24 يونيو 2013 يوم تاريخي طلب فيه الفريق أول عبد الفتاح السيسي، النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع من الشعب المصري النزول إلى الشوارع والميادين لمنحه تفويضا لمواجهة العنف المحتمل من الجماعات الإرهابية والمتطرفة، ولبى الشعب المصري النداء وفوض قواته المسلحة فى القضاء على الإرهاب والحفاظ على أمن واستقرار الوطن، وبناء على ذلك التفويض نفذت القوات المسلحة فى سيناء مهامها، وكانت البداية فى سبتمبر 2015، حيث أعلنت القوات المسلحة عن بدء العملية الشاملة "حق الشهيد" فى مرحلتها الأولى وتلتها ثلاث مراحل أخرى، فبدأت المرحلة الثانية فى أكتوبر 2015، والمرحلة الثالثة فى مايو 2016، وأخيرا المرحلة الرابعة فى يوليو 2017، وقد تحقق الهدف الأساسي من عملية حق الشهيد، وهو إحكام السيطرة الأمنية على سيناء واقتلاع جذور الإرهاب من أرض الفيروز.
وخلال المراحل الأربعة للعملية الشاملة حق الشهيد كانت العملية تدخل فى مراحلها الحاسمة لاقتلاع جذور الإرهاب، فقامت قوات إنفاذ القانون من الجيشين الثانى والثالث الميدانيين بشن حملات موسعة بمناطق مكافحة النشاط الإرهابى للقضاء عليه، وأحكمت القوات قبضتها على شمال ووسط سيناء بمناطق رفح والشيخ زويد والعريش بإنشاء عدد من الأكمنة والارتكازات الأمنية التى تساهم فى تضيق الخناق على العناصر الإرهابية وإحكام السيطرة الكاملة على شبه جزيرة سيناء، واستمرت قوات إنفاذ القانون تنفيذ أعمال التمشيط والمداهمة للعديد من القرى والمناطق الجبلية بنطاق مدن العريش ورفح والشيخ زويد وإحكام سيطرتها الأمنية الكاملة على شبه جزيرة سيناء.
وكان لعناصر الصاعقة والتدخل السريع دور فى تقديم الدعم لعناصر الجيشين الثانى والثالث الميدانيين وبمعاونة وحدات مكافحة الإرهاب التابعة للشرطة المدنية وتحت غطاء جوى لمداهمة البؤر الإرهابية والقضاء على العناصر التكفيرية، كما قامت عناصر القوات الخاصة البحرية بفرض السيطرة البحرية على امتداد السواحل المواجهة لمناطق العمليات لمنع التسرب البحرى وإحباط محاولات التسلل والتهريب عبر البحر لتأمين أعمال القوات البرية وقطع الإمداد عن العناصر التكفيرية عبر البحر.
وكانت عملية تطهير جبل الحلال التى أعلنت عنها القوات المسلحة في أبريل 2017، والتى تعد أهم عمليات تطهير سيناء من الإرهاب، وجاءت للتأكيد على جهود قوات الجيش الثالث فى فرض السيطرة الكاملة على جبل الحلال، حيث قامت قوات الجيش الثالث بتطهير الكهوف والمغارات للقضاء على التكفيريين والقبض على مطلوبين وضبط كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر والمعدات.
وخطط لتطهير جبل الحلال من البؤر الإرهابية خلال عملية عسكرية محكمة مرت بثلاث مراحل، فكانت المرحلة الأولى تجميع المعلومات بالتعاون مع الأجهزة الأمنية وأهالى سيناء كأدلاء لمعرفة أماكن تمركز وانطلاق العناصر التكفيرية، بالإضافة إلى تدقيق الدراسات الطبوغرافية لطبيعة الجبل، والمرحلة الثانية والتى بدأت بفرض حصار شامل لطرق الاقتراب المؤدية للجبل من خلال الكمائن والارتكازات الأمنية وإحكام السيطرة الكاملة على مداخل الجبل من جميع الاتجاهات لمنع دخول الإمدادات إلى العناصر التكفيرية، ثم جاءت المرحلة الثالثة والأخيرة، حيث دفع بتسع مجموعات قتال كل مجموعة مسئولة عن قطاع داخل الجبل لتمشيط الجبل وقتال العناصر التكفيرية واستمر العمل لمدة 6 أيام متواصلة فى إعمال التمشيط والقتال مع العناصر التكفيرية من خلال منظومة متكاملة بين القوات القائمة بالهجوم ونيران المدفعية والحماية الجوية المستمرة من القوات الجوية.
أما العملية الشاملة سيناء 2018 فقد بدأت فى فبراير 2018 وكان هدفها القضاء على الإرهاب واقتلاع جذوره وتجفيف منابعه وتعزيز قدرات التأمين الشامل على امتداد الحدود البرية والساحلية، ومنذ بدأت العملية الشاملة سيناء وأكدت بيانات القوات المسلحة نجاحها فى دحر الإرهاب، والقضاء على البنية التحتية له، وعلى مدار المراحل التى مرت بها عملية القضاء على الإرهاب فى سيناء اشتركت فى العمليات العسكرية جميع فروع ووحدات القوات المسلحة فشاركت القوات البحرية فى حماية السواحل المصرية فى الاتجاه الشمالى والشرقى للحفاظ على أمن مصر البحرى، واستمرت عملية التأمين البحرى وحماية الأهداف البحرية على كل الاتجاهات الاستراتيجية وقطع خطوط الإمدادات للعناصر الإرهابية ومنع تسللها من وإلى البحر، وتعاونت القوات الخاصة البحرية مع التشكيلات التعبوية لإحكام الحصار البحرى على الساحل من رفح حتى السلوم عن طريق تمشيط وتضييق الحصار ومنع العناصر الإرهابية من الهروب التسلل، حيث قامت عناصر الأسطول الجنوبى من البحر الأحمر بالتعاون مع الإدارة العامة لمكافحة المخدرات بالتفتيش على السفن للحد من تهريب المخدرات.
وتمكنت القوات الجوية من كشف أوكار الإرهابيين والتعامل معهم بالاشتراك مع قوات الجيشين الثانى والثالث الميدانيين، وقوات المنطقة الشمالية والغربية والجنوبية وشرق القناة العسكرية، بالإضافة إلى قوات الصاعقة والتدخل السريع والمظلات، حيث قام كل بدوره فى تطهير سيناء ونشر الأمن فى ربوع مصر، حيث قضى على البنية التحتية للإرهاب، كما نجحت القوات الجوية فى تنفيذ هجمات مركزة استهدفت ودمرت عددا كبيرا من السيارات المفخخة والمعدات وسيارات الدفع الرباعى والدراجات النارية وأوكار ومخازن وذخيرة متنوعة، بالإضافة إلى القضاء على عدد كبير من القيادات الإرهابيين، والعناصر الإجرامية ومن جهتها أحكمت قوات حرس الحدود من سيطرتها على الحدود الجنوبية والغربية.
كما قام سلاح المهندسين بالكشف عن العبوات الناسفة وإبطال مفعولها وتدميرها ومنعت قوات حرس الحدود عناصر التهريب والهجرة غير الشرعية على كافة الاتجاهات الاستراتيجية، وتمكنت القوات البرية من إحباط عمليات إرهابية استهدفت القوات على الأرض عن طريق تفكيك وتدمير عبوات ناسفة كانت معدة لاستهداف القوات المداهمة للإرهابيين فى أوكارهم، وكذلك تدمير أهداف يستخدمها الإرهابيون فى أعمال المراقبة، كما تمكنت القوات البرية فى ضبط أعداد كبيرة من مواد الإعاشة والحواسب ومعدات التصوير ومبالغ مالية وأجهزة اتصال لاسلكية وبعض الكتب التكفيرية، وتدمير عدد كبير من مزارع الحشيش ومخازن للمواد المخدرة، وقد تمكنت القوات المسلحة من القضاء على الإرهاب واقتلاع جذوره وتجفيف منابعه وتعزيز قدرات التأمين الشامل على امتداد الحدود البرية والساحلية.
ونجحت القوات المسلحة منذ بداية الحرب على الإرهاب فى سيناء وحتى الآن فى القيام بعدد كبير من العمليات الاستباقية والنوعية للقضاء على البؤر الإرهابية، وذلك بناء على معلومات استخباراتية مما ساهم في القضاء على أوكار إرهابية فى وسط وشمال سيناء.
قال اللواء عادل العمدة، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا إن مصر بدأت فلسفتها من خلال استراتيجية محددة فى 3 محاور للقضاء على الإرهاب الأول هو الأمنى والثانى فكرى والثالث تنموى، واعتبارا من 2014 بدأت تنفذ تلك الاستراتيجية بداية من تشكيل قوات شرق القناة بالتنسيق بين الشرطة و القوات المسلحة وأجهزة المعلومات ليكون الهدف موحدا والاتجاه للعمل على خط واحد لمكافحة الإرهاب. أما المحور الأمنى فبدأ بتجفيف منابع الإرهاب وغلق الأنفاق، وأخيرا إيقاف التمويل، سواء المادى أو المعنوى أو اللوجيستى لمنع استقطاب مزيد من الشباب للوقوع فريسة للإرهاب.
وأضاف العمدة: بالنظر إلى ما كانت تقوم به الجماعات الإرهابية من عمليات وصلت إلى 1262 عملية تم تنفيذها فى 2016 نفذت حوالى 598 عملية. وفى 2017 نفذت 326 عملية، وباقى العمليات تمت فى الفترة من 2018 وحتى 2021 وهو أمر له دلالة على نجاح الدولة المصرية فى التعاطى مع الإرهاب، وكذلك صدر بيانات الجماعات الإرهابية وصلت فى عام 2021 إلى 9 فقط، كما أن العبوات الناسفة خلال الأربع سنوات الأخيرة أصبحت بدائية الصنع، مما يؤكد على نجاح القوات المسلحة فى القضاء على الإرهاب وانحصاره .
أما المحور التنموى، وهو متمثل فى المشروعات التنموية وإنشاء شبكة طرق قوية ولعل أهم تلك المشروعات محور قناة السويس شرق قناة السويس، بالإضافة إلى إنشاء 22محطة مياه ونصف مليون فدان زراعات، وزراعة 500 ألف فدان يضم زرعات جديدة، وكذلك محطة مياه المحسمة وسحارة سيرابيوم وبرح البقر التى تضخ مياه لاستهداف أعمل الزراعة فالمشروعات التنموية له دور كبير فى القضاء على الإرهاب، لما يخلفه من فرص عمل للشباب، بالإضافة إلى المدن الجديدة والتى بلغت 8 مدن هى مدينة رفح الجديدة ومدينة بئر العبد الجديدة، ومدينة السلام شرق بورسعيد، ودهب الجديدة والطور الجديدة وسانت كاترين الجديدة. وفى مجال الصحة إنشاء 14مستشفى و16 وحدة صحية، وكذلك عدد كبير من المنشآت التعليمية، إذا مصر لديها منظومة متكاملة ويؤكد سيادتها على كامل أراضيها وقدرتها على مكافحة الإرهاب من خلال الأعمال التنموية.