نيويورك تايمز: تزايد خطر امتداد الحرب الروسية للدول المجاورة

نيويورك تايمز: تزايد خطر امتداد الحرب الروسية للدول المجاورة الحرب الروسية

عرب وعالم28-4-2022 | 11:15

بعد تسعة أسابيع من غزو روسيا لأوكرانيا، تتزايد المخاوف في واشنطن والعواصم الأوروبية من خطر تصاعد الصراع إلى حرب أوسع تمتد للدول المجاورة.

ويمكن أن تتطور الأزمة على المدى الطويل إلى صراع مباشر بين واشنطن وموسكو يعيد ذكرى الحرب الباردة، حيث يسعى كل منهما إلى استنزاف قوة الآخر، وفقا لصحيفة "نيويورك تايمز".

وكانت سلسلة من الانفجارات وقعت بمنطقة ترانسنيستريا الانفصالية بمولدافيا وعلى الحدود مع أوكرانيا، مما زاد المخاوف من امتداد الحرب إلى البلدان المجاورة واندلاع صراع أوسع.

ولم يتضح من يقف وراء الهجمات في ترانسنيستريا، المدعومة من موسكو، حيث أعلنت مولدافيا، الثلاثاء، إجراءات لتعزيز أمنها.

وفي كييف، قال مستشار الرئاسة، ميخايلو بودولياك، إن "روسيا تسعى لزعزعة استقرار منطقة ترانسنيستريا، ما يعني أن على مولدافيا أن تتوقع وصول زوار"، في إشارة إلى القوات الروسية.

وأضاف: "إذا سقطت أوكرانيا، ستكون القوات الروسية غدا على أبواب كيشيناو"، داعيا إلى "العمل سويا" من أجل أن تضمن كييف "الأمن الاستراتيجي للمنطقة".

كما قطع الروس شحنات الغاز إلى بولندا وبلغاريا اللتين انضمتا إلى منظمة حلف شمال الأطلسي بعد انهيار الاتحاد السوفيتي؛ وسرعان ما شجبت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، هذه الخطوة باعتبارها "أداة ابتزاز".

يقول المسؤولون الأميركيون والأوروبيون إن مخاوفهم تستند جزئيًا إلى الاقتناع المتزايد بأن الصراع يمكن أن "يستمر لبعض الوقت"، كما قال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، مؤخرا
وكانت موسكو حذرت من خطر "حقيقي" لنشوب حرب عالمية ثالثة، إذ لوح وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافرورف، باحتمال توسع نطاق الحرب وتحولها إلى نزاع عالمي.

وقال لافرورف في حديثه إلى وكالات أنباء روسية، "الخطر كبير وحقيقي لا يمكن التقليل من شأنه". وأتى كلامه غداة زيارة قام بها لأوكرانيا وزيرا الخارجية والدفاع الأميركيان، أنتوني بلينكن ولويد أوستن.

قال روبن نيبليت، مدير "تشاتام هاوس"، وهو مركز أبحاث بريطاني، "بوتين ليس على استعداد للتراجع، ولا الأوكرانيون، لذلك هناك المزيد من الدماء في المستقبل".

في الوقت نفسه، ازداد التصميم الأمريكي الأوروبي على مساعدة أوكرانيا على هزيمة الروس بعد أن اتضحت الفظائع في بوتشا والمدن الأخرى التي احتلها الروس.

من جانبه، قال سيث جي جونز، الذي يدير برنامج الأمن الأوروبي بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، الأربعاء، إن "خطر اتساع نطاق الحرب أمر خطير في الوقت الحالي".

وتابع جونز: "الخسائر الروسية في تزايد مستمر، والولايات المتحدة ملتزمة بشحن أسلحة أكثر قوة تتسبب في تلك الخسائر".

وأضاف أنه عاجلاً أم آجلاً، قد تبدأ المخابرات العسكرية الروسية في استهداف شحنات الأسلحة تلك داخل حدود الناتو.

وعندما قطعت شركة "غازبروم" عملاق الطاقة الروسي، تدفق الغاز إلى بولندا وبلغاريا، كان من الواضح أن ذلك كان علامة تحذير على أن ألمانيا - التي تعتمد بشكل كبير على الغاز الروسي - يمكن أن تكون التالية.

وكانت روسيا تستخدم أقوى أسلحتها الاقتصادية مرسلةً رسالة مفادها أنها يمكن أن تسبب الألم إلى الدول الأوروبية في الشتاء المقبل وسط البرد الشديد دون إطلاق رصاصة واحدة.

وقال المسؤولون الأميركيون إنه من الواضح أنه كان محاولة لفتكيك حلفاء الناتو الذين ظلوا متحدين حتى الآن.

وجاء تحرك بوتين الأخير بوقف إمدادات الغاز لبولندا وبلغاريا بعد أن ذهب وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، لما هو أبعد من تصريحات مسؤولي الإدارة تجاه غزو روسيا لأوكرانيا.

وقال أوستن: "نريد أن نرى روسيا تضعف إلى درجة أنها لا تستطيع القيام بالأشياء التي فعلتها في غزو أوكرانيا"، وهو سطر بدا أنه يشير إلى أن الولايات المتحدة تريد تآكل القوة العسكرية الروسية لسنوات مقبلة يفترض أن يظل فيها الرئيس الروسي، فلادمير بوتين، في السلطة.

في هذا الإطار، تساءل محلل شؤون الدفاع الفرنسي، فرانسوا هايسبورغ، "هل نحن متجهون إلى حرب أوسع أم أن هذا تصريح غير مقصود من أوستن؟".

وأشار هايسبورج إلى أن "هناك إجماعًا آخذًا في الاتساع بشأن إمداد أوكرانيا بمدافع الهاوتزر وأسلحة أكثر تطورا، والجميع يفعل ذلك". وقال إن "هدف تحويل الحرب من أوكرانيا إلى روسيا أمر آخر. لا اعتقد أن هناك إجماع في ذلك".

أضف تعليق

رسائل الرئيس للمصريين

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2