدة .

وكلمة أخيرة نتمناها دورة نقابية عمالية ناجحة تتحقق فيها مصالح الطبقة العاملة ، خالية من السعى وراء المصالح الشخصية ، وتغليب مصلحة مصر العليا .

أضف تعليق

تدمير المجتمعات من الداخل

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين

الاكثر قراءة

تسوق مع جوميا
إعلان آراك 2