اللواء نصر سالم: عناصر الاستطلاع المصرية أذهلت العدو وفتحت الطريق للنصر

اللواء نصر سالم: عناصر الاستطلاع المصرية أذهلت العدو وفتحت الطريق للنصراللواء نصر سالم

قال اللواء أركان حرب نصر سالم، رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق بالمخابرات الحربية، إن جهاز الاستطلاع لعب دورا محوريا فى حرب الاستنزاف، ثم حرب أكتوبر 73، التى مهدت الطريق لعودة سيناء إلى أحضان الوطن.

وأضاف سالم في تصريحات لأكتوبر، أن دور جهاز الاستطلاع يمثل مخابرات الميدان ومهمته الحصول على معلومات عن العدو وعن مسرح الحرب وطبيعة الأرض والموارد والطرق والجبال والوديان، ليس في الحرب فقط بل في السلم أيضا، وهو يعمل على مدار الساعة وطوال أيام السنة وعناصر الاستطلاع كان لهم دور في حرب 67، ويجب أن نذكر أن الجيش المصري لم يحارب في 1967، حيث أعطى المشير عبد الحكيم عامر أمرا بالانسحاب دون أن يواجه الجيش المصري الجيش الإسرائيلي فانسحبت القوات وعادت يومي 9 و 10 يونيو 1967 ودمرت القوات المصرية أي كباري في حين ظلت عناصر الاستطلاع تعمل على الأرض خلف خطوط العدو.

وأوضح اللواء نصر سالم: كانت مفاجأة للجميع، حيث ظلت عناصر الاستطلاع خلف خطوط العدو مصاحبة له وتبلغ القيادة عن تحركات قوات العدو فكانت بمثابة شعاع نور وسط عتمة النكسة، فبعد علم القيادة أن عناصر الاستطلاع لازالت فى سيناء وأنها تبلغ عن تحركات العدو، كانت الأوامر استمرار كل فى مكانه إلا أن العقبة كانت قلة المؤن والذخيرة والوقود والتى تكفى لمدة أسبوع واحد فقط، وبدأت القيادة تعد عناصر استطلاع جديدة لكن بمواصفات أخرى بحجم أقل أى إنها تتكون من 3 أفراد فقط على أقصى تقدير. وأضاف سالم، بدأت تلك المجموعات تتجهز مع سحب المجموعات القديمة في سرية تامة من خلال الاستعانة بأبناء سيناء في ذلك وخلال ست سنوات من 1967 وحتى 1973 لم يخل جبل في سيناء من عناصر الاستطلاع فكل المعلومات عن سيناء تبلغ للقيادة أولا بأول، لذا ظهر هذا الجهد في تخطيط الحرب والعمليات، حيث كانت المعلومات التي تم عملها من خلال عناصر الاستطلاع، وكان من المخطط تنفيذ ضربتين جويتين لإحداث خسائر للعدو، إلا أن ما حدث هو تنفيذ ضربة واحدة كانت كافية لإحداث الخسائر المطلوبة والمدفعية كانت إصابتها دقيقة مائة بالمئة.

ويرجع هذا إلى جانب دقة المعلومات التي تم جمعها عن العدو طيلة السنوات الست، استمرت عناصر الاستطلاع تبلغ المعلومات طوال الحرب فكانت عناصر الاستطلاع تتقدم القوات، بالإضافة إلى العناصر التي عبرت مع القوات واستمرت عناصر الاستطلاع تتقدم القوات حتى انتهاء الحرب وانسحاب العدو من سيناء.

ويقول سالم، إن وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق "موشيه ديان"، عندما سأله أحد الصحفيين "كيف فاجأك المصريون في أكتوبر 1973، وأنت تمتلك قدرات استطلاعية ومخابراتية كبيرة وكيف يحصل المصريون على كل تلك المعلومات عنكم؟"، فكان رده "لم نكن ندري أن المصريين يمتلكون رادارات بشرية تحتل كل جبال سيناء تحلل وتقدر المعلومات وترسلها للقيادة في مصر لتتخذ بناء عليها القرارات الصحيحة".

وأكد سالم، أن عناصر الاستطلاع هي أول من كشفت عن الإمداد الجوى الأمريكي للقوات الإسرائيلية فكنا نبلغ عن مواصفات القوات ومعدات العبور ومراكز القيادة التى تم الابلاغ عنها وهى معلومات تراكمية قدمتها عناصر الاستطلاع وساهمت فى سير الأحداث لصالح القوات المسلحة المصرية.

وأضاف، أن أحد أسباب تحرير سيناء هي المعلومات الدقيقة التي كانت ترد إلى القيادة، وعلى سبيل المثال أن الطائرات المصرية التي قامت بالضربة الجوية في أكتوبر 1973 لم تترك هدفا إلا وإصابته في مقتل بنسبة إصابة 100%، وهذا نتيجة المعلومات الدقيقة والمتوفرة عن العدو وأيضا أكثر من ألفي مدفع صبت نيرانها على مواقع العدو بمنتهى الدقة نتيجة معلومات عناصر الاستطلاع. ثم أثناء الحرب كان سيل المعلومات لا يتوقف واستطعنا تدمير العدو والاستيلاء على خط بارليف وأدرنا معارك صد وتدمير لقوات العدو التي انتهت بأن العدو نفسه طلب وقف إطلاق النار واللجوء للتفاوض وعرض إعادة الأرض بالتفاوض، وبالتالى عادت أرض سيناء غير منقوصة.

وأوضح اللواء سالم، أن الاستطلاع يبدأ ببداية الحرب ولا ينتهي بنهايتها، فالاستطلاع هو العين والأذن ودوره مراقبة العدو للحصول على المعلومات الدقيقة والمؤكدة، ومتابعة هذه المعلومات أولا بأول، والإبلاغ عن أي تغيير في هذه المعلومات فلا استغناء عنه لأنه يرصد إعدادات العدو للحرب وكل هذا يحدده الاستطلاع. لذا فهو المسئول عن نصف قرار القائد، حيث يوضح للقائد رؤية واضحة عن العدو وما هي نقاط القوة وكيف يمكن إضعافها، وما هي نقاط الضعف لاستغلالها، بالإضافة إلى أن الاستطلاع، هو الشريك في النصف الآخر، وقد أطلق عليه اسم جهاز الاستطلاع بعد 1973، حيث كان فى البداية تابعا للمخابرات الحربية، وبعد الحرب فصل عن جهاز المخابرات نظرا لأهمية دوره.

وأضاف، أن أهم الدروس المستفادة من تحرير سيناء بالحرب ثم بالسلام، هو ما أمرنا به الله "أعدو لهم ما استطعتم"، وهو ما قمنا به في حرب 1973، فلم نكن نحن الأقوى من العدو لا من حيث العدد أو الكيفية، إلا أن كل هذا لم يرهبنا ولم يعطلنا عن أخذ قرار الحرب فقرار الحرب اتخذ بإرادتنا القوية الصلبة.


أضف تعليق

أصحاب مفاتيح الجنة

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2