أحداث كثيرة نمر بها ويمر بها العالم ويلهث لمتابعتها.. قد يكون وقع الشهر الكريم جعل البعض أقل متابعة للأحداث ولجوءً إلى الله بالعبادة وانشغالاً بالشهر الكريم وعاداته وأفضاله، لكن هناك أحداث يجب أن نتوقف عندها كثيرًا ومن الصعب عدم متابعتها أو الوقوف عندها بتدبر.
ثقافة الطفل
أن يقوم الرئيس عبد الفتاح السيسى بتكريم كاتبة أطفال حصدت فى الفترة الأخيرة عدة جوائز فى أدب الأطفال ليس على المستوى المصرى بل على المستوى العربى والعالمى.. واستطاعت أن تجد لها مكانًا مميزًا بين كبار المبدعين فى كتابة الطفل وهى سماح أبو بكر عزت ابنة الفنان الكبير الراحل.
وكانت المقابلة لها وقع كبير فى نفس الكاتبة والمثقفين بل كتّاب الطفل والناشرين فى حضور د. إيناس
عبد الدايم، وزيرة الثقافة، وهذا يؤكد استمرار رؤية الرئيس لبناء الإنسان المصرى بالثقافة والصحة والتعليم وهى رؤية يترجمها هذا اللقاء وأشياء أخرى مهمة جدًا.
أولاً أن الكتابة للطفل لها أكبر تأثير فى تكوين الطفل فى مراحله الأولى لتكوين ثقافته والتعلم، فمنه تخرج الأم ومنه يتعلم الأب ويكون مسئولاً بعد تعلمه فى الصغر.. فالاهتمام بالطفل هو اهتمام بصناعة مستقبل أمة.. نعم فمنذ سنوات طويلة كان للمدرسة دور تربوى وتعليمى وكان هناك فى الريف والحضر ما يسمى بالكُتاب وهى منوط بها تعليم وتحفيظ القرآن الكريم وتربية الطفل.
وكانت المدرسة حقيقة لها دور تربوى فى الأنشطة المختلفة التى تساعد على اكتشاف الموهبة فى المراحل الأولى وتنميتها ومساعدة الموهوب..
مسابقات مدرسية حصص للقراءة والمكتبة والموسيقى والألعاب والرسم والأشغال اليدوية وغيرها من الفنون مثل الزراعة وتربية النحل.. هى أنشطة من الأهمية بمكان ولها دور فى تكوين الشخصية.
نعود إلى كتاب الطفل وكتاب الأطفال وناشرى كتاب الطفل الآن ودورهم فى تنمية وتعليم الطفل.. نحن لدينا ناشرون وكتاب برعوا فى تقديم الكثير من الكتب التى أثرت فى حياة الطفل فى مصر والعالم العربى، ولدينا أجيال مبتكرة الآن من كتاب الطفل وتاريخنا طويل فى هذا المجال من الإبراشي وكامل كيلانى وعادل الغضبان ويعقوب الشارونى والعديد من كتاب الطفل.
ولكن كتاب الطفل يحتاج إلى إبداع وفكرة جديدة تربوية وإخراج جيد ومبهر ورسام عبقرى وناشر يدير هذه المسألة ويطبع الكتاب ليخرج فى أبهى صوره.. وهذه التركيبة موجودة لكن بنسب بسيطة بالنسبة لعدد الناشرين المسجلين فى اتحاد الناشرين المصرى مثلاً.
فناشر الأطفال يعانى من عدم تواجد الخامات اللازمة من ورق كوشيه وغيره من أنواع الورق المستورد والذى تضاعفت تكلفته، وأيضًا عدم توافره أو ندرته، وأيضًا هناك الجانب الآخر من ناشرى و كتاب الطفل المقلدين للأفكار ويعيشون على المحاكاة والتقليد للغير مما يؤثر على حركة النشر بالسلب.
وما أكثر التقليد والمحاكاة فى كتاب الطفل وأيضًا القرصنة للكتاب الناجح والمؤلف المشهور.. لارتفاع تكلفة المنتج الأصلي وفقر الفكر لدى الناشر المقلد واستسهال العلم وضعف القانون.
استراتيجية موحدة
نحن نحتاج إلى العديد من ورش العمل من المركز القومى لثقافة الطفل وعلى رأسه الكاتب محمد عبد الحافظ ناصف، وأيضًا لجان المجلس الأعلى للثقافة وعلى رأسه د. هشام عزمى، الأمين العام للمجلس، واتحاد الناشرين مع إشراك أكبر عدد من المتخصصين والعاملين فى هذا المجال سواء مؤلف أو ناشر أو رسام أو دور نشر متخصصة أو تعمل فى هذا المجال لنخرج برؤية موحدة تتوافق مع استراتيجية الدولة وكيفية بناء الإنسان لأن الاهتمام بالطفل هو اهتمام بالمستقبل وصناعة جيل المستقبل.
أمل يعود
رأينا زيارة القيادة السياسية إلى توشكى هذا المشروع العظيم الذى أسس منذ سنوات ومر بمراحل تعثر كثيرة، وكان محط اهتمام وقت بدايته.. ثم خفت الصوت والنتائج لهذا العمل العظيم فى أقصى مناطق وجه قبلى.
وكان هناك بعض السلبيات فى التجربة إلى أن فوجئنا بالتطوير الذى حل فى أرض توشكى، واستثمار الدولة لهذا المشروع الكبير ليساهم فى سد الفجوة الغذائية فى مصر خاصة فى محصول استراتيجى هو القمح.
انتجت توشكى القمح ورأينا الذهب الأصفر موجود وأن يصل إلى نسبة 60% من الاكتفاء الذاتى رقم كبير وراءه جهد عظيم وسياسة حكيمة.
نحتاج إلى الحفاظ عليها وتكرار مثل هذه التجارب، وأكدت هذه المرحلة أن الاهتمام منذ سنوات ببناء الصوامع أفاد الدولة فى توفير الهدر والحفاظ على المخزون من القمح، ونقله إلى الصوامع التى أصبحت تتواجد فى مناطق كثيرة، ومازالت مشروعات إقامة صوامع جديدة مستمرة لنستطيع الحفاظ على ثرواتنا دون إهدار.. ومعالجة كل السلبيات السابقة فى إدارة هذه المنظومة.
حفظ الله مصر.. وكل عام وأنتم بخير.