اللواء أركان حرب ناجي شهود بطل ومحارب مخضرم وكنز معلوماتي ثمين، كان قائد سرية استطلاع أثناء حرب أكتوبر المجيدة وخدم في اللواء الثامن مشاة في الفرقة السابعة في الجيش الثالث الميداني، شغل وظيفة من أهم وظائف المعلومات فكان مساعدا لمدير المخابرات الحربية الأسبق، وهو الآن خبير استراتيجي وأحد أهم المستشارين بأكاديمية ناصر العسكرية.
يقول اللواء ناجي شهود، إن الحقائق على الأرض أكدت أن إسرائيل جاءت للمنطقة العربية بلا عودة لتحقيق حلم إسرائيل الكبرى لتكون إمبراطورية إسرائيلية، وتبين لمصر هذا الأمر، ونجحت مصر في لم شمل العرب على هدف واحد، وكانت الدولة المصرية في هذه المرحلة لا بد أن تنجز بالعمل العسكري استرداد سيناء لذلك كانت الأوامر واضحة للجيش الثاني والثالث بالتمسك بالأرض.
وأكد أن مصر استطاعت تحويل الضعف إلى قوة وهي نقطة تتمثل في ثغرة الدفرسوار، فبعد أن أعلنت جولدا مائير أن إسرائيل وضعت قدمها فى أفريقيا، وأنها على مشارف القاهرة فى 15 و16 أكتوبر73 وهو حقيقة، وفجأة انقلب ميزان القوة عندما اكتشفت الأقمار الصناعية ما يعد له الجيش المصرى وهى عملية شاملة مهمتها إغلاق الثغرة وقطع محاور الإمداد بين شرق وغرب القناة مما يعني أن القوات الإسرائيلية فى العراء بلا وقود أو مهمات أو تعيينات، وأدركت إسرائيل أنها فى فخ كبير مما دفع هنرى كسنجر فى 6 نوفمبر 1973لمقابلة السادات، وأكد له أن كل ما تريده مصر سوف يحدث بما فيها استعادة سيناء.
وأضاف: خاضت مصر صراعا عسكريا في 1973 ، ثم خاضت صراعا قانونيا من 5 إلى 17سبتمبر 1978 مما أثمر عن وضع الأسس لتوقيع إسرائيل على معاهدة سلام بضمان أمريكي لتوضع المعاهدة في الأمم المتحدة، وكانت للمعاهدة رؤية شاملة لثقافة المفاوض الإسرائيلي والتي كانت تتكون من 9 مواد وعدد من الملاحق المكملة لكل شيء لكي لا تترك ثغره للجانب الإسرائيلي، ومن أدار المعاهدة إلى أن وقعت عليها إسرائيل فى 26مارس 1979 كان يدرك ثقافة المفاوض الإسرائيلي لذا وضع المادة السابعة والذى اتجه على أساسه الطرفان إلى التحكيم الدولى، وقد تم إخلاء سيناء عبر 3 مراحل فك الاشتباك الأول فى 18 يناير 1974 ، وفك الاشتباك الثانى فى سبتمبر 1975 ، ثم بدأ العمل الدبلوماسي وتوقيع المعاهدة فى 26مارس 1979 ، وتم إخلاء سيناء بالكامل فى 25أبريل
1982.
وأكد اللواء شهود، أن القوات المسلحة هي ذراع شعب مصر وستظل حامية للشعب المصري بأقل خسائر ممكنة، وهو ما حدث خلال تطهير سيناء من الإرهاب، وهي تعلم أن الإرهاب له منظمات دولية ودول تدعمه لإيجاد شرق أوسط جديد بتقسيم المنطقة لدويلات وسيناء هي أول خطوة بأن تكون إمارة إسلامية، وبذلك تنفصل سيناء عن مصر وتعود إسرائيل بلا حدود، لذا قامت القوات المسلحة بالقضاء على الإرهاب كما قامت بعملية تنمية شاملة، فشاركت بفائض الوعاء التجنيدي لإعادة تنمية سيناء. كما تسعى إلى ترسيخ قطاع عام جديد لتحقيق الأمن القومى والاستقرار داخل مصر وخاصة فى سيناء.